كلام في المحبة
حُكمُ المَحَبَّةِ ثابِتُ الأَركــــــــــــانِ **********ما للصُّدودِ بفسخِ ذاكَ يَـــــدانِ
أَنَّى وَقاضي الحُسنِ نَفَّذَ حُكمَهــــا ********* فِلِذا أَقَّر بذلك الخصمـــــــــان
وأتت شهود الوصل تشهد أنـــــه ********* حقا جرى في مجلس الإحسان
فتأكد الحكم العزيز فلم يجـــــــــد ******* فسخ الوشاة إليه من سلطــــان
ولأجل ذا حكم العذول تداعـــــت ******* ال أركان منه فخر للأذقـــــان
وأتى الوشاة فصادفوا الحكم الذي ****** حكموا به متيقن البطــــــــلان
ما صادف الحكم المحل ولا هو اس ****** توفى الشروط فصار ذا بطلان
فلذاك قاضي الحسن أثبت محضرا ****** بفساد حكم الهجر والسلـــــوان
وحكى لك الحكم المحال ونقضه ******** فاسمع إذا يا من له أذناـــــــن
حكم الوشاة بغير ما برهــــــــــــان ******* إن المحبة والصـــــدود ندان
والله ما هذا بحكم مقــــــــــــــــسط ******* أين الغرام وصد ذي هجران
شتان بين الحالتين فإن تــــــــــــرد ****** جمعا فماالضدان يجتمعان
يا والها هانت عليه حيـــــــــــــــاته ***** إذ باعها غبنا بكل هــــــوان
أتبيع من تهواه نفسك طائعــــــــــا ****** بالصد والتعذيب والهجران ؟!
أجهلت أوصاف المبيع وقـــدره ؟! ******** أم كنت ذا جهل بذي الأثمان ؟!
واها لقلب لا يفارق طــــــيره ال أ ** **** غصان قائمة على الكثبان
ويظل يسجع فوقها ولغـــــــــــيره ***********منها الثمار وكل قطف داني
ويبيت يبكي والمواصل ضاحك ***********ويظل يشكو وهو ذوهجران
هذا ولو أن الجمال معلـــــــــــــق ************* بالنجم هم إليه بالطيران
هذا مقطع من نونية ابن القيم المسماة الشافية الكافية في الاتصار للفرقة الناجية والتي تبلغ أكثر من أربعة آلاف بيت
أعجبتني هذه الأبيات كثيراوهو يصف المحبة الحقيقية لله ولرسوله ويثبت انتصار المحبين على غيرهم من محبي الدنيا والشهوات .
وانظروا في الأبيات الأخيرة وهو يشبه المنحرف عن السنة من جميع الفرق الضالة بالطير الذي يتواجد على الغصن والغصن هو السنة مع العلم أنه لا يستفيد من ثمار هذا الغصن بل يضل يسجع ويغني فوقه فقط بينما لغيره أي للمتمسك بالسنة الثمار التي يأكلها من هذا الغصن والقطوف الدانية وهي كناية على السعادة والأجر الذي يناله السني .
أنظروا لروعة التعبير وجماله كل الناس تقف على الغصن ولكن لا يذوق حلاوته إلا القليل واحد من ثلاثة وسبعين.
وكل يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذلك.
وهذا الشخص المنحرف رغم انه جالس على الغصن إلا أن حياته نكد فهو يبكي دائما بينما المواصل ضاحك سعيد يأكل من الثمار مع العلم أن نفسه تواقة للجمال ولوكان هذا الجمال في النجم لطار إليه .
لله ما أروعك يا ابن القيم رحمك الله تعالى.
من شرح نونية ابن القيم للشيخ العلامة خليل هراس رحمه الله.