هل الفرضية ضرورية؟

[mokamoon]

الموضوع الأول: هل يمكن الاستغناء عن الفرضية العلمية؟
الطريقة جدية:
1/طرح المشكلة:
إذا كان المنهج الاستقرائي هو تلك الدراسة العلمية والخطوات التجريبية الواقعية التي يتبعها العالم في دراسة ظاهر من الظواهر الطبيعية من أجل الوصول إلى القوانين التي تتحكم فيها فإن الفرضية العلمية هي من ابرز هذه الخطوات العلمية وهي ذلك تفسير عقلي مؤقت للظاهرة المدروسة ،لذا يرى بعض التجريبيون انها ضرورية في المنه التجريبي باعتبارها مشروع تقنين على رأسهم البيولوجي كلود برنارد،بينما يرى الانجليزي جون استوارت ميل بأنها تفسير قبلي سابق عن التجربة ونتاج الخيال مما قد يؤدي إلى الوقو ع في الذاتية،وعليه نطرح السؤال التالي : هل الفرضية ضرورية في المنهج التجريبي أم يمكن الاستغناء عنها؟
2- محاولة حل المشكلة:
أ/عرض منطق الأطروحة 1ومسلماتها:
الفرضية ضرورية ولا يمكن الاستغناء عنها:
- الانجليزي كلود برنارد:« ان الفرضية هي نقطة الانطلاق في كل استدلال تجربي »
- الفرني هنري بوان كاري:« ان الملاحظة والتجربة لا تكفيان لإنشاء العلم ،ومن يقتصر عليهما يجهل صفة العلم اللاساسية»
- عبد الرحمان بدوي .
ب- النقد:
لكن الفرضية ما هي إلا تفسير عقلي أولي سابق عن التجربة،ونتاج للخيال لذا قد تعرض الدراسة التجريبية إلى الأخطاء والابتعاد عن الموضوعية،لذا لابد من الاستغناء عنها واستبدالها بقواعد الاستقراء حسب جون اسوارت ميل.
ج/عرض منطق الأطروحة النقيض ومسلماتها:
الفرضية غير ضرورية ويمكن الاستغناء عنها والملاحظة والتجربة كافيان لاسخراج قواننين الظاهرة المدروسة:
- الانجليزي جون استوارت ميل : ذكر قواعد الاستقراء الاربعة « التلازم في الحضور،التلازم في الغياب،التلازم في التغير،طريقة البواقي»
- ما جندي.
- نيوتن:أنا لا أكون فروضا!
د/النقد :
لكن الملاحظة ليست كافية لاستخراج القوانين لأن العلاقات بين الظواهر مخفية ولا يمكن كشفها إلا عن طريق العقل من خلال مشروع الافتراض وبدون الفرضية لا يمكن تحديد إطار التجربة،كما أن قواعد الاستقراء لا تكاد تصلح إلا للتحقق من الفرضيات،وبالتالي الفرضية ضرورية لتحليل ملاحظات العالم.
ه/ التركيب/التجاوز / التغليب :
إذا كان غاية العالم هو الوصول الى القوانين فلابد له من اعتماد كل من الفرضية وقواعد الاستقراء ،فلا تكفي الملاحظة والتجربة للوصول إلى قوانين الظاهرة المخفية لذا لابد من تدخل العقل.
3- الفصل النهائي للمشكلة:
وفي الاخير نستنتج أن المنهج التجريبي يتطلب تنظيما فكريا خاصا في تطبيق مراحله فكل خطوة تكمل الأخرى حيث أننا لا يمكن استعاد أي خطوة من الخطوات ،وحتى تكون الفرضية ضرورية للبحث العلمي يجب أن تكون واقعية مرتبطة بالملاحظة العلمية وأن لا تتضمن تناقضات أو آراء ميتافيزيقية،ويجب ان يتحرى العالم في صياغتها الموضوعية والدقة.