زار رجلا قرية من القرى ومر بالمقبرة واذا مكتوب على كل قبر من القبور اسم المتوفى وعدد السنين فمثلا محمد سنة وخالد خمس سنين وعايش (فقط) عشر سنين وعلي ساعة (واحـــــــــدة) وأما جبر فمكتوب على قبره من البيت الى القبر مع ان عمره الزمني كان ثمانون عاما وهكذا وتعجب الزائر من هذا الامر فسأل اهل القرية فقالوا نحن لا نكتب تاريخ الوفاة والعمر الزمني لمن مات ولكن نكتب كم من الوقت ألفعلي الذي أفناه المتوفى من أجل القرية وأهلها .
قد يعيش الفرد منا طويلا ولكن مع الاسف يعيش سلبيا يبخل حتى بالسلام على الآخرين وخصوصا من أوصاه الله بالأحسان اليهم من الاهل والجيران وذوي القربى ناهيك على ان يبذل لهم من ماله وجاه ووقته .
فترى ألبعض لا يمكن تحت أي ظرف من الظروف ان يقدم خدمة للمجتمع الذي يعيش فيه ما لم تكن له مصلحة شخصية ظاهرة مثل المال وحب االشهرة ولو كانت بطرق غير مباشرة ولو حصل ذلك لدونها في مذكراته وأعتبرها جميلة يتشدق بها عند كل مناسبة وربما ترفع من أسهمه مستقبلا في أنتخابات المجالس البلدية ألمزعومة.
وأرى أن أفضل ما نقدمه لمجتمعنا هو تربية الابناء التربية الاسلامية ونحثهم دائما على العطاء أكثر من ألأخذ وحب الذات ونعلمهم ان ألايثار ليس ان نعطي الاشياء لمن هو بحاجتها ويريدها ولكن غايه الايثار هو ان نعطي الاشياء للآخرين ونحن بحاجتها.
حتى لا يأتي اليوم الذي يُدون على قبورنا عبــــــــــــــارة ( جبر من البيت الى القبر) 