شاء الله لا شاءت الظروف
كثيراً ما نسمعهم يقولون : شاءت الظروف أنْ أعمل كذا ، وهذا غير صحيح ،
والصواب: شاء الله أنْ أعمل كذا ،
لأنّ الظروف لا تملك المشيئة
ومن ذلك قولهم : شاء القدر أو شاءت الأقدار ، وهذا غير صحيح ،
والصواب: شاء اللّه لأنَّ ( القَدَر ) لا يملك المشيئة .
يتبيَّن أنَّ الصواب أنْ يقال : شاء الله لا شاءت الظروف ولا شاء القَدَر ، ولا شاءت الأقدار .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صُفْرَة البيض لا صَفار البيض
كثيراً ما نسمعهم يقولون : صَفار البيض ، وهذا غير صحيح ،
والصواب أن يقال: صُفرة البيض ، أو أن يقال: ( صَفْراء ) البيض أو ( مُحُّ ) البيض ،
هذا هو الاستعمال الصحيح ،
فليس في اللغة صَفَار ، بفتح الصاد ، بل فيها : أصْفَر وصَفْراء ، وصُفْرَة ، واصْفَرَّ واصْفِرار ـ هكذا تُقاس الألوان ـ
أي أن الألوان تأتي على أوزان مُعَيَّنة كأفْعَل فَعْلاء ، وفُعْلَة.. إلخ . وهي من أوزان الصفة المُشَبَّهة.
جاء في المختار: "( الصُّفُرَة ) لون الأصْفَر ، وقد ( اصْفَرَّ ) الشيء و ( اصْفَارَّ )...
أما ( صِفار ) بكسر الصاد فهو ما بقي في أسنان الدابة من التبن والعلف ، كما في الوسيط ،
و( الصُّفار ) بضم الصاد : الصَّفير ، ودود البطن ، والمرض المعروف بالصُّفَار .
يتبين أن الصواب: صُفْرَة البيض لا صَفار البيض.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسْتَعْدَدْتُ لا اسْتَعَدَّيْتُ
كثيراً ما نسمع بعضهم يقولون : اسْتَعَدَّيْتُ للأمر استعداداً – بالياء بعد الدال المُشَدَّدة وهذا خطأ ،
والصواب أن يقال : اسْتَعْدَدْتُ للأمر استعداداً لأنَّ فعله ( اسْتَعَدَّ ) مضعَّف أي فيه دالان أُدْغمت أولاهما في الثانية ،
فيجب فكّ الإدغام عند الإسناد إلى ضمير رفع متحرّك كتاء الفاعل ومعنى فَكّ الإدغام : النطق
بِدالَيْن الأولى مفتوحة ، والثانية ساكنة .
ومثل ذلك: الطالبات اسْتَعْدَدْنَ للاختبار لا اسْتَعَدَّيْنَ.
يتبيَّن أنَّه عند إسناد الفعل المضعَّف إلى ضمير رفع متحَّرك فإنه يجب فك الإدغام نحو :
مَدَدْت لا مَدَّيْتُ ، واسْتَمْدَدْتُ لا استمَّديُتُ ، وشَدَدْتُ لا شَدَّيْتُ ونحو ذلك .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نَزَلَتْ به مصيبة لا نَزَلَتْ عليه مصيبة
كثيراً ما نسمعهم يقولون : نَزَلَتْ عليه مُصِيبة بتعدية الفعل ( نَزَلَ ) بحرف الجرّ ( على ) ، وهذا غير صحيح ،
والصواب : نَزَلَتْ به مُصيبة بتعدية الفعل بحرف الجرّ ( الباء ) في هذا السياق .
والحقيقة أنَّ استعمالات الفعل ( نَزَلَ ) كثيرة وفق معانيه المتنوّعة وسياقاته ،
غير أنَّه في السياق الذي ذُكِرَ يتعدّى بالباء ، وقد أكَّد ذلك أصحاب المعاجم اللغويَّة ،
ففي المصباح : " يَقال : نَزَلَتْ به " وجاء في المختار : " ( النازلة ) : الشديدة من شدائد الدهر
تَنْزِل بالناس "
فقولهما: نَزَلَت به ، وتنزِل بالناس دليل على الاستعمال اللغويّ الصحيح ،
وهو تعديته بحرف الجرّ ( الباء ) لا ( على ) في السياق السابق .
يتبيَّن أنَّ صواب القول : نَزَلَت به مصيبة لا نَزَلَتْ عليه مصيبة
على أنَّه يقال : نَزَلَ نزولاً ، ونَزَلَ فلانٌ عن الأمر أي تركه ، ونزل بالمكان وفيه أي حلَّ ونَزَلَ على القوم أي حلَّ ضيفاً..إلخ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه بِئْر لا هذا بئر
كثيراً ما نسمعهم يقولون : هذا البئر عميق ، أو هذا بئر – بتذكير كلمة ( بئر ) وهذا غير صحيح ،
والصواب : هذه البئر عميقة ، أو هذه بئر ، بالتأنيث لأنَّ كلمة ( بئر ) مؤنَّثة ،
يؤكَّد ذلك الشاهد القرآني ، قال الله تعالى : " وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وقَصْرٍ مَشِيدٍ " سورة الحج ، من الآية 45.
جاء في المصباح : " ( البئر ) : أنثى – ويجوز تخفيف الهمزة " انتهى أي يجوز أنَّ يقال :
بِير بالياء ، وهي لغة أخرى فيها.
وجمع (البئر): أَبْآر ، وآبار ، وأَبْؤر ، وبِئار .
ويقال كما في المختار : بَأَرَ بِئراً : أي حَفَرَها .
يتبيَّن أنَّ الصواب : بئر عميقة لا عميق ، و( هذه بئر ) لا ( هذا بئر ) لأنَّ ( البئر ) مؤنَّثة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تَسَلَّمَ لا اسْتَلَمَ
يخطئ كثيرون فيقولون : اسْتَلَمْتُ الخطاب أو اسْتَلَمْتُ كذا ،
والصواب أن يقال : تَسَلَّمتُ الخطاب ، كما نَصَّت على ذلك المعاجم اللغويَّة ، وكما نطقت العرب ،
ففي المعجم الوسيط : " ( تَسَلَّمَ ) الشيء : أخذه وقبضه " .
أمَّا ( اسْتَلَمَ ) فليس من معانيها الأخذ والقبض ، ففي الوسيط : " ( اِسْتَلَمَ ) الزرعُ : خرج سُنْبُلُه ،
واسْتَلَمَ الحاجُّ الحجَر الأسودَ بالكعبة : لَمَسَهُ بالقُبْلة أو اليد ، ويقال : فلانٌ لا يُسْتَلَم على سَخَطِه ،
لا يُصْطَلَحُ على ما يكرَهُهُ".
وفي "مختار الصحاح " : " وسَلَّمَ إليه الشيء فَتَسَلَّمه أي أخذه " .
يتبيَّن أنَّ صواب القول: تَسَلَّمَ لا اسْتَلَمَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شَهَرَ السيفَ لا أَشْهَرَ السيفَ
كثيراً ما نسمعهم يقولون : أَشْهَرَ السيفَ بإدخال الهمزة أوَّل الفعل وهذا غير صحيح ،
والصواب : شَهَرَ السيفَ – كما في المعاجم اللغويَّة وهو الذي يوافق النطق الصحيح ،
جاء في المصباح : " ( شَهَرَ الرجل سيفه ) : سَلَّه وأما ( أَشْهَرْتُه ) بالألف بمعنى شَهَرْتُه فغير منقول ،
و( شَهَرْتُه بين الناس ) : أبرزته... " .
يتبيَّن أنَّ الصواب : شَهَرْتُ السيف لا أَشْهَرْتُه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الساعةِ الحاديةَ عَشرَةَ لا في الساعةِ الحاديةِ عشرةِ
كثيراً ما نسمعهم يعربون العدد المركَّب ويجعلون حركته تابعة لحركة ما قبله ،
فيقولون : في الساعةِ الحاديةِ عشرةِ بجرّ العدد ( الحادية عشرة ) بالكسرة على أنه صفة لمجرور وهو ( الساعةِ ) ، وهذا غير صحيح
لأن الأعداد المركَّبة يجب بناؤها على فتح الجزأين دائماً مهما كان موقعها من الإعراب ،
ويشمل ذلك الأعداد المركَّبة من أحَدَ عَشَرَ إلى تسعة عَشَرَ – ما عدا ( اثني عشر ) لأن صدره
مثنّى فيعرب إعراب المثنى بالألف رفعاً ، وبالياء نصباً وجرّا ويعدّونه ملحقاً بالمثنى لأنه لا مفرد
له من لفظه – أما الأعداد المركَّبة الأخرى فهي دائماً مبنية على فتح الجزأين ويدخل في ذلك ما
صيغ من الأعداد على بناء ( فاعل ) ورُكِّب مع عدد آخر كالحادي عشر والثاني عشر إلى التاسع عَشَرَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدكتور عبد الله الدايل ، أستاذ بقسم اللغة العربية في جامعة الملك سعود ..