بسم الله الرحمن الرحيم
العلماء الذين كتبوا وأفتوا بجواز المولد :
قد يظن كثير من قليلي العلم أو عوام الدعاه أن كتابة المولد والإهتمام به بدعة صوفية لم يهتم بها ولم يؤلف فيها ( الموالد ) إلا الصوفية ، فإلى هؤلاء الجهلاء الذين يظنون هذا الظن ويزعمون هذا الزعم نقول :
قد أفتى الكثير من علماء الأمة وصالحيها بجواز الإحتفال بالمولد النبوي وإليك البيان :
أولاً من علماء المالكية على سبيل المثال :
ـ الإمام أبو الخطاب عمر بن الحسن بن علي البلنسي المغربي المعروف بإبن دحية وله في المولد كتابان ضخمان أحدهما يسمى ( السراج المنير في مولد البشير النذير ) والثاني ( التنوير في مولد السراج المنير )
ـ القاضي أحمد بن محمد العزفي – بفتحتين – نسبة إلى جده وهو سبتي لخمي من تلاميذ القاضي أبي بكر بن العربي الفقه المالكي الشهير وقد ألف مولد سماه ( الدر المنظم بمولد النبي الأعظم ) ومات قبل إكتماله فأكمله ولده القاضي محمد بن أحمد اللخمي .
ـ الشيخ إبن عبادة القدوري وهو من مشائخ الشيخ زروق وقد كتب بجواز الإحتفال بالمولد في ( رساله كبرى )
ـ الشيخ أبو محمد عبد الواحد بن أحمد بن علي المشهور بإبن عاشر – صاحب المرشد المعين وكان من كبار الصالحين .
ـ الشيخ محمد البناني في حاشيته على الزرقاني .
ـ الشيخ الدردير في الشرح الكبير .
ـ الشيخ الدسوقي في حاشيته على الشرح الكبير .
ـ الشيخ الصاوي في حاشيته على الشرح الصغير .
ـ الشيخ محمد عليش في شرحه على مختصر خليل .
ـ هذا وقد أجاز فضيلة الشيخ أحمد عبد العزيز المبارك رئيس القضاء الشرعي بدولة الأمارات العربية المتحدة الآن – وهو من مشاهير علماء المذهب المالكي الإحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وله مقال ممتاز عن حكم الإحتفال بمولد الرسول الكريم نشرته مجلة منار الإسلام – العدد 6 السنة السادسة بتاريخ جمادي الآخرة 1401هـ أبريل – مابو 1981م ص 9-11 .
ـ الشيخ علوي المالكي .
ـ الشيخ محمد الحسن المالكي .
ـ العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور وله كتاب أسماه ( قصة المولد ) .
ثانياً من علماء الشافعية على سبيل المثال :
ـ الإمام الشيخ أبو شامة وهو شيخ الإمام يحيي بن شرف النووي .
ـ الإمام يحيي بن شرف النووي .
ـ الإمام تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي .
ـ الإمام القاضي عبد الوهاب بن علي السبكي صاحب طبقات الشافعية .
ـ الإمام عماد الدين أبو الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير صاحب التفسير المشهور وصاحب البداية والنهاية ، وقد نظم مولد بن كثير العلامة الشيخ محمد بن سالم بن حفيظ العلوي الحسيني .
ـ الإمام محمد بن أبي بكر بن عبد الله القيسي المشهور بالحافظ بن ناصر الدمشقي وهو من أكابر الحفاط وأئمة فقهاء الشافعية ، ألف ثلاثة موالد ذكرها الأستاذ حاجي خليفة في كشف الطنون من أسماء الكتب والفنون .
ـ الإمام عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن المشهور بالحافظ العراقي وهو من أشهر المحدثين الحفاظ في القرن الثامن الهجري ، وقد تخرج عليه الالحفاظ في القرن الثامن الهجري ، وقد تخرج عليه الإمام الحاقظ بن حجر العسقلاني .
ـ الإمام بن حجر العسقلاني صاحب فتح الباري .
ـ الإمام السخاوي : وهو من الأئمة الكبار .
ـ الإمام جلال الدين السيوطي .
ثالثاً من علماء الحنابلة الذين أجازوا المولد :
ـ الإمام بن الجوزي وله مولد مطبوع متداول يسمى ( مولد العروس ) .
ـ إبن رجب والبرزلي وغيرهم من محدثي الحنابلة في القرن الثامن الهجري .
ـ الإمام الحافظ المحدث الملا بن سلطان بن محمد الهروي ( الورد الروي في المولد النبوي) .
رابعاً : ومن علماء السودان الذين أجازوا المولد :
ـ الأستاذ الشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم مجدد الطريقة السمانية بالسودان .
ـ مولانا السيد محمد عثمان الميرغني الختم مؤسس الطريقة الختمبة .
ـ السيد أبو هاشم الأستاذ محمد شريف الشيخ نور الدائم .
ـ السيد الشريف يوسف بن الشريف محمد الأمين الهندي شيخ الطريقة الهندية .
سقت هؤلاء العلماء لأدلل على أن المولد والإحتفال به أمر مباح لا نكير فيه ، إذ لا يمكن لعاقل أن يتصور أن جهابذة العلماء أمثال ابي شامة والنووي وإبن دحية والبرزلي وإبن رجب وإبن كثير وإبن الجوزي وإبن حجر العسقلاني والقاضي عياض اليحصبي والزرقاني وإبن عابدين والسخاوي والهيثمي والسيوطي والقاري والشيباني وغيرهم ممن ذكرنا ولم نذكر ، أقول لا يمكن لعاقل أن يتصور أن هؤلاء جميعاً مبتدعة ضالون عصاة لأنهم أفتوا بجواز الإحتفال بالمولد وألفوا الموالد مما يدل دلالة واضحة على أنه من السنن الحسنات التي تلقاها الناس بالقبول توقيراً وتعزيزاً للمصطفى وحباً له صلى الله عليه وسلم ، وجواز الإحتفال بالمولد عندهم لا يعني جواز ماليس بجائز من معاصي يرتكبها العوام بإسم المولد ، فالمعصية حرام حيث كانت وممن كانت .
وختاماً نقرر في شي من الإيجاز أن الإحتفال بالمولد النبوي والإجتماع لذلك في شهر ربيع الأول من كل عام أمر لا نكير عليه إذ لم يرد من سنة المصطفى ما يمنع هذا بل الثابت أن الصحابة كانوا يجتمعون في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى حسان بن ثابت رضي الله عنهم لينشدهم مدحه في رسول الله وقد حاول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته أن يبدي إنكاره لهذا الصنيع ولكن حسان رده إلى المعروف عنده من السنة التقريرية فما وسع سيدنا عمر بن الخطاب إلا أن يقر الحق ويرجع إليه بعد أن إستبان له الدليل ، ورد ذلك في زاد المسلم فيما إتفق عليه البخاري ومسلم حديث ( إن من الشعر لحكمة ).
عليه فإن إجتمع قوم من المسلمين في مسجد ما أو في مكان ما يتلون شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم وينشدون قصائد مدحه فهم على سنة حسنة في ذلك سبقهم إليها الصحابة رضي الله عنهم أجمعبن وغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان .
هذا فإن جاز الإحتفال بالمولد النبوي الشريف جاز أيضا الإحتفال بالإسراء والمعراج وبهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم . اللهم أرزقنا حبك وحب رسولك وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وهيء لنا من أمرنا رشدا وأجعل هذا عملاً خالصاً لوجهك الكريم إنك نعم المولى ونعم النصير . والصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله وعلى آلك الطيبين الطاهرين وصحابتك الأبرار المقربين وتابعيهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
منقووول