الشذوذ هو مخالفة القاعدة و كلنا نعلم أن القواعد وضعت في صدر الإسلام لأن العرب كانوا يتكلمون اللغة
العربية سليقة
ولست بنحوي يلوك لسانه***** ولكن سليقي أقول فأعرب
و لما دخل العجم في الإسلام بدأ الدخيل في اللغة العربية و مما يروى ان أبا الأسود الدؤلي كان يسير ليلا
مع ابنته فقالت : ما أجملُ السماء فقال نجومها يابنتي : فقالت يا أبت غنما أريد التعجب فقال لها قولي
ما أجملَ السماء . و لما روى أبو الأسود الدؤلي هذه الحادثة لعلي بن أبي طالب كتب له شيئا من القواعد
وقال له : انح نحو هذا فسمي بعلم النحو و كان المصدر الأول للنحو العربي القرآن الكريم و الشعر الجاهلي
و قد عمل العلماء على تجميع الأشياء المتشابهة لتربطها سلسلة واحدة تسمى القاعدة و لكن أحيانا يجدون
حالة خاصة لا يمكنها الدخول تحت القاعدة فيسمونها شاذة ومن أمثلة ذلك قول الشاعر
نحن اللذون صبحوا الصباح * * * * * يوم النخيل غارة ملحاحا
فكلمة اللذون جاءت مرفوعة و علامة رفعها الواو نيابة عن الضمة
أما في كتاب الله العزيز وفي الشعر الجاهلي فجاءت مبنية بصيغة الذين فهل نقول أن كلمة اللذون
في البيت الشعري خطأ نحوي ؟.
الجواب طبعا لا لأن البيت الشعري وجد قبل وضع القاعدة و هنا و ضع النحاة قاعدة و هي أن الشاذ
يؤخذ و لا يقاس عليه بمعنى أن هذه الكلمة صحيحة في هذا البيت فقط و كأنهم يطبقون مبدأ من
مبادئ الشريعة الإسلامية و القانون الحديث و هو عدم رجعية القانون على الماضي فالقاعدة النحوية
تحكم ما بعدها لا ما قبلها و الله أعلم
مجرد اجتهاد شخصي