
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
السؤال بطريقة النظامالجديد
السؤال المشكل :إذا افترضنا أن الأطروحة القائلة(إن اللغة منفصلة دوما عنالفكر ) أطروحة فاسدة وتقرر لديك الدفاع عنها وتبنيها فما عساك أن تفعل؟
السؤالبطريقة النظام القديم: اثبت الأطروحة التالية(اللغة منفصلة دوما عن الفكر)
طرحالمشكلة
يعتبر التفكير ميزة أساسية ينفرد بها الإنسان عن باقي الكائنات الأخرىومن منطلق أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه فإنه يحتاج ولا شك إلى وسيلة إلى الاتصالوالتواصل مع غيرك من الناس وللتعبير عن أفكاره وهذا ما يعرف باللغة ،وإذا افترضنافساد الأطروحة القائلة ( اللغة منفصلة دوما عن الفكر ) فكيف يمكننا إثبات صحة هذهالاطروحة ؟ وما هي الحجج التي يمكننا أن ندافع بها عن هذا النسق؟
الأطروحةالأولى : عرض موقف الاتجاه الثنائي
يرى أنصار هده النظرية وفي مقدمتهم الفرنسيبرغسون إن هناك انفصال تام بين اللغة والفكر.ويقرون بأسبقية الفكر على اللغة الآنالإنسان يفكر بعقله قبل أن يعبر بلسانه,فكثيرا ما يشعر بسبيل من الخواطر والأفكارتتزاحم في نفسه.لكنه يعجز عن التعبير عنها.فاللغة عاجزة عن إبراز المعاني المتولدةعن الفكر إبرازا كاملا ويقول*برغسون(-اعتقد إننا نملك أفكارا أكثر مما نملك أصواتا) وبقول أيضا (الفكر ذاتي وفردي واللغة موضوعية واجتماعية) ومن أنصار هذه الأطروحةأبو حيان التوحيدي الذي قال ( ليس في قوة اللغة أن تملك المعاني ) ومنه فان اللغةدوما تعيق تقدم الفكر وتحجره و تطور المعاني أسرع من تطوراللغة. ويقول فاليري (أجملالأفكار هي التي لا نستطيع التعبير عنها)كما إن ابتكار الإنسان وسائل بديلة للتعبيرعن مشاعره كالرسم والموسيقى وغيرهما دليل قاطع على أن اللغة عاجز عن استيعاب فكرالإنسان ولهذا يقال ( الألفاظ هي قبور المعاني)
تدعيم الأطروحة بحججشخصية
يرى أبو حامد الغزالي في كتابه المنقذ من الضلال إن أهل الصوفية يصلونإلى مراتب ودرجات يضيق عنها نطاق النطق فلا يحاول معبر أن يعبر عنها إلا اشتمل لفظهعلى خطأ صريح لا يمكنه الاحتراز عنه،
كما إن الإنسان وفي الكثير من الأحيان يعجزعن التعبير عن كل مشاعره .وخاصة عند تحقيقه لنجاح ما .ولهذا عادة تكرر عبارة- يعجزاللسان عن التعبير - أو – يعجز القلم عن الكتابة – والتجربة النفسية تدل على إنالإنسان يشعر بعدم وجود تناسب وتناسق بين قدرته على الفهم وقدرته على التبليغ .وهذابالإضافة إلى أن الرجل الأجنبي في بلد –ما- والذي لا يتقن لغة ذلك البلد تعيقهاللغة في تبليغ أفكاره . والسواد الأعظم من بني البشر يجدون صعوبة في التواصل معالصم البكم وهذا بسبب اللغة . ومن الأمثلة التوضيحية كذلك أن الأم عندما تسمع بخبرنجاح ابنها تلجأ إلى الدموع للتعبير عن حالتها الفكرية والشعورية وهذا يدل على أناللغة ليست لها القدرة على مواكبة الفكر
الرد على خصوم الأطروحة
يرىأصحاب النظرية الأحادية انه لا يوجد فرق بين اللغة والفكر.فاللغة عند جون لوك(هيعلامات حسية معينة تدل على الأفكار الموجودة في الدهن)ومنه فإننا نفكر بلغتناونتكلم بفكرنا.وقد اثبت علماء النفس أن الطفل يتعلم اللغة والفكر في آن واحد.ويقول *دولا كروا*إن الفكر يصنع اللغة وهي تصنعه.الألفاظ حصون المعاني.ويخلص أنصارالاتجاه الأحادي إلى نتيجة مفادها انه لا يوجد فكر بدون لغة كما لا توجد لغة بدونفكر.وان اللغة والفكر كل متكامل والعجز الذي توصف به اللغة هو عجز إيجاد الألفاظالمناسبة للفكر ويقول أرسطو(ليس ثمة تفكير بدون رموز لغوية).
النقد
لكنالإنسان يشعر بعجز اللغة عن مسايرة الفكر.فالأدباء على الرغم من امتلاكهم لثروةلغوية كبيرة يعانون من مشكلة التبليغ.والطالب في الامتحان كثيرا ما تخونه اللغة فيتبليغ إجابته للمصحح.ومن الناحية الواقعية يشعر أكثر الناس بعدم المساواة بينقدرتهم على التفكير وقدرتهم على التعبير
حل المشكلة
وخلاصة القول إنالعلاقة بين اللغة هي علاقة انفصال.فالفكر اسبق وأوسع من اللغة وهذه الأخيرة تعيقهدوما وتحجره
ومنه فان الأطروحة القائلة أن اللغة منفصلة عن الفكر أطروحة صحيحةفي مجالها الخاص ولا سبيل إلى اتهامها بالفساد.