الحب ..أقدام عارية متمهلة ، في القلب تعبر سهلا ممدودا من الجمر دون ترتيب .. للزمان والمكان............... وهيئة الإستقبال.
تقرع على باب قلبي ..عصفورة الصباح..يستقبلني وجهها محييّا ..نتبادل الكلمتين نفسهما كل صباح ..تغور نظرتي المنطلقة في الأرض، تتابعني نظرتها العاتبة بخجل ..أهرب منها ..من نفسي إلى ابتسامتي الضائعة في خيوط الصباح..أسقط في صمتي مندحرا..أكتبها كل يوم في صدري أشواكا ..أشرب عطشا مميتا مقطرا من رمال باردة..أرتجف تحت شتاء الحر على غير ماعهدت البسيطة..يطحنني الذبول في تصاعد دخان مساءاتي الحزينة..
.. يرضع تبغ السأم ..في صدره تنبت أشواق مكبوتة راعفة لأيام مهملة من الحطام الكبير..يمتد سهل آماله ..مسجّى بشمس مظلمة..غطتها خطوات التسكع في محطات مبعثرة دون هدى...ليالي من البرد يرنو فيها بشغف إلى زقاق حالك ..يترنّح على أعتاب الفجر..دامع الخاطر ..جاف العينين ..يرحل من دهر إلى دهر يحمل ثقل الخروج من العقل...لون العينين شاحب حزين..
تعود ابتسامتها مغلقة مجال نظري الهارب..تعاتبني النظرة بصمت متودد متساءل.. تمر علي لحظة قصيرة من الأمل في الإرتماء إلى الحضن الكبير..أتأمل حمرة الحياء على وجنتيها البراقتين....اطراقتها تقتحم أسوار عزلتي ..تعريني بعنف ..تشي العيون رغبة الإلتقاء ..تتقوّص الظهر في منحنى الإدبار ببطء..أدير ظهري إلى نفسي التواقة إلى الخروج .... ثم ماذا يا عصفورتي؟ ..بعد التقاء العين بالعين واحتضان الشهيق للزفير...هل سيفتقدني ضنك السهرالمر وأفتح مطارية فسيحة تحجب مطر شتاءاتي المتلاحقة..؟
..مايزال كما هو..يحمل قناديل تعتّق الظلام في شعلتها..تشمّه خطى أنثى مقهورة في الأفق ..يركب معها دروب الدمع الجامد ..يسندها إلى ليله بألم متأني...مايزال كما هو مهزوما في كل الشواطيء التي يبحر منها..يدفعه طريق النبع الأول للغرق..يدفنه تحت ظلال قلب قطني أبيض..
..ما أزال أنا هو ياشقية..بين أضلعي دهر من الشوك..ما أزال أفتش عن خريطة لموقع قديم ردمته غارات الليل المضجرة في دقائق عتيقة من قاطرة السأم ..
ما أزال شقيا.... ياشقية..