قالك عدم استغلال الدين في السياسة
حلال على وزارة الشؤون الدينية حرام على كل العالم
تجنيد الأئمة وخطب الجمعة لرفع نسبة المشاركة في الانتخابات
الشروق
اقتباس:
حث وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، أئمة المساجد على المساهمة في رفع نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة، ودعاهم لاستغلال خطب الجمعة تحت غطاء تنمية الروح الوطنية، لتشجيع المواطنين على عدم مقاطعة الاستحقاقات القادمة والإدلاء بأصواتهم ولو بالورقة البيضاء، محذرا من استغلال منابر المساجد للترويج للأحزاب السياسية.
وتعتبر هيئة غلام الله أن تجنيد ما لا يقل عن 15 ألف مسجد عبر الوطن للترويج لجدوى المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة جزء لا يتجزأ من خدمة الوطن، ولا تراه منافيا لدور المساجد الذي يقوم أساسا على تربية المجتمع على الأخلاق السليمة وكذا تلقينه تعاليم الدين الإسلامي، ويصر غلام الله على ضرورة أن يتولى الأئمة دورا رياديا في إعداد الناخبين للمواعيد القادمة في ظل تنامي هاجس المقاطعة لدى السلطة، وهو ما عبر عنه مؤخرا صراحة وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية لدى استضافته في القناة الإذاعية الثالثة، الذي قال إن أكثر ما يثير مخاوفه العزوف عن المشاركة في الاستحقاقات، في وقت سعت الدولة للتركيز عل الإجراءات التي اتخذتها في سبيل ضمان نزاهة وشفافية الاستحقاقات، من بينها مراجعة قانوني الأحزاب والانتخابات وكذا إقحام القضاة في عملية المراقبة.
وترمي الحملة التي تستعد وزارة الشؤون الدينية لإطلاقها عبر المساجد إلى تشجيع المواطنين على المشاركة في الانتخابات التشريعية والتعبير عن أصواتهم ولو بالورقة البيضاء، بحجة عدم جدوى السلبية التي تبنتها نسبة هامة من الهيئة الناخبة في الانتخابات السابقة، ويرى غلام الله بأن عدم رضى المواطنين عن الأحزاب المتنافسة على مقاعد البرلمان يمكن التعبير عنه بالورقة البيضاء بدل هجران مكاتب الاقتراع، بغرض عدم التأثير في النسبة العامة للمشاركة التي تراجعت بشكل لافت للانتباه في السنوات الأخيرة، إلى درجة أصبحت الحملة الانتخابية التي يشنها المتشرحون تنصب في معظمها على التشجيع على المشاركة في الاستحقاقات بدل الترويج للتشكيلات التي ينتمون إليها.
وقررت وزارة غلام الله أيضا تحسبا للانتخابات التشريعية التي سيتم تنظيمها منتصف شهر ماي القادم وكذا استعدادا للاحتفال بمرور 50 عاما على الاستقلال تخصيص الندوات الشهرية وكذا المحاضرات التي دأبت على تنظيمها للحديث عن الانتخابات التشريعية وجدوى المشاركة فيها، محذرة في الوقت ذاته الأئمة من استغلال منابر المساجد للترويج لمرشحي الأحزاب السياسية، مهددة بإحالة مرتكبي الخروقات والتجاوزات على المجالس العلمية التي ستضع كافة المساجد لرقابة مشددة خوفا من الانحرافات التي قد تحدث والتي ستؤثر لا محالة في شفافية الانتخابات التشريعية .
ورغم هذه التعليمات الصارمة تتخوف وزارة الشؤون الدينية مما تصفه بالخطاب الذكي الذي قد يستغله البعض للترويج للأحزاب المشاركة في الانتخابات، بدل الخروج إلى الشارع واستعمال المنابر الموجهة لهذا الغرض، وهي تصرفات من شأنها أن تضر بنزاهة الاستحقاقات.
|
أليس هذا استغلالا للدين والمساجد لخدمة السياسة ؟