نقطة صدام : الثلج أسقط النـظام؟
على طريقة رب ضارة أو ”ثلج” فاضح للرسميين ونافع للمـزارعين، فإن أهم و”أغم” ما أفرزته موجة التقلبات الجـوية ألتي ألمت بنا في حدها الأدنى عالميا، أننا اكتشفنا أننا دولة منكوبة إن آجلا أو عاجلا، فخمسة أيام من ”التـثلج”، عرّت حقيقة أولئك الغائبين عن يوميات الصقيع والعواصف والتجمد··
وحده سبحانه جل وعلا من يستحق الشكر، الشكر على نعمة الثـلج وعلى نعمة رحمته بنا كونه أعلم بحالنا لو قدّر وأنزل علينا ولنا أكثر من هذا الوضع تثلجا، فرغم بساطة كمية الثلوج التي أنعم الله بها علينا إذا ما قارناها بما ”تثلج” عالميا من حولنا حيث درجات البرودة تجاوزت الـ20 درجة تحت الصفر، فإن مآل هلاكنا لم يكن لينـقذنا منه لا حاكم ولا ”حـالم” بالحكم، فكميات الثلوج القليلة التي تهاطلـت على ربوعنا ”الخـاوية”، أظهرت كم هي هـشة تلك السلطة التي تدّعي العظمة، فإذا ببياض النعمة، يجفف حنفـياتها ويغلق مدارسها ويشل طرقاتـها وينهي بشكل بارد كل تواجد ”رسمي” لـها، ليعرف العالم من خلال مأساتنا بأن ”الثلج أسقط النظام” في بلد المعجزات والمنـجزات العملاقة···
السلطة التي تمارس تنـمية ”المثلـجات” بملايير ”ممليرة” من الثروات، ثم تغرقها أبسط نزلة مطر أو ثلج سواء هطل المطر في صيف غرداية، أو نزل الثلج على مرتفعات بن شكاو، تحتاج فعلا لتسجيل نفسـها في برنامج ”مشروع نكبة”·· فنحن بهذه الصيـغة وفي هذا الصياغ·· دولة تحت النظر وتحت الثلج، فمتى بربكم تكونون مرة واحدة في المكان وتحت المطر والثلج المناسبين، حيث لا خسائر ولا حصـار ولا ارتدادات تهلك النسل والحرث·· متى سؤال لن يثلج صدر أحد منهم لأنهم كعادتهم غير موجودين؟ المصدر جريدة البلاد