عاشر من تعاشر فلابد من الفراق

عُِاَُِشٌٌَُُِِِِــٍَُرٌ مًٌُِنَِ تٌعًٌٍَُِـًَُِاٌُشٍُــٌٍرًَِ فٌِـٌِـٌلاُِ بـًٌٌٍَُِـدٌ مًٌٍَُِـٌَِـنٌَِ الًَُِفـًٍََُراٍَقٌ
كنت أظنك .. ونحن نسبح في عوالم فريدة من الدهشة
والفتنة والعشق مرشداً ذكياً ينتقي مساراته .. ثم أكتشفت
أن الأشياء تكتسب جمالها منك وتزدهي فتنة معك وتتألق عند إرتشافها من ضياء عينيك .. لقد وجدت كل مزاراتنا بعدك مظلمة وموحشة وكأنها تؤكد لي أننا جميعاً لا نستطيع العيش من
دونك إذ أننا لم نعرف للحياة طعماً إلا منــك ..
بعدك فقدت القدرة على تمييز الرقة والنعومة بعد حرماني
من حنانك .. وأختلطت علي االحروف بعد إنقطاع روياتك ..
أصبح جرس البريد الاكتروني نذير شؤم وكآبة إذ لم يعد
إعلاناً عن إضاءة إطلالتك .. وكرهت نعيق الهاتف .. حتى
الأصدقاء الذين طالما أحببتهم وأمضيت معهم أوقاتاً أستلبتها
من زمنك لم أجد منهم عونا على طرد كآبة وحدتي ..
أو قدرة على تفتيت لهيب أوجاعي .. ركضت إليهم
مستنجداً فوجدت لهم أشكالاً منفرة .. وأصواتاً مؤذية ..
ويدورون في ساقية أحاديث كئيبة .. حينها أدركت أنني
كنت أعيش في وهم الإستقلال عنك متناسياً أن لا شيء
حقيقي في حياتي إلا ما جاء عبرك .. أو ما كان منك ..
لم تكن هذه الأشباح يوماً من حقائق حياتي كانت كل
قيمتها أن تشحن شوقي إليك إذ تتباطأ في محطتها
خطاي حتى آتي إليك متطهراً من كل دنس ..
أنا لست حزيناً لفقدانك .. فالحزن حالة عابرة تنتهي
بصورة باهتة .. يتسلح بها الناس لمسح صورة أشخاص
وأشياء جميلة عبرت في حياتهم إلى أن يجدوا البديل ..
أنت لا يليق بك الحزن لأنك نسيج متفرد لا يعترف بلغة
البدائل والفراغ الذي تخلفينه لا يستطيع سده مخلوق
غيرك .. أنا اليوم الحزن ذاته .. من دونك تذوب كل تفاصيل
حياتي .. وتتبخر أحلام المستقبل .. حتى ذكرياتي تتسرب من مساماتي كأني مجرد خزانة حفظ .. قولي لي : كيف أستطيع الإستمرار من دونك إذا كان الشيء الوحيد الباقي الذي أملكه
فعلاً هو الهيكل الفارغ ؟
أنا بعدك لست موجوداً إذا إنسحبتي من أفقي فخلا جوفي
من الروح .. كما هو الحال مع عباد الشمس .. فهل يستطيع عباد الشمس الحياة إذا حرم ملاحقة شمسه والإرتواء من ضوئها ؟
لا أدري كيف أسترجع بهجتي فأنتي لم تعلميني للراحه
معنى لكني أعرف أنك لستي لهذا السبب ستعودين ..
فقط تذكري أن الأجساد الخاوية تذوي سريعاً إن طالت غيبة الـــــــــروح
*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*
تحياتي لكم
كريم