أحب الصحابي الجليل عبد الله بن عمر ، وهو المعروف في التاريخ الإسلامي بأنه علم الاقتداء والتمسك بالسنة والورع .. أحب جارية له وكانت رومية .
قال الإمام ابن القيم في ( روضة المحبين ونزهة المشتاقين ) :
قال الخرائطي : واشترى عبدالله بن عمر جارية رومية فكان يحبها حبا شديدا فوقعت ذات يوم عن بغلة له فجعل يمسح التراب عن وجهها ويفديها ( أي يقول : فداك نفسي ) وكانت تقول له : أنت قالون تعني جيد .
ثم إنها هربت منه فوجد ( حزن ) عليها وجدا شديدا وقال
قد كنت أحسبني قالون فانصرفت فاليوم أعلم أني غير قالون
يقول عبد الله ابن المبارك (رحمه الله) : عشق هارون الرشيد جاريةً من جواريه فأرادها فقالت : إن أباك مسني فشغف بها فأصبح يقول :
أرى ماءً وبي ظمأٌ شديدٌ *** ولكن لا سبيل إلى الورودِ
ألا يكفيك أنك تملكيني *** و أن الناس كلهم عبيدي
وأنك لو قطعت يدي ورجلي *** لقلت من الرضى : أحسنتِ زيدي
فسأل أبا يوسف عن ذلك فقال أبو يوسف : أو كلما قالت جاريةٌ تصدق ؟ قال ابن المبارك : فلا أدري من أيهم أعجب من هارون حين رغب فيها ؟ او منها حيث رغبت عنه ؟ أو من أبي يوسف حيث سوًّغ له إتيانها .
قال الخرائطى : وكان لسليمان بن عبد الملك غلام وجاريه يتحابان ، فكتب الغلام يوما :
ولقد رأيتك فى المنام كأنما *** عاطيتنى من ريق فيك البارد
وكأن كفك فى يدى ، وكأننا *** بتنا جميعا فى فراش واحد
فطفت يومى كله مترقدا *** لأراك فى نومى ولست براقد
فأجابته الجاريه:
خيرا رأيت ، وكل ما أبصرته *** ستناله منى برغم الحاسد
وإنى لأرجوا أن تكون معانقى *** فتبيت منى فوق ثدى ناهد
وأراك بين خلاخلى ودمالجى *** وأراك فوق ترائبى ومجاسدى
فبلغ سليمان ذلك فأنكحها الغلام ، وأحسن حالهما على فرط غيرته
وقال جامع بن برخيه : سألت سعيد بن المسيب مفتى المدينه : هل فى الحب دهمنا من وزر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فقال سعيد : إنما تلام على ما تستطيع من الأمر ، فقال سعيد : والله ما سألنى أحد عن هذا ، ولو سألنى لما كنت أجيب إلا به .
ولم يزل الخلفاء الراشدون والرحماء من الناس يشفعون للعشاق إلى معشوقهم الجائز وصلهن ، كما تقدم فعل أبى بكر وعثمان ، وكذلك على رضى الله عنه أتى بغلام من العرب وجد دار قوم باليل ، فقال له : ما قصتك ؟ قال لست بسارق ، ولكنى أصدقك :
تعلقت فى دار الريــــــاحى خريده *** يذل لها من حسن منظرها البدر
لها فى بنات الروم حسن ومنصب *** إذا افتخرت بالحسن خافتها الفخر
فلما طرقت الدار من حر مهجتى *** أبيــــت وفيــها من توقدها الجمر
تبادر أه الدار بى ثم صيــــــــحوا *** هو اللص محتوما له القتل والأسر
فلما سمع على بن أبى طالب رضى الله عنه شعره رق له ، وقال للمهلب بن رباح : اسمح له بها . فقال يا أمير المؤمنين ، سله هو ؟ فقال النهاس بن عيينه ، فقال خذها فهى لك.
واشترى معاويه رضى الله عنه جاريه فأعجب بها إعجابا شديدا فسمعها يوما تنشد أبيتا منها
وفارقته كالغصن يهتز فى الثرى *** طريرا وسيما بعد ما طر شاربه
فسألها :/ فأخبرته أنها تحب سيدها ، فردها إليه ، وفى قلبه منها .
وذكر الزمخشرى فى ربيعه أن زبيده قرأت فى طريق مكه على الحائط :
أما فى عباد الله أو فى إمائه *** كريم يجلى الهم عن ذاهب العقل ؟
له مقله اما الأماقى قريحــه *** وأما الحشا فالنار منه على رجل
فنذرت أن تحتال لقائلها إن عرفته ، حتى تجمع بينه وبين من يحبه ، فبينما هى بالمزدلفه إذ سمعت من ينشد البيتين ، فطلبته ، فزعم أنه قالها فى ابنه عم له نذر أهلها أن لا يزوجوها منه ، فوجهت إلى الحى ، وما زالت تبذل لهم المال حتى زوجوها منه ، وإذا المرأة أعشق له منه لها فكانت تعده من أعظم حسناتها ، وتقول ما انا بشئ أسر منى من جمعى بين ذلك الفتى والفتاه .
قصة أبوبكر والجارية
وهذا الصديق أبو بكر رضي الله عنه يمر في خلافته بطريق من طرق المدينة . فإذا جارية تطحن برحاها وتقول :
وهويته من قبل قطع تمائمي *** متمايسا مثل القضيب الناعم
وكأن نور البدر سُنَّة وجهه *** ينمي ويصعد في ذؤابة هاشم
فدق عليها الباب فخرجت إليه فقال ويلك أحرة أنت أم مملوكة ؟!
فقالت : بل مملوكة يا خليفة رسول الله . قال فمن هويت ؟! فبكت ثم قالت : بحق الله عليك إلا انصرفت عني . قال : لا أريم أو تعلميني.
فقالت :
وأنا التي لعب الغرام بقلبها *** فبكت لحب محمد بن قاسم
فصارأبو بكر إلى المسجد وبعث إلى مولاها فاشتراها منه , وبعث إلى محمد بن القاسم بن جعفر بن أبي طالب وقال : هؤلاء فِتَنُ الرجال . وكم مات بهن من كريم , وعطب عليهن من سليم .
((( قصة البدوي العاشق )))
ومن غرائب القصص ما ذكر أن المهدي خرج إلى الحج حتى إذا كان في السفر يتغدى فأتى بدوي فناداه : يا أمير المؤمنين, إني عاشق!!!! ورفع صوته .
فقال للحاجب ويحك ما هذا؟!
قال : إنسان يصيح إني عاشق !
قال أدخلوه . فأدخلوه عليه فقال : من عشيقتك ؟
قال ابنة عمي .
قال: أولها أب ؟
قال: نعم,
قال: فما له لا يزوجك إياها ؟!
قال:ها هنا شيء يا أمير المؤمنين
. قال : ما هو ؟
قال: إني هجين.
قال له المهدي : فما يكون ؟
قال: إنه عندنا عيب . فأرسل المهدي في طلب أبيها فأتي به ,
فقال : هذا ابن أخيك ؟
قال : نعم .
قال : فلم لا تزوجه كريمتك؟
فقال له مثل مقالة ابن أخيه . وكان من ولد العباس وعنده جماعة .
فقال : هؤلاء كلهم بنو العباس وهم هجن ما الذي يضرهم من ذلك ؟
قال : هو عندنا عيب.
قال : زوجه إياها على عشرين ألف درهم , عشرة آلاف للعيب , وعشرة آلاف مهرها .
قال : نعم.
فحمد الله وأثنى عليه زوجه إياها . فأتى ببدرتين فدفعهما إليه , فأنشأالشاب
يقول:ابتعت ظبية بالغلاء وإنـمـــــــا يعطي الغلاء بمثلها امثــــالـــي
وتركت أسواق الصباح لأهلها إن الصباح وإن رخصن غوالي
فإن الحب الذي يبقى مقيدا بالعفاف والتقوى لا حرج فيه , وسبيله الوحيد النكاح كما أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم , فإن لم يحصل كان الصبر مع مرارته هو الحل الوحيد كما قال الإمام ابن القيم .
قال صلى الله عليه وسلم (لم ير للمتحابين مثل النكاح )
وقال أيضا (من عشق وكتم وعف وصبر غفر الله له وادخله الجنه ) الحديث فيه نظر.
يتبع.