لفت نظري حديث أحد الرجال في إحدى الجلسات العائلية عن صفات المرأة المفضلة لديه للزواج. حيث وضع في الصدارة رغبته بالزواج من امرأة متوسطة العلم والثقافة فدفعني الفضول للاستفسار منه أكثر وتوقفت عند كلمة متوسطة فاستطرد قائلا دون أدنى حرج: أنا أفضلها حاصلة على الشهادة الاعدادية فقط حيث تتمكن من القراءة والكتابة فأتجنب فذلكتها فعدت وطلبت منه أن أعرف قصده بشكل موسع أكثر فقال :المرأة الحاصلة على شهادة عالية ستناقش زوجها في كل شيء وتوجع رأسه بكلمات رنانة مثل من حقي ومن واجبك وغير ذلك من الكلمات التي تملأ الآن القنوات الفضائية رؤوس النسوة بها وأنا سأتزوج كي أرتاح وأجد من ينفذ كل طلباتي لا من يستجوبني عند الذهاب والمجيء وأحيانا يلقنني المحاضرات وقد تستغربون إذا عرفتم أن من يطلب تلك الصفات حاصل على شهادة الهندسة المدنية!
هذا الرأي دفعني الى استطلاع آراء أخرى منها:
السيد نعيم يعمل موظفا وهو خريج معهد تجاري يقول أنا نادم لأنني وقفت الى جانب زوجتي وهيأت لها كل الظروف المناسبة الى أن حصلت على شهادة الماجستير حيث لم أعد أعجبها في أي شيء ولم أعد أناسب مجتمعها المخملي الجديد وفي الحقيقة لم أكن متصورا أن المرء يمكن أن يتغير الى هذا الحد حيث لم يعد حديثي يعجبها ولم تعد طريقة ارتدائي للملابس تعجبها ولاأبالغ إذا قلت إن حياتنا تحولت الى شبه مدرسة وهي المعلم وأنا التلميذ فهي تدلي بالنصائح وينبغي علي التنفيذ وفي بداية الأمر ظننت أنها مرحلة مؤقتة وقررت الصبر عليها من أجل طفلينا على أمل أن تعود إلى رشدها ولكن يبدو أن لا فائدة من هذا الصبر لذلك قررت الانفصال عنها مهما كلفني ذلك من ثمن وإذا فكرت بالزواج ثانية فلن أتزوج إلا من امرأة غير متعلمة.
ميسون نيال