السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يآاخي اتق الله فيما تقول وفيما تكتب الا ترى ان الموضوع سياسي يثير الفتنة، وقد حذر من هذا علماؤنا الكبار
(1)- الشيخ بن باز –رحمه الله-:
يقول السّائل: هل تنصحون الشباب بالخوض في السّياسات الدّوليّة والتّعمّق في التوقّعات والتّكهّنات السّياسية؟ أم تنصحونهم بالعلم الشرعي وحفظ المتون وتعليم النّاس الخير؟
الجواب:
أنصحهم بالإعراض عن التّدخّل في شؤون السّياسة الخارجيّة وشؤون الملوك والأمراء ، الّذي يسبّب الفتنة ويسبّب الشحناء والقلاقل ؛ وأنصحهم بأن يُقبلوا على العلم، وطلب العلم، والدّراسة والاجتهاد والتّعاون على البرّ والتّقوى ، ومناصحة بعضهم لبعض، والمناصحة للمسلمين عمومًا ،في مواعظهم وتذكيرهم ودروسهم حتّى ينتفع النّاس بهم.
أمّا الاشتغال بالملوك والرّؤساء والدّول ، ومما يُنشر في الجرائد ، وغيرها ؛ هذا قد يُسبّب شرًّا كثيرًا بلا فائدة.
أمّا إذا كان المقصود التّنبيه على خطأ وقع في جريدة أو غلط وقع في مجلّة أوما أشبه ذلك ، فهذا حقّ ؛ يبيّن في مقال، يُبيّن فيه الخطأ الّذي وقع في الجريدة أو في المجلّة، حتّى لا يُغتر بهم.
(2)- الشيخ العثيمين –رحمه الله-:
"...نهاهم النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أن يسبّوه مع أنّه شارب خمر ؛ إذًا: ما موقفنا من شارب الخمر؟ موقفنا أن ندعُوا له بالهداية ؛ نقول: اللّهم اهده، اللّهم أصلحه، اللّهم أبعده عن هذا ؛ وما أشبه ذلك.
أمّا أن تدعُوَ عليه، فإنّك تعين عليه الشّيطان ؛ وفي هذا دليل على أنّ الخمر مُحرّم ، وأنّ لنا عليه عقوبة ؛ لكن في عهد عمر بن الخطّاب رضي الله عنه انتشرت الفتوحات ، ودخل في دين الإسلام أناس جُدُد ، وكثُر شرب الخمر في عهده ؛ وكان -رضي الله عنه- رجلاً حازمًا، ناهيك به ؛ فأراد أن يعاقب شارب الخمر بعقوبة تكون أشدّ وأردع ؛ إلاّ أنّه -رضي الله عنه- لورعه وتحرّزه جمع الصّحابة ؛ والمراد جَمْع ذوي الرّأي، ما هو كلّ صحابي ؛ لأنّ السَّوَقَة وعامّة النّاس لا يصلحون لمثل هذه الأمور، ولا لأمور السّياسية ؛ وليس لعامّة النّاس أن يَلُوكوا ألسنتهم بسياسة ولاة الأمور ؛ السّياسة لها أناس ؛ والصُّحُون والقدور لها أناس آخرون ؛ ولو أنّ السّياسة صارت تُلاك بين ألسن عامّة النّاس فسدت الأمور ؛ لأنّ العامّي ليس عنده علم ، وليس عنده عقل ، وليس عنده تفكير ؛ وعقله وفكره لا يتجاوز قدمه ؛ ويدّل لهذا قول الله –تعالى-: ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ﴾ ونشروه، وصار لَوْكَ ألسنتهم ؛ قال الله –تعالى-: ﴿ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ ؛ فدلّ هذا على أنّ العامّة ليسوا كأولي الأمر وأولي الرّأي والمشورة ؛ فليس الكلام في السّياسة في المجالس العامّة ؛ ومن أراد أن تكون العامّة مشاركةً لولاة الأمور في سياستها وفي رأيها وفكرها فقد ضلّ ضلالاً بعيدًا، وخرج عن هدي الصّحابة وهدي الخلفاء الرّاشدين وهدي سلف الأمّة..
(3)- الشيخ الفوزان –حفظه الله-:
" يجب على أهل العلم وعلى الدّعاة إلى الله -سبحانه وتعالى- أن يُبيّنوها للنّاس ، وأن يتجوّلوا في القرى وفي البوادي ، ويُوضّحوا هذا الأمر للنّاس ؛ لأنّهم -والله- أمانة في أعناق طلبة العلم ، وفي أعناق الدّعاة ؛ هذا هو المطلوب.
أمّا أنّك تتكلّم على قضيّة الجزائر أو قضيّة فلان أو فلان ، هاذي وش فائدة النّاس منها؟!
فائدة البدو في الصّحراء أو النّاس في القرية أو العوام ، وش فائدتهم من هذه الأمور؟
نخرط عليهم بالكلام في السّياسة والجهة الفلانيّة فعلت كذا، وأمريكا سوّت كذا، وإنجلترا عملت كذا ؛ وش فائدة النّاس منها؟ وهم واقعون في الشّرك ،ولا تبيّن لهم هذا الشّيء ؛ وهم يجهلون قراءة الفاتحة -الّتي هي ركن من أركان الصّلاة- ولا تبيّن هذا لهم ؛ هذه دعوة إلى الله عزّ وجلّ؟؟؟
يجب علينا أن نتّقي الله -سبحانه وتعالى- ؛ الدّعاة إلى الله يسيرون على منهج الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- دعوة وتعليم وإرشاد وتوجيه في ما ينفع النّاس ؛ وأيضًا معالجة ما وقع فيه النّاس في بلدهم وفي أنفسهم ؛ أمّا أنّك تجلب لهم مشاكل من بعيد، تبيهم يعالجونها هم ؛ يعالجون قضيّة أمريكا ؛ هم يعالجون قضيّة أمريكا أو قضيّة الجزائر ولا قضيّة السّودان ولا...؟ هم مساكين ما بيدهم شيء ؛ وأيضًا هم واقعين في ما هو أخطر من ذلك: وهو الجهل، وفساد العقيدة.
لماذا لا تعالج هذا الأمر إن كنت تدعو إلى الله على بصيرة؟ تدعو إلى الله حقيقة ؛ فالواجب علينا أن نتنبه لهذا.
أنا ما غرضي من هذا الكلام أن أتنقّص أحدًا، لا –والله- ؛ ولكن غرضي أن أبيّن الطّريقة الصّحيحة للدّعوة، ونفع النّاس، وإيقاظ النّاس ممّا هم واقعون فيه.
هذه الأبواب من أبواب كتاب التّوحيد، هذه تعالج واقع النّاس ؛ لماذا لا نشرحها للنّاس ونبيّنها للنّاس، ونوضّحها ونحفّظهم هذه الآيات وهذه الأحاديث؟ لماذا لا نحفّظهم ونشرحها لهم ولو شرحًا وجيزًا قدر أفهامهم ينتفعون بها؟ هذه هي الدّعوة إلى الله -عزّ وجلّ-، وهذا العلم النّافع.
تعلمون الدّعاة ماذا... تعلمون الوقت القريب: الشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب كيف أثّر في دعوته من الإصلاح والنّفع للمسلمين الّذي لا نزال نعيش فيه ولله الحمد ؛ الشّيخ عبد الله القرعاوي في الجنوب –كما تعلمون- إلى عهدٍ قريب ؛ والآن تلاميذه وطلاّبه ماذا أكثر من الخير؟ الشّيخ فيصل بن مبارك في الشّمال ماذا أكثر من الخير؟ ولا يزال تلاميذه الآن مصابيح هدى يُبيّنون للنّاس... حنا أنّو يروح يجيبلهم مشاكل من الخارج ؛ ما هي دعوة إلى الله! هذا اشتغال بأمور ما تفيد النّاس ولا تحلّ مشاكلهم ولا تصلح فسادهم ، وإنّما تلخبط أفهامهم، وقد تسبّب أيضًا سوء الظّنّ بالمسلمين وبولاة الأمور وتفرّق الكلمة، فالواجب علينا أن نتنبّه لهذا.
أنا ما أقول هذا من أجل الغمط من أحد، لا –والله- ، ولكنّي أتأسّف على واقع الدّعوة الّذي تردّى إلى هذا المستوى.
ونسأل الله سبحانه أن يأخذ بأيدينا وأيديهم إلى الصّلاح والفلاح ، والاستقامة والسّير على منهج الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- بما ينفعنا وفي ما ينفع النّاس: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ ﴾ ، ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ ، هذا منهج الرّسل -عليهم الصّلاة والسّلام-.
نسأل الله -عزّ وجلّ- أن يُوفّقنا جميعًا لما فيه خيرنا وخير أمّتنا، وصلاحنا وصلاحهم، وأن يصلح ولاة أمورنا، وأن يأخذ بأيديهم إلى ما فيه الخير للأمّة وما فيه صلاح الأمّة.
أحد أطراف المملكة - وفيه جهّال كثير- صار يحاضر بينهم بحقوق الإنسان ؛ المحاضرة التي ألقاها في حقوق الإنسان، وهم أكثرهم بادية وجُهّال ؛ وش علاقتهم بهذه الأمور: حقوق الإنسان؟ هم واقعين في شرك في جهل في أمور دينهم في خلل في صلاتهم في عبادتهم، لماذا لا تكون المحاضرة في هذا الشّيء؟ ينتفعون منها ويستفيدون منها. أمّا حقوق الإنسان، ماهم برايحين يعدّلون حقوق الإنسان. نعم."
نسأل الله سبحانه أن يكف عنا شر دعاة السوء الذين يتزينون بالزي السلفي ، و أن يُبصِّر الشباب المنخدع بضلال هؤلاء و أن يوفقهم للتخلص من التعصب لهم ؛ إن ربي لسميع الدعاء.
و سبحانك الله و بحمدك ؛ أشهد ألا إله إلا أنت ؛ أستغفرك و أتوب إليك.
و الحمد لله رب العالمين
منقول