![]() |
|
قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() بليز اريد راي الفلاسفة المسلمين وغير المسلمين في التوحيد
اريد ادلة على اي فكرة مشكوووووووووووووووووووورين مسبقا ![]()
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() رفع الموضوع |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]()
![]() الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله... أخي في الله إليك كلمات موجزة عن فضل التوحيد والتحذير من ضده وما ينافيه من أنواع الشرك والبدع ما كان كبيراً او صغيراً، إن التوحيد هو أول واجب دعا إليه الرسل، وهو أصل دعوتهم قال تعالى: ![]() ![]() والتوحيد هو أعظم حق الله تعالى على عبيده ففي الصحيحين من حديث معاذ ![]() ![]() ![]() وتحقيق التوحيد سبيل السعادة في الدنيا والآخرة ومخالفته سبيل للشقاوة، وتحقيق التوحيد سبيل لاجتماع الأمة وتوحيد صفوفها وكلمتها والخلل في التوحيد سبب الفرقة والتشتت. وأعلم أخي رحمني الله وإياك أنه ليس كل من قال لا إله إلا الله يكون موحداً بل لا بد من توفر شروط سبعة ذكرها أهل العلم: 1- العلم بمعناها والمراد منها نفياً وإثباتاُ، فلا معبود بحق إلا الله تعالى. 2- اليقين بمدلولها يقيناً جازماً. 3- القبول لما تقتضيه هذه الكلمة بقلبه ولسانه. 4- الانقياد لما دلت عليه 5- الصدق، فيقولها بلسانه ويوافق ذلك قلبه. 6- الإخلاص المنافي للرياء. 7- حب هذه الكلمة وما اقتضته. أيها الأحبة في الله وكما يجب علينا تحقيق التوحيد وتوفير شروط لا إله الا الله، فيجب علينا أن نخاف من الشرك ونحذره بجميع أنواعه وأبوابه ومداخله أكبره وأصغره فإن أعظم الظلم الشرك، الله يغفر كل شئ إلا الشرك ومن وقع فيه فقد حرم الله عليه الجنة وما أواه النار قال تعالى: ![]() ![]() وإليكم بعض ما ينافي التوحيد أو يخل به كما ذكرها أهل العلم لتكون على حذر منها: 1- لباس الحلقة والخيط كان نوعها من صفر أو نحاس أو حديد او جلد لرفع بلاء أو دفعه فهو من الشرك. 2- الرقى البدعية والتمائم، والرقى البدعية هي المشتملة على الطلاسم والكلام غير المفهوم والاستعانة بالجن في معرفة المرض أو فك السحر أو وضع التمائم وهو ما يعلق على الإنسان والحيوان من خيط أو ربطة سواء كان مكتوباً من الكلام البدعي الذي لم يرد في القرآن والسنة أو حتى الوارد فيهما – على الصحيح – لأنها من أسباب الشرك قال الرسول ![]() ومن ذلك تعليق ورقة أو قطعة من النحاس أو الحديد في داخل السيارة فيها لفظ الجلالة أو آية الكرسي او وضع مصحف في داخل السيارة واعتقاد أن ذلك يحفظها يمنع عنها الشر من عين أو نحوها ومن ذلك وضع قطعة على شكل كف أو مرسوم فيها عين فلا يجوز وضعه حيث يعتقد فيه دفع العين قال ![]() 3- ومما يخل بالتوحيد التبرك بالأشخاص والتمسح بهم وطلب بركتهم أو التبرك بالأشجار والأحجار وغيرها وحتى الكعبة فلا تمسح بها تبركاً، قال عمر بن الخطاب ![]() ![]() 4- ومما ينافي التوحيد الذبح لغير الله كالأولياء والشياطين والجن لجلب نفعهم أو ضرهم فهذا من الشرك الأكبر، وكما لا يجوز الذبح لغير الله، لا يجوز الذبح في مكان يذبح فيه لغير الله ولو كان قصد الذابح أن يذبح لله عز وجل وذلك سداً لذريعة الشرك. 5- ومن ذلك النذر لغير الله فالنذر عبادة لا يجوز أن تصرف لغير الله سبحانه وتعالى. 6- ومن ذلك الاستعانة والاستعاذة بغير الله، قال ![]() 7- ومما يخل بالتوحيد الغلو بالأولياء والصالحين، ورفعهم عن منزلتهم وذلك بالغلو في تعظيمهم أو رفع منزلتهم إلى منزلة الرسل أو ظن العصمة فيهم.. 8- ومما ينافي التوحيد الطواف بالقبور، فهو من الشرك، ولا يجوز الصلاة عند القبر لأنها وسيلة إلى الشرك فكيف بالصلاة لها وعبادته والعياذ بالله؟! 9- ولحماية التوحيد جاء النهي عن البناء على القبور وجعل القباب والمساجد عليها وتجصيصها. 10- ومما ينافي التوحيد، السحر وإتيان السحرة والكهنة والمنجمين ونحوهم، فالسحرة كفار ولا يجوز الذهاب إليهم ولا يجوز سؤالهم، أو تصديقهم وان تسموا بالأولياء والمشايخ ونحو ذلك 11- مما يخل بالتوحيد الطيرة وهي التشائم بالطيور أو بيوم من الأيام أو بشهر أو بشخص، كل ذلك لا يجوز، فالطيرة شرك كما جاء بالحديث. 12- ومما يخل بالتوحيد التعلق بالأسباب كالطيب والعلاج والوظيفة وغيرها وعدم التوكل على الله، والمشروع هو أن نبذل الأسباب كطلب العلاج والرزق ولكن مع تعلق القلب بالله لا بهذا السبب. 13- ومما يخل بالتوحيد التنجيم واستعمال النجوم في غير ما خلقت له، فلا تستخدم في معرفة المستقبل والغيب وكل هذا لا يجوز. 14- ومن ذلك الاستسقاء بالنجوم والأنواء والمواسم واعتقاد أن النجوم هي التي تقدم المطر أو تأخره، بل الذي ينزل المطر ويمنعه هو الله فقل: "مطرنا بفضل الله ورحمته". 15- ومما ينافي التوحيد صرف شئ من أنواع العبادة القلبية لغير الله مثل صرف المحبة المطلقة أو الخوف المطلق للمخلوقات. 16- ومما يخل بالتوحيد الأمن من مكر الله وعذابه أو القنوط من رحمة الله، فلا تأمن مكر الله ولا تقنط من رحمته، فكن بين الخوف والرجاء. 17- ومما يخل بالتوحيد عدم الصبر على أقدار الله والتجزع ومعارضة القدر بمثل قولهم "لماذا يا الله تفعل بي كذا أو بفلان كذا أو لماذا كل هذا يا الله". ونحو ذلك من النياحة، وشق الجيوب ونثر الشعر. 18- ومن ذلك الرياء والسمعة وأن يريد الإنسان بعمله الدنيا. 19- ومما ينافي التوحيد طاعة العلماء والأمراء وغيرهم في تحريم أو تحليل الحرام، فإن طاعتهم نوع من الشرك. 20- ومما يخل بالتوحيد قول "ما شاء الله وشئت" أو قول "لولا الله وفلان" أو "توكلت على الله وفلان" فالواجب استعمال "ثم" في جميع ما سبق لأمره ![]() 21- ومما يخل بالتوحيد سب الدهر والزمان والأيام والشهور. 22- ومما ينافي التوحيد، السخرية بالدين أو الرسل أو القرآن أو السنة، أو السخرية بأهل الصلاح والعلم، لما يحملونه من السنة وظهورها عليهم من إعفاء اللحية أو السواك أو تقصير الثوب عن الكعب، ونحو ذلك. 23- ومنها التسمية بـ "عبد النبي" أو "عبد الكعبة" أو "عبد الحسين" وكل هذا لا يجوز بل تكون العبودية لله وحده كقولنا "عبد الله" و "عبد الرحمن". 24- ومما يخل بالتوحيد تصوير ذوات الأرواح ثم تعظيم هذه الصورة وتعليقها على الجدار وفي المجالس وغير ذلك. 25- ومما ينافي التوحيد وضع الصلبان ورسمها أو تركها موجودة على اللباس إقراراً لها والواجب كسر الصليب أو طمسه. 26- ومما ينافي التوحيد موالاة الكفار والمنافقين بتعظيمهم واحترامهم وإطلاق لفظ "السيد" عليهم والحفاوة بهم ومودتهم. 27- ومما ينافي التوحيد ويناقضه، الحكم بغير ما انزل الله وتنزيل القوانين منزلة الشرع الحكيم، باعتقاد أحقية القانون في الحكم وان القانون مثل الشرع او أنه احسن من الشرع وأنسب للزمن، ورضي الناس بذلك داخل في هذا الحكم. 28- مما يخل بالتوحيد الحلف بغير الله مثل الحلف بـ "النبي" أو "الأمانة" أو غير ذلك، قال النبي ![]() وبعد أخي المسلم وكما يجب علينا أن نحقق التوحيد ونحذر مما يضاده وينافيه يجب علينا أيضاً أن نكون على منهج أهل السنة والجماعة "الفرقة الناجية" منهج سلف هذه الأمة من الصحابة ومن بعدهم في كل الجوانب العقدية والسلوكية، فكما لأهل السنة منهج في العقيدة في باب الأسماء والصفات وغيره، كذلك لهم منهج في السلوك والأخلاق والتعامل والعبادات، وكل نواحي حياتهم، ولذلك لما ذكر الرسول ![]() ![]() فيجب عليك أخي: 1- في باب الصفات، أن تصف الله عز وجل بما وصف به نفسه ووصفه به رسول الله ![]() ![]() ![]() 2- أن القرآن كلام الله تعالى منزل غير مخلوق منه بدأ إليه يعود. 3- الإيمان بما يكون بعد الموت من أحوال القبر وغيره. 4- الاعتقاد أن الإيمان قول وعمل، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. 5- لا نكفر أحد بذنب دون الشرك ما لم يستحله، وان فاعل الكبيرة إن تاب تاب الله عليه، وإن مات ولم يتب فهو تحت مشيئة الله، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه ثم يدخله الجنة، وأنه لا يخلد في النار إلا من وقع في الكفر والشرك وترك الصلاة من الكفر - أهل السنة يحبون الصحابة ويعظموهم ويتولونهم كلهم، سواء أكانوا من أهل البيت أم من غيرهم من الصحابة، ولا يعتقدون عصمة أحد منهم، وأفضل الصحابة هم أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وأرضاهم، ويسكتون عما وقع بنيهم فكلهم مجتهدون، من أصاب له أجران ومن أخطاء فله أجر واحد. 7- وهم يؤمنون بكرامات الأولياء وهم المتقون الصالحون قال تعالى: ![]() ![]() 8- وهم لا يرون الخروج على الإمام ما أقام فيهم الصلاة، ولم يروا كفراً بواحاً عندهم فيه من الله برهان. 9- وهم أيضاً، يؤمنون بالقدر خيره وشره بجميع مراتبه 0 ويعتقدون أن الإنسان مسير ومخير، فهم لم ينفوا القدر ولم ينفوا اختيار البشر، بل أثبتوهما جميعاً. 10- وهم يحبون الخير للناس، وهم خير الناس بل هم أعدل الناس للناس. وصلى الله وسلم على نبينا محمد |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() كيف ترسخ التوحيد في قلبك؟ ![]() التوحيد تعريفه لغة: مصدر وحد مشتق من الواحد فيقال وحّده وأحّده ومتوحّد أي متفرّد. تعريفه شرعًا: إفراد الله تعالى بربوبيته وألوهيته دون سواه وأن الأسماء الحسنى والصفات العلا والاعتقاد برسالة محمّد ![]() ما المراد بالتوحيد؟ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "التوحيد الذي جاءت به الرسل إنما يتضمن إثبات الألوهية لله وحده بأن يشهدوا أن لا له إلاّ الله، ولا يعبدوا إلاّ إياه، ولا يتوكلوا إلاّ عليه تعالى، ولا يوالوا إلاّ له، ولا يعادوا إلاّ فيه، ولا يعملوا إلاّ لأجله، وليس المراد بالتوحيد مجرد توحيد الربوبية" أهـ. وكل عمل لا يرتبط بالتوحيد فلا وزن له، قال تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ} [سورة إبراهيم: 18]. حكم تعلمه: فرض عين على كل مسلم ومسلمة، ![]() التوحيد ثلاثة أنواع: النوع الأول: توحيد الربوبية: هو اعتقاد أنّ الله سبحانه وتعالى خالق العباد ورازقهم ومحييهم ومميتهم، وهو إفراد الله تعالى بأفعاله كالخلق والرزق والإحياء والإماتة، وقد أقر به المشركون على زمن رسول الله ![]() أدلة هذا التوحيد كثيرة منها قوله تعالى: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ (31) فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32)} [سورة يونس: 31-32]. النوع الثاني: توحيد الألوهية: وهو إفراد الله تعالى بالعبادة، وهو توحيد الله تبارك وتعالى بأفعال العباد كالدعاء والنذر والنحر والرجاء والخوف والتوكل والرغبة والرهبة والإنابة. وهذا التوحيد هو الذي وقع فيه النزاع في قديم الدهر وحديثه، وهو الذي جاءت به الرسل إلى أممهم لأن الرسل عليهم الصلاة والسلام جاؤوا يتقرير توحيد الربوبية الذي كانت أممهم تعتقده ودعوتهم إلى توحيد الألوهية؛ ![]() وهذا التوحيد حق الله تعالى الواجب على العبيد وأعظم أوامر الدين وأساس الأعمال، وقد قرره القرآن وبين أنه لا نجاة ولا سعادة إلاّ به. النوع الثالث: توحيد الأسماء والصفات: وهو إفراد الله سبحانه وتعالى بما سمى به نفسه ووصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله ![]() ![]() فضائل توحيد الألوهية توحيد الله وإفراده بالعبادة من أجلّ النعم وأفضلها على الإطلاق، وفضائله وثمراته لا تعد ولا تحد، ففضائل التوحيد تجمع خيري الدنيا والآخرة، ومن تلك الفضائل ما يلي: 1- أنّه أعظم نعمة أنعمها الله تعالى على عباده حيث هداهم إليه، كما جاء في سورة النحل التي تسمى سورة النعم، فالله عزّ وجلّ قدّم نعمة التوحيد على كل نعمة فقال في أول سورة النحل: {يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ} [سورة النحل: 2]. 2- أنّه الغاية من خلق الجن والإنس، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]. 3- أنّه الغاية من إنزال الكتب ومنها القرآن، قال تعالى فيه: {الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2)} [سورة هود: 1-2]. 4- ومن فضائله أنه السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة، ودفع عقوبتهما كما في قصة يونس عليه السلام. 5- ومن أجل فوائده أنه يمنع الخلود في النار، إن كان في القلب منه أدنى مثقال حبة من خردل. 6- أنّه إذا كمل في القلب يمنع دخول النار بالكلية كما في حديث عتبان في الصحيحين. 7- أنّه يحصل لصاحبه الهدى الكامل، والأمن التام في الدنيا والآخرة {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [سورة الأنعام: 82]. 8- أنّه السبب الأعظم لنيل رضا الله تبارك وتعالى وثوابه. 9- أنّه أسعد الناس بشفاعة رسول الله محمّد ![]() 10- ومن أعظم فضائله أنّ جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها وفي ترتيب الثواب عليها ـ على التوحيد، فكلما قوي التوحيد والإخلاص لله كملت هذه الأمور وتمت. 11- ومن فضائله أنّه يسهل على العبد فعل الخيرات، وترك المنكرات، ويسليه عند المصيبات، فالمخلص لله تبارك وتعالى في إيمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات، لما يرجوه من ثواب ربه سبحانه ورضوانه، ويهون عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي، لما يخشى من سخطه وأليم عقابه. 12- ومنها أن التوحيد إذا كمل في القلب حبب الله تعالى لصاحبه الإيمان وزينه في قلبه، وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان، وجعله من الراشدين. 13- ومنها أن يخفف على العبد المكاره ويهون عليه الألم، فبحسب تكميل العبد للتوحيد والإيمان، يتلقى المكاره والآلام بقلب منشرح وبنفس مطمئنة ورضا بأقدار الله تعالى المؤلمة. 14- ومن أعظم فضائله أنّه يحرر العبد من رقّ المخلوقين، ومن التعلق بهم، وخوفهم ورجائهم، والعمل لأجلهم، وهذا هو العزّ الحقيقي، والشرف العالي، فيكون بذلك متعبدًا لله تعالى فلا يرجو سواه ولا يخشى غيره، ولا ينيب إلاّ إليه، ولا يتوكل إلاّ عليه، وبذلك يتم فلاحه ويتحقق نجاحه. 15- ومن فضائله التي لا يلحقه فيها شيء أن التوحيد إذا تم وكمل في القلب وتحقق تحققاً كاملاًُ بالإخلاص التام فإنه يصير القليل من عمله كثيراً، وتضاعف أعماله وأقواله بغير حصر ولا حساب. 16- ومن فضائله أن الله تعالى تكفل لأهله بالفتح والنصر في الدنيا، والعز والشرف، وحصول الهداية، والتيسير لليسرى، وإصلاح الأحوال، والتسديد في الأقوال والأفعال. 17- ومنها أن الله تبارك وتعالى يدفع عن الموحدين شرور الدنيا والآخرة، ويمن عليهم بالحياة الطيبة، والطمأنينة إليه وبذكره، وشواهد ذلك من الكتاب والسنة كثيرة، فمن حقق التوحيد حصلت له هذه الفضائل كلها وأكثر منها والعكس بالعكس. أسباب ترسيخ التوحيد بالقلب التوحيد شجرة تنمو في قلب المؤمن فيسبق فرعها ويزداد نموها ويزدان جمالها كلما سبقت بالطاعة المقربة إلى الله عزّ وجلّ، فتزاد بذلك محبة العبد لربه، ويزداد خوفه منه ورجاؤه له ويقوى توكله عليه. ومن تلك الأسباب التي تنمي التوحيد في القلب ما يلي: 1- فعل الطاعات رغبة فيما عند الله تبارك وتعالى. 2- ترك المعاصي خوفًا من عقاب الله. 3- التفكر في ملكوت السموات والأرض. 4- معرفة أسماء الله تعالى وصفاته ومقتضياتها وآثارها وما تدل عليه من الجلال والكمال. 5- التزود بالعلم النافع والعمل به. 6- قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به. 7- التقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض. 8- دوام ذكر الله تبارك وتعالى على كل حال باللسان والقلب. 9- إيثار ما يحبه الله تعالى عند تزاحم المحاب. 10- التأمل في نعم الله سبحانه الظاهرة والباطنة، ومشاهدة بره وإحسانه وإنعامه على عباده. 11- انكسار القلب بين يدي الله تعالى وافتقاره إليه. 12- الخلوة بالله وقت النزول الإلهي حين يبقى ثلث الليل الآخر، وتلاوة القرآن في هذا الوقت وختم ذلك بالاستغفار والتوبة. 13- مجالسة أهل الخير والصلاح والإخلاص والمحبين لله عزّ وجلّ والاستفادة من كلامهم وسَمْتهم. 14- الابتعاد عن كل سبب يحول بين القلب وبين الله تعالى من الشواغل. 15- ترك فضول الكلام والطعام والخلطة والنظر. 16- أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه، وأن يجاهد نفسه على ذلك. 17- سلامة القلب من الغلِّ للمؤمنين، وسلامته من الحقد والحسد والكبر والغرور والعجب. 18- الرضا بتدبير الله عز ّوجلّ. 19- الشكر عند النعم والصبر عند النقم. 20- الرجوع إلى الله تعالى عند ارتكاب الذنوب. 21- كثرة الأعمال الصالحة من بر وحسن خلق وصلة أرحام ونحوها. 22- الاقتداء بالنبي ![]() 23- الجهاد في سبيل الله سبحانه. 24- إطابة المطعم. 25- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. اللهم أحينا على التوحيد سعداء وأمتنا على التوحيد شهداء. وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين. دار القاسم |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() دعوة القرآن إلى الإيمان والتوحيد ونبذ الكفر والشرك ونزيدُ الحديث في الإيمان ونقيضه، والتوحيد ونقيضه أيضًا فيما يلي:
أولاً: الإيمان: . (أ) أركان العقيدة: وهذه العقيدة الإسلاميَّة تقوم على ستَّة أركان، تُسمَّى أركان الإيمان، وهي بإيجازٍ كما يلي: 1- الإيمان بالله - تعالى -: ربًّا وإلهًا، موصوفًا بكلِّ كمال، مُنزَّهًا عن كلِّ نقصان. 2- الإيمان بملائكة الله: وأنهم عباد مكرمون، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يُؤمَرون، خلقهم الله من نورٍ، منهم الحفظة على العِباد، ومنهم الموكَّلون بقبْض الأرواح، ومنهم خزنة النار، ومنهم غير ذلك. 3- الإيمان بكتب الله: وأنها من وحي الله - تعالى - إلى مَن اصطفاهم من رُسُلِه، تَحمِلُ الشرائع والهدى والنُّور للمؤمنين المتَّقين. 4- الإيمان برسل الله: مبشِّرين ومنذِرين، قطَع الله - تعالى - بهم على الناس الحجَّة، وبيَّن بهم للعباد المحجَّة، فمَن آمَن بهم وأطاعَهُم واتَّبع هُداهم، نجا، ومَن كفَر بهم وعَصاهم واتَّبع غير هَداهم، هلَك. 5- الإيمان باليوم الآخِر: وأنَّه اليوم الذي تنتهي فيه هذه الحياة، وتكونُ فيه الحياة الآخرة؛ حيثُ البعث، والحساب والجزاء، والجنَّة والنار. 6- الإيمان بالقضاء والقدر: وكون القضاء والقدر نِظامًا للحياة كلها لا يخرُج بشيءٍ منها - وإن قَلَّ - عمَّا حَواه كتابه، الذي هو اللوح المحفوظ، حيث كتَب الله - تعالى - فيه كلَّ ما قضى بوجوده من خيرٍ وشرٍّ في الدُّنيا، وسعادة وشَقاء في الآخِرة. فهذه الأمور الستَّة هي أركان الإيمان والعقيدة، وهي الأصولُ التي بُعِثَ بها الرُّسل جميعًا - عليهم صلوات الله وسلامه - ونزَلتْ بها الكتبُ، ولا يتمُّ إيمانُ أحدٍ إلا إذا آمَن بها جميعًا، على الوجه الذي دلَّ عليه كتاب الله وسنَّة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومَن جحَد شيئًا منها خرَج عن دائرة الإيمان وصارَ من الكافِرين (ب) أصول الإيمان في القُرآن: وهذه جملةٌ من الآيات القُرآنيَّة التي تدعو إلى معرفة الله والإيمان به - سبحانه - والإيمان بالملائكة والكتب والرسل، والإيمان باليوم الآخِر والقضاء والقدر. قال - تعالى -: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ ﴾ [البقرة: 177]. وقال - تعالى -: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285]. • وقال - سبحانه وتعالى - في شأن الملائكة: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾ [غافر: 7]. وقال - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَتَرَى الْمَلاَئِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ﴾ [الزمر: 75]. وقال - سبحانه -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ﴾ [الأعراف: 206]. وقال - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَالْمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 23، 24]. • وفي شأن الكتب السماوية يقول - تعالى -: ﴿ فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاؤوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ ﴾ [آل عمران: 184]. وفي شأن التوراة يقول - سبحانه -: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ﴾ [المائدة: 44]. وفي شأن الإنجيل يقولُ - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَآتَيْنَاهُ الإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 46]. وفي شأن الزَّبُور يقول - جلَّ وعلا -: ﴿ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا ﴾ [الإسراء: 55]. وفي شأن الصُّحُفِ يقول - سبحانه -: ﴿ إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ﴾ [الأعلى: 18، 19]. وفي شأن القُرآن قال - سبحانه -: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ﴾ [آل عمران: 2 - 4]. وقال - سبحانه -: ﴿ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 41، 42]. • أمَّا في شأن رسل الله - عليهم السلام - فيقول - سبحانه -: ﴿ قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 136]. وقال - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ﴾ [النساء: 164]. وقال - سبحانه -: ﴿ اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ [الأنعام: 124]. وقال - تعالى -: ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 73]. وقال - سبحانه -: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90]. • أمَّا في شأن اليوم الآخِر وأحواله فيقول - جلَّ ذكرُه -: ﴿ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ ﴾ [محمد: 18]. وقال - تعالى -: ﴿ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ ﴾ [النمل: 82]. وقال - سبحانه -: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ ﴾ [المؤمنون: 115]. وقال - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ ﴾ [البقرة: 177]. وقال - جلَّ ذكره -: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 3]. وقال - سبحانه -: ﴿ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾ [الحج: 1]. وقال - تعالى -: ﴿ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ [مريم: 39]. وقال - سبحانه -: ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ * وَخَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾ [الجاثية: 21، 22]. • أمَّا عن القضاء والقدَر، فيقول - تعالى -: ﴿ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ ﴾ [الرعد: 8]. ويقول - سبحانه -: ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ﴾ [القصص: 68]. وقال - سبحانه -: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]. وقال - جلَّ ثناؤه -: ﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ﴾ [الحجر: 21]. * * * ثانيًا: الكفر: وكما دعا القُرآن إلى تحقيق الإيمان، نهى كذلك عن الوقوع في الكُفر وأسبابه، والكفر ضد الإيمان. لأنَّ الكفر معناه: عدم الإيمان بالله ورسله؛ سواء كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب، بل مجرَّد شك أو ريب، أو إعراض أو حسد، أوكبر أو اتِّباع لبعض الأهواء الصادَّة عن اتِّباع الرسالة. وإنْ كان المكذب أعظم كُفرًا، وكذلك الجاحد والمكذب حسدًا، مع استِيقان صِدق الرسل - عليهم السلام. •أنواع الكفر: وهذا الكفر له نوعان: النوع الأول: الكفر الأكبر، وهو مخرجٌ من الملَّة، وهو خمسة أقسام: 1- كفر التكذيب: ودليله قوله - تعالى -: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ﴾ [العنكبوت: 68]. 2- كفر الإباء والاستكبار مع التصديق: ودليله قول الله - تعالى -: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 34]. 3- كفر الشكِّ: وهو كُفر الظنِّ، ودليله قول الله - سبحانه -: ﴿ وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدتٌّ إِلَى رَبِّي لأجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا ﴾ [الكهف: 35، 36]. 4- كفر الإعراض: ودليله قول الله - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ ﴾ [الأحقاف: 3]. 5- كفر النِّفاق: ودليله قول الله - تعالى -: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ ﴾ [المنافقون: 3]. • النوع الثاني: الكُفر الأصغر، وهو لا يُخرِج من الملة، وهو الكفر العملي، ومن الذنوب التي وردت في الكتاب كفرًا وهي لا تصلُ إلى حدِّ الكفر الأكبر؛ مثل كفر النِّعمة، كما في قوله - تعالى -: ﴿ وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ ﴾ [النحل: 112]. ومثله في القِصاص قول الله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ﴾ [البقرة: 178]، فلم يُخرِج القاتل من الذين آمنوا، وجعله أخًا لوليِّ القصاص فقال: ﴿ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ﴾ [البقرة: 178]. ومثله قول الله - سبحانه -: ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ﴾ [الحجرات: 9]. هذه أمثلةٌ لهذا النوع من الكفر، وهو كما أشَرْنا لا يُخرِج من الملة، ولكن يحمل صاحبه الذنوب والآثام[4]. * * * |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() ثالثًا: التوحيد:
الإيمان بالله - عزَّ وجلَّ - معناه: الاعتقاد الجازم بأنَّ الله ربُّ كلِّ شيء ومليكه وخالقه، وأنَّه الذي يستحقُّ وحدَه أنْ يُفرَدَ بالعبادة؛ من صلاةٍ وصومٍ ودُعَاء، ورجاء وخوف، وذل وخضوع، وأنَّه المتَّصف بصِفات الكمال كلِّها، المنزَّه عن كلِّ نقصٍ. والإيمان بالله - سبحانه - يتضمَّن توحيدَه في ثلاثة أمور: 1- في ربوبيَّته. 2- وفي ألوهيَّته. 3- وفي أسمائه وصفاته. ومعنى توحيده في هذه الأمور: اعتقاد تفرُّده - سبحانه - بالربوبيَّة والألوهيَّة، وصفات الكمال وأسماء الجلال. فلا يكون العبد مؤمنًا بالله حتى يعتقد أنَّ الله ربُّ كلِّ شيءٍ ولا رب غيره، وإله كلِّ شيء ولا إله غيره، وأنَّه الكامل في صِفاته وأسمائه، ولا كامل غيره. فهذه ثلاثةُ أنْواعٍ من التوحيد تدخُل في معنى الإيمان بالله - عزَّ وجلَّ - وقد تضمَّن القُرآن ذِكْرَ هذه الأنواع في كثيرٍ من آياته الكريمة، مع بَيان حَقائقها والدَّعوة إليها؛ تحقيقًا لجانب الإيمان والتوحيد الذي بعَث الله به الرسل، وأنزل به الكُتب. أهميَّة التوحيد: وتتجلَّى لنا هنا أهميَّة التوحيد في العقيدة الإسلامية، وأنَّه أصلُ الشريعة ولبُّها، وعليه تقومُ الأعمال، وبه تصلح أو تفسد، وذلك فيما يلي: 1- التوحيد: ضد الشرك، وهو الرُّكن الأساس الذي يُبنَى عليه الإسلامُ، ويتمثَّل في الشهادتين. 2- والتوحيد: دعوة جميع المرسلين إلى أممهم؛ قال الله - تعالى -: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36]. 3- والتوحيد: هو الذي خلَق الله العالَمَ لأجله؛ قال الله - تعالى -: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]. 4- والتوحيد: يشمل توحيد الرب والإله والحكم، والأسماء والصفات، وجميع أنواع العبادات. 5- والتوحيد: هو الذي تتوقَّف عليه سَعادةُ الإنسان وشَقاؤه في الدارَيْن. 6- والتوحيد: هو الذي فتَح به المسلمون البلاد، وأنقَذُوا العباد من عبادة الطُّغاة إلى عِبادة ربِّ العباد، ومن جور الأديان المحرَّفة إلى عدْل الإسلام المحفوظ. 7- والتوحيد: هو الذي يدفَعُ بالمسلم إلى الجهاد والتضحية والفِداء. 8- والتوحيد: هو الذي قامت المعارك من أجْله، واستشهد المسلمون في سبيله ثم انتصروا بسببه، ولا يَزالُ المسلمون يحاربون من أجله، ولا عزَّ لهم ولا نصرَ إلا بتحقيقه، فكما أنَّه استطاع في الماضي أنْ يُوحِّدهم ويُقِيمَ لهم دولةً كبيرة، فهو الآن قادر - بإذن الله - أنْ يعيدَ لهم مجدَهم ودولتَهم إذا عادوا إليه[5]، كما قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7]. هذه بعض المظاهر التي تُؤكِّد لنا وتُبيِّن أهميَّة التوحيد في حياة الأمَّة الإسلاميَّة وضَرُورته ذكر التوحيد وأنواعه في القُرآن: وقد دعا القُرآن الكريم الخلْقَ إلى إقامة التوحيد لله - تعالى - بكلِّ أنواعه وصُوَرِه التي أشَرْنا إليها، وهنا نشيرُ إليها من آيات القُرآن: 1- توحيد الربوبيَّة: وهذا النَّوع من التوحيد مَعناه: الإقرار بأنَّ الله - عزَّ وجلَّ - هو الفاعل المُطلَق في الكون؛ بالخلق والتدبير، والتغيير والتسيير، والزيادة والنقص، والإحياء والإماتة، وغير ذلك من الأفعال، لا يُشارِكه أحدٌ في فِعله - سبحانه. وقد أفصَحَ القُرآن عن هذا النَّوْعِ من التوحيد جدّ الإفصاح، ولا تَكادُ سُورة من سُوَرِه تخلو من ذِكره أو الإشارة إليه؛ فهو كالأساس بالنِّسبة لأنواع التوحيد الأخرى. • وقد ذكَرَه الله - سبحانه - في عدَّة مَقامات في القُرآن؛ منها قوله - تعالى - في مَقام الحمد: ﴿ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]. وقوله - سبحانه -: ﴿ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الجاثية: 36]. • وفي مَقام التسليم أو الاستسلام لله يقول - سبحانه -: ﴿ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 71]. • وفي مقام التوجُّه وإخلاص القصد يقول - سبحانه -: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162]. • وفي مقام تولِّي الله - عزَّ وجلَّ - يقول - تعالى -: ﴿ قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الأنعام: 14]. • وفي مقام الدُّعاء يقول - جلَّ ذكره -: ﴿ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ * ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [الأعراف: 54، 55]. • وفي مقام العبادة يقول - سبحانه -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21]. • وقد أقرَّ الكفَّارُ والمشركون بهذا النَّوْعِ، وسجَّل القُرآن الكريم ذلك وبيَّن عجزهم واعتِرافهم في غير آيةٍ منه؛ ومن ذلك قولُه - تعالى -: ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ ﴾ [يونس: 31]. وقوله - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴾ [الزخرف: 9]. وقوله - جلَّ ذكرُه -: ﴿ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ للهِ ﴾ [المؤمنون: 86، 87]. وقوله: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴾ [الزخرف: 9]. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() 2- توحيد الألوهيَّة: |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]() 3- توحيد الأسماء والصفات: ومَعناه إجمالاً: الاعتقاد الجازم بأنَّ الله - عزَّ وجلَّ - مُتَّصِفٌ بجميع صِفات الكَمال، ومُنَزَّهٌ عن جميع صِفات النقص، وأنَّه مُتفرِّدٌ عن جميع الكائنات، وذلك بإثْبات ما أثبتَه الله - سبحانه - لنفسه أو أثبتَه له رسولُه - صلَّى الله عليه وسلَّم - من الأسماء والصفات الواردة في الكتاب والسُّنَّة، من غير تحريفِ ألفاظِها أو مَعانيها، ولا تَعطِيلها بنفيها أو نفي بعضِها عن الله - عزَّ وجلَّ - ولا تكييفها بتحديد كُنهها، وإثبات كيفيَّةٍ مُعيَّنةٍ لها، ولا تشبيهها بصفات المخلوقين. وواضحٌ من هذا التعريف أنَّ توحيد الأسماء والصفات يقومُ على ثلاثة أسس، وهي: 1- تنزيه الله - جلَّ وعلا - عن مُشابهة الخلق، وعن أيِّ نقص. 2- الإيمان بالأسماء والصفات الثابتة في الكتاب والسُّنَّة، دون تجاوُزها بالنقص منها أو الزيادة عليها، أو تحريفها أو تعطيلها. 3- قطْع الطمع عن إدراك كيفيَّة هذه الصفات. وذِكرُ هذا النوع من التوحيد في القُرآن الكريم كثيرٌ جدًّا، بل إنَّه لا تخلو سورةٌ من سور القُرآن ولا صفحة من صفحاته من ذكر صِفات الله وأسمائه؛ فتجده مرَّة يُذكِّر بها في مختلف موضوعاته، من توحيدٍ وعبادةٍ وتشريعٍ، وفي مَقام أمره ونهيه، ووعده ووعيده، وقصصه وأمثاله[7]، وقد جمَع الله جملةَ هذه الصفات في القُرآن في سورة الإخلاص وآية الكرسي وآخِر سورة الحشر؛ فقال - سبحانه -: ﴿ اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255]. وقال - تعالى -: ﴿ اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [طه: 8]. وقال - عزَّ وجلَّ -: ﴿ هُوَ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ* هُوَ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الحشر: 22 - 24]. وفي التنزيه عن الشَّبيه والنَّظير والكُفء والمثيل يقول - عزَّ وجلَّ -: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]. ويقول - سبحانه -: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ * اللهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1-4]. وقال - سبحانه -: ﴿ فَلاَ تَضْرِبُوا للهِ الأمْثَالَ ﴾ [النحل: 74]. رابعًا: الشرك: أمَّا الكلام على الشِّرك، فستأتي الإشارةُ إليه في فصل الكبائر - إن شاء الله تعالى - ولكنْ نشيرُ إليه بشيءٍ من الإيجاز، فنقول: "الشرك ضدُّ التوحيد، كما أنَّ الكُفر ضدُّ الإيمان؛ ومعناه: جعل شريكٍ لله - تعالى - في ربوبيَّته أو ألوهيَّته". والغالب الإشراك في الألوهيَّة، بأنْ يدعو مع الله غيره، أو يصرف له شيئًا من أنواع العبادة؛ كالذبح والنذر والخوف والرجاء والمحبَّة، والشركُ أعظم الذُّنوب، وقد عدَّهُ النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أكبرَ الكبائر في غير حديثٍ نبوي. وقد ذكَر القُرآن الشِّرك وحرَّمه ونهى عنه وسمَّاه ظُلمًا، وتوعَّد صاحبه بعدَم المغفِرة والخلود في النار، كما بيَّن - سبحانه - أنَّه محبطٌ للأعمال: فقال - سبحانه -: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13]. وقال - جلَّ ثَناؤه -: ﴿ إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48]. وقال - تعالى -: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72]. وقال - سبحانه -: ﴿ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 88]. وقال - جلَّ ذكره -: ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65]. • وينقَسِمُ الشِّرك إلى نوعين: أكبر وأصغر، أمَّا الأكبر، فقد قال - تعالى -: ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [يونس: 18]. أمَّا الأصغر وهو الرِّياء، فيقولُ - سبحانه وتعالى -: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]*. [1] "الإيمان وأركانه"؛ محمد نعيم ياسين. [2] "إسلامنا"؛ السيد سابق. [3] "العقيدة الإسلامية"؛ أحمد آل سبالك. [4] "كتاب التوحيد"؛ د. صالح الفوزان. [5] "العقيدة الإسلامية"؛ محمد بن جميل زينو. [6] "الإيمان وأركانه"؛ محمد نعيم ياسين |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]() التوحيد مقطع رائع للشيخ محمد حسين يعقوب |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() التوحيد أول واجب على الناس |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() يتساءل بعض الناس فيقول : ألم يُطلق على فلاسفة المسلمين اسم : فلاسفة الإسلام ؟ ،و و ما هو الاسم الذي يصح أن نطلقه على تراث الفلاسفة المسلمين ؟ ،و هل يمكن أن توجد حكمة و فلسفة إسلامية ؟ . ففيما يخص التساؤل الأول ، فقد أطلق المتأخرون اسم فلاسفة الإسلام على الفلاسفة المسلمين . و أطلقه الشيخ ابن تيمية على يعقوب الكندي ، لكنه حدد معناه بقوله : (( أعني الفيلسوف الذي في الإسلام ، و إلا ليس الفلاسفة من المسلمين ، كما قالوا لبعض أعيان القضاة في زماننا : ابن سينا من فلاسفة الإسلام ، فقال ليس للإسلام فلاسفة ))/) . فالمقصود من مصطلح : فلاسفة الإسلام ، هو فلاسفة عصر الإسلام ، أو فلاسفة العصر الإسلامي ، أي الفلاسفة الذين ظهروا في تاريخ الإسلام ،و ليس المقصود به : فلاسفة دين الإسلام ، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون هؤلاء فلاسفة دين الإسلام ؛ و قد سبق و أن ذكرنا ضلالاتهم و شركياتهم و انحرافاتهم و أقوال العلماء في تضليلهم . |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() اشكركم على هذه المعلومات الرائعة |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 13 | |||
|
![]() اشكركم على هذه المعلومات الرائعة |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
بليييييييييييييييز, ساعدوني |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc