حكم الدخول في الانتخابات من باب دفع الضرر بأخف الضررين - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حكم الدخول في الانتخابات من باب دفع الضرر بأخف الضررين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-03-05, 15:39   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










M001 حكم الدخول في الانتخابات من باب دفع الضرر بأخف الضررين

بسم الله الرحمن الرحيم

جواب الشيخ الفاضل علي الحذيفي - حفظه الله - على سؤالين وردا من دولة تونس الشقيقة وهما :

السؤال الأول:

عندنا شبهة يرددها كثير من الإسلاميين في تونس خاصة منهم المنتمين لـ "حزب النهضة" بقيادة راشد الغنوشي وهو حزب إخواني المنهج أن على المسلمين كلهم أن يتحدوا ويؤجلوا الخلافات الآن - حتى لو كانت خلافات عقدية - لأن عدونا واحد وهو العلمانية والشيوعية ويقولون للسلفيين: مادمتم لا ترشحون أنفسكم للانتخابات فعليكم أن تصوتوا لحزب النهضة في الانتخابات القادمة لأنه يمثل الإسلام.
هل نصوت للإخوان في الانتخابات القادمة، لأنهم وحدهم يمثلون الإسلام ومن باب أخف الضررين أم نقاطع الانتخابات. أفتونا مأجورين ؟!

الجواب وبالله التوفيق:


الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:
والانتخابات: معناها مأخوذ من لفظها، فهي تعني الانتخاب وهو لغة الاختيار، وهي تعني اختيار شخص أو أكثر لمنصب من المناصب، وهي صورة من صور الديمقراطية.
ولا ينبغي المشاركة في الانتخابات لأمور:

الأمر الأول:

أن الانتخابات مصادمة للشريعة من عدة وجوه:

الوجه الأول:
أنها ترد أمر اختيار الشخص إلى ذوق الناس واختيارهم لا إلى نظر الشرع الكريم وما يقرره من الأحكام، فهي من هذه الجهة وغيرها مصادمة للشريعة، فحاكم الدولة في الإسلام له شروط معينة يجب توافرها فيه، لكن النظام الديمقراطي لا يقيم وزنا لهذه الشروط، ولو اختار الناس شخصا آخر غير الشخص المطلوب قدم ما يختاره الناس على ما يقرره الشرع الكريم.
الوجه الثاني:
أن الانتخابات تسوي بين أصحاب المنازل المختلفة والدرجات المتفاوتة، فهي تسوي بين المسلم والكافر والله يقول في كتابه الكريم: (أفنجعل المسلمين كالمجرمين) ويقول: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون)، وتسوي بين التقي والفاسق والله يقول: (أم نجعل المتقين كالفجار)، وتسوي بين الرجل والمرأة والله تعالى يقول: (وليس الذكر كالأنثى) ويقول: (وللرجال عليهن درجة) ويقول: (ألكم الذكر وله الأنثى * تلك إذن قسمة ضيزى) وتسوي بين العالم والجاهل والله يقول: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).
الوجه الثالث:
أن فيها من صرف الأموال الطائلة والجهود العظيمة والأوقات الكثيرة، ما لا يستحق الأمر معها مثل ذلك، بل فيها من الفتنة بين المسلمين ما يعرفه من عرفها وعرف مفاسدها، فالحملات الانتخابية من سلبيات الديمقراطية حيث تذهب أموال كثيرة لا حصر لها، مع ما يذهب من الأوقات والأخلاق والقيم أيضاً.
الوجه الرابع:
أن مناصرة "الإخوان المسلمين" أو غيرهم على الانتخابات يشتمل على الاعتراف بالديمقراطية والإقرار بها، وهذا مما لا ينبغي أن يصدر من المسلم المتجرد لله تعالى.
ومن هنا يقال: لا ينبغي مشاركة السلفيين في الانتخابات مع "الإخوان المسلمين" في هذه الانتخابات أو غير "الإخوان المسلمين"، ولا ينبغي تأييدهم ولا موافقتهم.
ولم تصل الحالة في تونس إلى حالة الضرورة التي يبحث فيها العلماء الراسخون ظروف البلد ووضع المسلمين فيه وتنزيل الفتوى المناسبة فيها، فنبقى على الأصل وهو المنع والتحريم.

الأمر الثاني:

أن "الإخوان المسلمين" لن يفعلوا شيئا ولن يقيموا الشريعة بهذه الطريقة، فمن عجز أن يقيم الشريعة في نفسه في وقت السلم والأمان، فكيف سيقدر أن يقيمها في وقت المواجهة مع ما يسمون بالعلمانيين ؟!
هذا والله تعالى أعلم.

السؤال الثاني:

عندنا في منطقتنا - ككل المناطق التونسية - جمعية للمحافظة على المساجد وصيانتها والمساهمة في بناء مساجد أخرى وجمع التبرعات وتعيين الأئمة والخطباء والذين سيقومون بالقاء الدروس، وفي منطقتنا يوجد حزب النهضة بصفة كبيرة وبعدد كبير جدا وأرادوا أن يقوموا بانتخابات لاختيار من يرأس هذه الجمعية وأعضائها.
فهل تنصحوننا بترشيح أنفسنا كسلفيين للدخول معهم في هذه الجمعية كأعضاء أو كمشرفين وإجراء الانتخابات، ولاسيما أن هذا هو هدفهم أن ندخل معهم حتى يتمكنوا منا ويرمون لنا شبهاتهم ونميع الخلاف معهم وخاصة أن أكثرنا مبتدئون في العلم وأننا نعرف أنهم يطعنون فينا، ويقولون للناس احذروا فلان وفلان إنهم وهابية وأكثر شيء حتى لا يتحكموا في المساجد ويضعون الأئمة كلهم من حزب النهضة أفتونا بارك الله فيكم فهل يجوز المشاركات في الانتخابات أم نتركهم وندعو للعلم؟


الجواب مكون من نقطتين:

الأولى:

الدخول في الجمعيات وسيلة عظيمة وسريعة إلى التكتل الحزبي والعمل البدعي، ووسيلة إلى الوقوع في الحزبيات المعروفة، وهي كذلك غطاء يتستر به من له أغراض مشبوهة من الدعوة، فلذلك ننصح بالاستغناء عن هذه الجمعيات بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى بالطريقة التي سلكها سلفنا الصالح، من الدعوة إلى الله بالتعليم والتوجيه والتذكير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، دون الحاجة إلى هذه التعقيدات الحزبية والتي لا تزيد الدعوة إلا تفرقة وضعفا وبعدا من الله ثم بعدا من الناس.

والثانية:

أما بالنسبة لمشاركة "الإخوان المسلمين" فلا أرى مشاركتهم في أي عمل دعوي، ولا أرى مخالطتهم والاحتكاك بهم لما في ذلك من التغرير بالآخرين وهدم الحواجز بين السلفيين وبينهم، فـ "الإخوان المسلمون" أصحاب انحراف ووقاحة، وإذا لم يفاصلوا فسيحصل منهم ضرر على المبتدئين وغيرهم.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .


كتبه: أبو عمار علي بن حسين الشرفي
والمعروف بـ الحذيفي

الأربعاء 2 جماد الأول 1432 هـ
الموافق 6 إبريل 2011 م









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الانتخابات, الدخول, الضرر, الضررين, بلخف


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:26

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc