![]() |
|
قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
بداية السفور في العالم الاسلامي "متجدد باذن الله"
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() بدايات السفور في العالم الإسلامي سليمان بن صالح الخراشي لم يبدأ السفور وتوابعه في العالم الإسلامي إلا زمن استعمار ديارهم من قبل النصارى الصليبيين الذين شجعوا هذا الأمر ؛ وخططوا له ، طلبًا لإفساد المسلمين ، وإشغالهم بالشهوات . وهذه حقيقة لا ينكرها إلا مكابر . وقد وجدوا بغيتهم في بعض أبناء المسلمين المفتونين الذين أثاروا هذه القضية وغلفوها بالغلاف الإسلامي مبدئيًا ليتقبلها الناس ! رغم إجماع المسلمين العملي المتوارث على خلاف ذلك . - كما بينت ُهذا في مقال سابق - . وقد كان التركيز في البداية على مسألة كشف الوجه ؛ لأنهم يعلمون أنها متى تحققت سيسهل مابعدها ! كما حدث فيما بعد على أرض الواقع في دول عديدة . ومن يُبسط القضية ويجعلها مجرد خلاف فقهي فهو واهم ! نعم : لو كان الحوار مع أمثال الألباني - رحمه الله - لعددناها كذلك ؛ لأننا نعلم أن الشيخ عندما اختار هذا القول وضع له شروطًا لا تكاد تجدها معمولا بها عند من يتبجح بأنه يتابعه ! ونعلم كذلك أن الشيخ قد اختار أفضلية ستر الوجه ، وكانت نساؤه على هذا .. ونعلم كذلك أن الشيخ عالم رباني يغار على أعراض المسلمين ، ويدعوهم للعفاف والبعد عن التساهل .. الخ ، وكتبه ومؤلفاته شاهدة بهذا . لكن الحوار مع مرضى القلوب وأذناب الغرب خلاف هذا كله ؛ لأنهم كما قال تعالى ( ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما ) ؛ ولأننا نعلم أن طرقهم لمسألة كشف الوجه وأنها مسألة خلافية ! هو بوابة لما وراءه ؛ كما حدث مثل ذلك في بلاد أخرى . وما قاسم أمين عنا ببعيد ! فعندما كان يطالب بكشف الوجه في كتابه الأول " تحرير المرأة " .. إذا به يكشف عن خبثه في كتابه الثاني " المرأة الجديدة " فيشن الحملة التشويهية على الحجاب كله ! والمؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين . وفي هذا المقال سأذكر كيف حدث السفور في أحد البلدان الإسلامية ، وكيف كان المستعمر يرعى هذا الأمر ويصنعه على عينه كما فعل في بلاد أخرى ؛ ليتبين لنا مقدار الكيد والمكر الذي يبذله اليهود والنصارى في سبيل تدمير بلاد المسلمين أخلاقيًا ، بعد أن دمروها سياسيًا ونهبوا ثرواتها . والله المستعان . نقلا عن "صيد الفوائد" يُتبع باذن الله ....
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() من أراد التوسع في قصة السفور وتبرج المرأة المسلمة الذي لم يكن معروفا في القرون الأولى فعليه بكتاب:"واقعنا المعاصر" للأستاذ محمد قطب فقد تطرق بالتفصيل لهذا الموضوع لأنه عايشه في مصر بنفسه في حقبة الاحتلال الإنجليزي لها. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() (1) الجـــــــزائر يقول الأستاذ الجزائري : محمد سليم قلالة في كتابه " التغريب في الفكر والسياسة والاقتصاد " ( ص 133 - 137 ) : ( حدث هذا في مثل هذا الشهر من سنة 1958: يوم الاثنين 27 ماي.. "سيداتي سادتي أيتها المرأة، اعلمي أن الوقت قد حان لتلعبي دورك في تاريخ الجزائر الجديدة.. أيتها الفرنسية اعلمي أنك شريكة الرجل في الحياة، وفي المجتمع الإنساني، أنك تقاسمينه الآلام والأفراح، سعادته وتعاسته. لقد أقامت الديانة الإسلامية العدالة بينك وبين الرجل، هو أخوك في التكاليف والعلاقات الإنسانية ، يقول الله: "للنساء نفس الحقوق ونفس الواجبات" ( هذه ليست آية من القرآن !! وهذا يدل على جهل هذا الإمام وتلاعبه .). اعلمي يا أختي العزيزة أنك لست سلعة تشترى وتباع، إنك سيدة بيتك وسيدة في الشارع وفي تربية الأجيال، إنك سيدة بالرغم من الذين ينازعونك مكانتك، حطمي أغلالك بمطارق من حديد. إن هذا الحجاب الخيالي الزائد لا علاقة له بالإسلام، إن العفة والأخلاق الحسنة ليست أبداً خلف هذا الحجاب الشفاف والمخادع، إن أفضل حجاب هو الصفات الدينية والخلقية الحسنة، إننا نريد يا أختنا العزيزة أن تثوري بشدة ضد مبادئ عصور مضت في إطار الدين، وتشاركي الرجل في الوجود. وأنتم أيها الرجال اعلموا أن تجديدكم لا يمكن أن يتم إلا إذا ارتكز على المرأة، ساعدوا أنفسكم لإقامة مجتمع مزدهر، إن وراءكم فرنسا تحميكم بديمقراطيتها ومثلها العليا وتساعدكم على بلوغ أهدافكم". إلى هنا ينتهي قول إمام مسجد سيدي الكتاني آنذاك في مدينة الشيخ ابن باديس أمام نحو 100 ألف شخص بحضور سوستيل وسالان. ( الجنرالان الفرنسيان !) وبعد قليل تصعد فتاة جزائرية مسلمة إلى الميكروفون لتقول: "لقد سمعنا صوتاً من أكثر الأصوات المأذونة في الإسلام يدعو إلى التجديد الذي يجب أن نحمله في تحررنا الغالي، لا ندع الفرصة تضيع، إنها الفرصة الوحيدة التي تُمنح لنا للسير في طريق التحرير الكامل والمطلق، أرجوكن أن تقمن بعمل رمزي يكون دليلاً على بداية وجودنا الجديد وعلاقتنا الأخوية الكاملة تجاه أخواتنا من جميع الديانات في وطننا المشترك فرنسا، أطلب منكن أن تفعلن مثلي". وفي حركة رائعة (يقول المعلق ) نزعت الآنسة بنت الباشا آغا حائكها الأبيض ثم حجابها، ورمت الكل من الشرفة وسط دوي من التصفيق والصياح: هورا !! هورا !! برافو !! برافو !! وتتبعها فتيات أخريات .. تنـزعن أحجبتهن وتطلقن الصيحات المدويات وسط دوي آخر من الصياح: هورا ! هورا ! برافو ! برافو ! ويبدأ فصل جديد في سياسة الاستعمار الثقافي لبلادنا... وفي مدينة الشيخ ابن باديس. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وفي الساعة السادسة مساء من يوم الثلاثاء 20 ماي 1958 حدث نفس الشيء أيضاً في مدينة وهران بمسرح الاخضرار، حيث تجمع أكثر من 50 ألف شخص.. ألقيت الكلمات من طرف السلطات المحلية يتقدمهم الجنرال ماسو، وعُلقت اللافتات ثلاثية اللون وقد كتب عليها: "الجزائر فرنسية"، "شعب واحد، قلب واحد"، "ديغول في السلطة".. وبعد ذلك فسح المجال للأهم. (وتوالت على المنصة فتيات مسلمات في سن الزهور، بلباس أوروبي؛ ليطلبن من أخواتهن التخلي عن أحجبتهن التي تمنعنهن من تحرير شخصياتهن ) . وفي حماس فياض –يقول المعلق الصحفي- تقوم النساء الموجودات بين صفوف الجماهير وأغلبهن ربات بيوت بنـزع أحجبتهن ودوسها بالأقدام في الوقت الذي ارتفعت فيه صيحات عديدة: تحيا الجزائر الفرنسية، وتبعها دوي من التصفيق الحار. ويستمع الجميع ويرددون (لامارساييز ) النشيد الوطني الفرنسي ثم ينتشرون في شوارع وساحات المدينة يلعبون ويمرحون و.. الخ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وفي الجزائر العاصمة، وهي مركز كل شيء : بدأ المهرجان الشعبي يوم 13 ماي يوم استولى العسكريون على السلطة في الجزائر، وأعلنوا لجنة الخلاص العام وطالبوا بصعود ديغول للحكم. ابتداء من هذا التاريخ انتظم مهرجان وطني بالعاصمة الجزائرية لمساندة لجنة الخلاص الوطني، وقبل ذلك لوضع اللبنة الأولى للاستعمار الثقافي الجديد. كان اللقاء يتم بأهم ساحات المدينة: (ساحة الشهداء والأمير عبدالقادر حاليًا ) وكان جنرالات فرنسا في كل يوم يلقون الكلمات والخطب أمام التجمعات العامة، وفي كل يوم كان يزداد العدد ويزداد المرح واللهو ويندمج الجميع في ظل النشوة العارمة ويتحدون في الرقص والغناء والطرب، في الوقت الذي كانت الجبهة توحد نساء ورجالاً آخرين في ميدان المعركة حيث الدم والدموع. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ في ظل هذه النشوة قامت نساء جزائريات بالحركة المشهورة التي سموا على أثرها بنساء 13 ماي: لقد قمن بإحراق أحجبتهن أمام الجميع تعبيراً عن رفضهن للمجتمع الجزائري المسلم، واندماجهن في المجتمع الفرنسي الغربي. وروجت الصحافة الفرنسية الخبر، ونشرت صور النساء وهن يحرقن جلابيبهن ، وعلقت إحدى هذه الصحف (درنيار أور ) : (آخر ساعة ) على صورتين نشرتهما على نصف صفحتها الأولى يوم الاثنين 19 ماي 1958 "أمامكم وثيقتان نادرتان تنفرد (آخر ساعة ) بنشرهما"، "لقد نزعت أمس في المهرجان مجموعة من الشابات الجزائريات المسلمات أحجبتهن وأحرقنها، إنه عمل يؤكد رغبة المرأة المسلمة في التفتح على فرنسا، وبعد هذا العمل العظيم، هل يبقى في فرنسا من يرفض سياسة الإدماج؟ ستتجمع النساء الجزائريات اليوم، وستكون هذه التظاهرة الفريدة من نوعها حدثاً بارزاً في هذه الأيام التاريخية التي تعرفها الجزائر، إن وجوه النساء الشابات التي يمكن لقرائنا رؤيتها هي عنوان مستقبل الجزائر". ويحدث التجمع الذي تكلمت عنه الصحيفة بحضور سوستيل والجنرال سالان وتواصل الفتيات الجزائريات نفس العمل وسط دوي من الصياح هورا.. هورا.. برافو ! برافو ! ) . انتهى كلام الأستاذ محمد . ـــــــــــــــــــــــــــــ تعليق : يتبين لنا من النص السابق أمران : الأول : أن الاستعمار قد أوجد عملاء له من أبناء المسلمين ، يفخرون بالانتماء إلى بلاده ، ويجعلون من بلادهم الاسلامية مجرد تابع ذليل له . الثاني : أن حركة السفور تمت برعاية صليبية نصرانية ، وبمتابعة من الببغاوات الذين انخدعوا بشعارات الغرب الزائفة ؛ فانسلخوا من دينهم . ثم تبين لهم فيما بعد أنهم خسروا دينهم ودنياهم ؛ بسبب بلاهتهم وثقتهم فيمن قال الله عنهم ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) . يُتبع باذن الله....
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | ||||
|
![]() اقتباس:
بارك الله فيكم
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]()
الكتاب المذكور يوجد هنا:
https://search.4shared.com/q/1/%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9%D9%86%D8%A7%20%D8%A7%D9%8 4%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D8%B1 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | ||||
|
![]() اقتباس:
جزاكم الله خيرا
آخر تعديل بصمة قلم 2012-05-15 في 13:44.
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() (2) ســــوريا لقد كانت الحلقة الأولى من هذه السلسلة عن " الجزائر " أما هذه الحلقة فهي خاصة بالشام ( سوريا بالذات ) يتأكد من خلالها ما سبق أن بينته في مقال آخر من أن إجماع المسلمين ( العملي ) كان على ستر النساء وجوههن عن الأجانب ، وذلك قبل أن تقع معظم ديارهم بيد المستعمر الكافر الذي شجع السفور وروج له من خلال عملائه ؛ بدعوى التقدم والتطور الذي سيحققه أهل تلك البلاد إذا ما نزعت النساء حجابهن ! ولكن الواقع يؤكد أن المؤامرة على المرأة المسلمة قد تمت ، ولم يحصل بعدها لا تقدم ولاتطور ! إضافة إلى أن الدين والأخلاق لم يسلما لمن طاوع العدو. وواجب الأمة المسلمة اليوم بعد أن تكشفت لها الأمور ، أن لا تُلدغ من جحر واحد مرتين ، بل تأخذ بأسباب التقدم والتطور الدنيوي دون تفريط في عقيدتها وأخلاقها . وهذا أمر ميسور لمن أخلص النية وأصر على السير . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ يعد المؤرخ الشامي / عبدالعزيز العظمة - رحمه الله - ( 1856-1943) من المؤرخين المخضرمين الذين أدركوا بلادهم قبل الاستعمار الفرنسي وأثناءه ، حيث سجل في كتابه الشهير " مرآة الشام " التغيرات التي طرأت على المجتمع بسبب الاستعمار النصراني ، ومن تقييداته التي تهمنا : قوله ( ص 74 ) : ( كانت النساء عند خروجهن من دورهن يتأزرن بمآزر بيضاء تسدل إلى وجه القدم، وكنّ يسترن وجوههن ببراقع (مناديل) ملونة لا يرى من ورائها الناظر شيئاً، تعلوهنّ الحشمة والوقار، ولا يجرؤ أحد على الدنوّ منهن ولو كان من ذوي القربى، لأن تكلم الرجل مع المرأة في الأسواق كان يعدّ من المعايب ). ثم قال ( ص 75) مبينًا تدرج السفور في بلاده : ( ازدادت النسوة في التبرج حتى خلع بعضهن الحَبرة واستعاض عنها بالمعطف (بالطوسكاب) المختلف الألوان، ووضعن فوقه على رؤوسهن قطعة من النسيج الرقيق يسدلنها على وجوههن مقام البرقع، ووجودها وعدمه سواء، ثم أخذ البعض يتدرج حتى خلع الحبرة بالمرة، وبرزن إلى الأسواق سافرات بملابس الزينة وعلى رؤوسهن خمر رقيقة من الحرير يحاولن أن يسترن بها شعورهن –دون الغرة والجبين- وهيهات ذلك. والباعث على هذا أولاً: دعاية سرت إلينا من مصر والروم بدعوى أن التستر غير مشروع، وأن منشأه عادة انتقلت إلينا من الأعاجم فاعتصم بها الرجال وأكرهوا النساء على استعمالها ظلماً وجوراً !! ثانياً: انحطاط الأخلاق وتطور الآداب بصورة لم نكن نؤملها ولا من الأغيار فضلاً عن أنفسنا، نحن المأمورون بالحجاب، وإخفاء الزينة وعدم التبرج، فقد قال الله تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنَّ من جلابيبهنَّ) وقال أيضاً: (وإذا سألتموهنّ متاعاً فاسألوهنّ من وراء حجاب) وقال أيضاً: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنَّ ويحفظن فروجهنّ ولا يبدين زينتهنَّ إلا ما ظهر منها، وليضربن بخمرهنّ على جيوبهنّ ولا يبدين زينتهنّ إلا لبعولتهنَّ)، وقال أيضاً: (وقرن في بيوتكنَّ ولا تبرّجنَ تبرّج الجاهلية الأولى) إلى غير ذلك من الأوامر الإلهية المتحتم على المسلم اتباعها. وقد أصبحنا - والعياذ بالله - نرى كل قديم منبوذاً ولو كان نافعاً، وكل حديث مرغوباً ولو كان ضاراً ، بلا تروّ ولا تمييز ولا منطق ولا محاكمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وفي الأيام الأخيرة قام بعض الرجال وأخذوا يحثون المرأة ويحرّضونها على خلع الحجاب والتمتع بنعمة السفور التي يعدّونها من لوازم التمدن، ونهض غيرهم وأبرق وأرعد، ونادى بالويل والثبور داعياً إلى إعادة الحجاب إلى ما كان عليه، وما زالت حرب الأقلام قائمة بين الفريقين. ومن دواعي الأسف أن رؤساء حكومتنا هم من القسم الأول الذين يهيئون للمرأة أسباب السفور خلافاً لما كان يتصوره ويتأمله الناس ويتوهمونه من تمسكهم بأهداب الدين وتصلبهم فيه. ونحن من القائلين بالحجاب، وما زال –والحمد لله – السواد الأعظم من الأمة على هذا الرأي، وأخيراً نهض الشيخ هاشم الخطيب وأخذ يعظ الناس ويحث النسوة على التستر المشروع ويحبب إليهن الإزار الأبيض الذي كنّ يستعملنه فيما سبق، ويشبههن بطيور الجنة، وقد أقبلت عليه الكثيرات، وشرعن يتأزرن بالمآزر البيضاء ويضعن على وجوههن الخمر (المناديل) ورعاً وتقوى ) . انتهى كلامه رحمه الله . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وفيه فوائد : 1- أن حال المرأة الشامية كان على لزوم ستر الوجه عن الأجانب قبل الاستعمار الفرنسي ، وهو دليل على ماحكاه العلماء رحمهم الله من إجماع المسلمين ( العملي ) على هذا الأمر . 2- أن مرضى القلوب من دعاة السفور عندما يريدون إقناع الناس بفسادهم يلجأون إلى كذبة متكررة ؛ وهي زعمهم أن ستر الوجه عادة طارئة على بلادهم ! فإن كانوا في الشام قالوا هي عادة قادمة من بعض " الأعاجم " ! كما سبق . وإن كانوا في بلاد عربية غيرها قالوا هي عادة " سعودية " ! ، وإن كانوا في السعودية قالوا : هي عادة " نجدية " ! أو " وهابية " ! وهكذا .. المهم أنها عادة وليست شرعًا !! وتتغير هوية هذه العادة بحسب المكان المراد تغريب نسائه ! 3- أن طلائع دعاة السفور هم من الرجال - كما سبق - وليس من النساء ! بل تأتي النساء المغرر بهن تبعًا لمدعي نصرة قضايا المرأة . وهذا مما يؤكد أن القضية لاتستثير المرأة بالمقدار الذي تستثير به " بعض الرجال " ممن لهم إربة ومقاصد من هذه الدعوة ؛ لذا تجد حماسهم لها أكثر من حماس النساء أنفسهن ! 4- أن لا ييأس الدعاة والداعيات من حال النسوة اللواتي قد انجرفن مع هذه البدعة ، بل يصبروا ويواصلوا دعوتهن إلى العودة للفضيلة ؛ كما فعل الشيخ هاشم الخطيب - كما سبق - . وسيرون نتائج ذلك بإذن الله ؛ لأن النساء من طبعهن التأثر والإنابة إذا ما عوملن برفق ، وموعظة حسنة . وقد رأينا في هذه السنين - ولله الحمد - عودة كبيرة إلى الحجاب الشرعي في بلدان شتى ، بعد أن ذاق الجميع ألم البعد عن الله وعن شرعه . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ذكر نجم الدين الغزي في كتابه " الكواكب السائرة " حادثة إنكار أهل دمشق على من سمح لزوجته بالخروج كاشفة وجهها بدعوى أنها من " القواعد " ! ( انظر : المختار المصون ، للأستاذ محمد موسى شريف ، 2/812) . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ذكر الأستاذ أنور الجندي - رحمه الله - في كتابه " الفكر العربي المعاصر في معركة التغريب .." ( ص 625) نقلا مهمًا عن الكاتبة الأمريكية " روث فرانستس " نُشر في جريدة الأهرام ، بتاريخ ( 1938-2-27) بينت فيه أنه رغم الجهود المبذولة لتغريب المرأة السورية زمن الاستعمار الفرنسي ؛ إلا أن النتائج دون المأمول ! تقول : ( الحركة النسوية في سوريا أضعف منها في العراق ، مع أن عدد المتعلمات السوريات أكثر بكثير من المتعلمات العراقيات . والمرأة السورية تطورت في العشر سنوات الأخيرة ، ولكن تطورها كان مقصورًا على تنويع شكل النقاب لا القضاء عليه ) . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ذكر الأستاذ محب الدين الخطيب - رحمه الله - في مجلته " الفتح " ( السنة الأولى ، ع 64 ) خبر محاولة تسيير أول مظاهرة نسائية في سوريا عام 1927م زمن الاستعمار الفرنسي ! وقد نشر الأستاذ ظافر القاسمي صورًا لهذه المظاهرة في كتابه " مكتب عنبر " ( 113-117) . والمظاهرات النسائية وسيلة استعملها المستعمر الغربي في عدة دول إسلامية بتواطؤ من أذنابه لتحقيق أهداف التغريب الذي يتم من خلال " عقلية القطيع " دون أي اعتراض ! كما بينت في رسالتي " المشابهة بين قاسم أمين ودعاة تحرير المرأة " . والمؤلم أنه لا زال يمارس هذه الوسيلة ويُخطط لها من خلال سفاراته ! وسط رضى وتعاون من رجال ونساء الطابور الخامس ، الذين لا مانع عندهم من تسليم البلاد وثرواتها للمحتل في سبيل تحقيق شهواتهم الدنيئة . يُتبع باذن الله ....
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]() (3) تــــــونس كانت تونس كغيرها من بلاد العالم الإسلامي يلتزم نساؤها الحجاب الشرعي ، فيسترن وجوههن عن الأجانب ، إلى أن سقطت البلاد بيد الاستعمار الأجنبي الذي شجع دعوات السفور التي قادها تلاميذهم من المنافقين ومرضى القلوب . فكانت البداية أوائل 1924م عندما عقد الحزب الاشتراكي ندوة في المنبر الحر بالترقي ، ويومئذ اعتلت المنصة موظفة مسلمة سافرة ، هي منوبية الورتاني وخطبت في الجمهور مطالبة في جرأة بحقوق المرأة المسلمة، ملحة على ضرورة رفع الحجاب عنها.. وأحدث خطابها رجة في صفوف الحاضرين لا سيما أن تجرؤ امرأة مسلمة على الوقوف أمام الجمهور ومخاطبته سافرة للمطالبة بما لا يخطر على بال مسلم تونسي يومئذ كان بدعة " . ومما يُذكر هنا قصيدة الأستاذ عبدالرزاق كرباكة التي وجهها للمحاضِرة بعنوان (داعية رفع الحجاب) : أعقيلة الإسلام هـل يرضـيكِ *** هتكُ الحجاب ومسُ شرع نبيك؟ ماذا رأيـت أفي الـتبرج زبرج *** يا سوأة القـوم الألى ولـدوك ما أنجبوك لكي تكوني سُــبة *** للغير يشناهــم بها شانيك تالله داعية التهتـك لم تــرا *** عي الدين لم ترعي حمى أهليك ماذا يضرك ذا الحجاب وحرزه *** حتى انبريت تسفهــين ذويك أنا لا أرى إبقاء جهلك لا ولا *** أرضى بقانـــون به ساسوك بل إن رأيي أن تنالي تعلـــما *** وأصول تربـــية وإن صدوك لنرى مآثرك الزكية قد بــدت *** في عيش بعـلك واهتداء بنيك فلك من الفــكر السليم غريزة *** ولك من العزمات ما يــكفيك ولسوف ينبت فيك غرس العلم إن *** بذروه خير صـيانة وسلــوك إلى أن يقول : فتربعي في كسر بيتك واقنــعي *** بالعيش ضمــن صيانة تكسوك ودعي سلوكاً شائناً كيما تكـو *** ني قوة لحجابــــك المسموك يا ما أجلـك في مخافــيه ويـا *** ما أحصن الـخدر الذي يؤويـك ولك إذا شئت الهـــداية إسوة *** ببنـــات يثرب أو نسا اليرموك ثم حلت سنة 1929 فدخلت معركة الحجاب في طور جديد اصطبغ بالسياسة: ذلك أن امرأة تونسية مثقفة تدعى حبيبة المنشاري اعتلت سافرة منبر جمعية الترقي بالعاصمة ؛ فألقت مسامرة في جمع غفير من الرجال ومن الأوانس والعقائل التونسيات، وقد بسطت فيها حالة المرأة التونسية ونددت بالحجاب، ولثاني مرة في تونس جرؤت امرأة مسلمة على الوقوف أمام الجمهور ومخاطبته سافرة ؛ مما أحدث رجة في القاعة ، فصفق لها المعجبون وعبس المستنكرون، وكان الجمهور خليطاً من الفرنسيين والتونسيين ، وقد اعتلى عديد منهم المنصة، وتكلموا إما للترحيب بالمحاضرة السيدة حبيبة المنشاري وإبداء الإعجاب بآرائها ومهاجمة الآباء الجامدين المتزمتين ,كما عبر عن ذلك المحامي محمد نعمان والمسيو "لافيت" رئيس تحرير جريدة "البتي ماتان" والمسيو"دوريل" رئيس الجامعة الفرنسية للعملة بتونس والأستاذ في معهد كارنو.. " . وفي هذه الأمسية أخذ الكلمة بعد محاضرة المنشاري المحامي الحبيب بورقيبة - رئيس تونس الهالك فيما بعد - وقال : " إن الوقت لم يحن بعد لرفع الحجاب " ! لعلمه أن المجتمع المسلم لازال متماسكًا أمام دعاة التغريب . عدها بدأ دعاة التغريب بتواطؤ من الغرب المستعمر شن حملة ضد الحجاب وغيره من الأحكام الشرعية ، مع ترديد الزخارف التي ينخدع بها السذج ؛ كقول أحدهم - الهادي العبيدي - عام 1928م : " إن الأمة التونسية اليوم على باب تطور جديد ونهضة تؤذن بمستقبل زاهر، فواجب عليها أن تدخل البيوت من أبوابها وتأخذ بوسائل النهضة الحقيقية حتى تبلغ المراد من أقرب السبل فتقتصد الوقت ولا تتكلف من التضحيات والمشاق إلا قليلا.. " .. الخ زخارفه التي يشهد واقع تونس بعد 78سنة بكذبها !! ثم أصدر مُغرّب المرأة في تونس " الطاهر الحداد " - عام 1930م كتابه الشهير " امرأتنا في الشريعة والمجتمع " ،وقد دعا الحداد في كتابه إلى أمور كثيرة منكرة ، على رأسها مطالبته بنزع الحجاب وكشف الوجه - كخطوة أولى - . يقول في كتابه مشوهًا النقاب الذي كانت تلبسه التونسيات : ( ما أشبه ما تضع المرأة من النقاب على وجهها منعًا للفجور بما يوضع من الكمامة على فم الكلاب كي لا تعض المارين ) !!!! وقد تصدى علماء تونس والغيورون فيها للحداد وردوا عليه ، ومن تلك الردود : كتاب " سيف الحق على من لا يرى الحق " للشيخ عمر البري - رحمه الله - ، وكتاب " الحِداد على امرأة الحدّاد " للشيخ محمد الصالح بن مراد - رحمه الله - ، وغيرهم من العلماء والشعراء . ومن أقوالهم فيه : قال الشيخ ابن مراد : ( أجهدتَ قريحتك وأعملتَ فكرك في سبب وضعنا لنسائنا النقاب على وجوههن ؛ فأنتج لك ذاك ما قلتَه بصفحة 115 من أنا نضع النقاب على وجه المرأة منعاً لها من الفجور، وأن ذلك شبيه بما يوضع من الكمامة على فم الكلاب كي لا تعض المارين!! ذكاء مفرط وفهم عجيب! أتتصور أنا نعتقد في نسائنا الفجور، وأنهن يعضضن المارين؟ إن اعتقادك لذلك غاية البلاهة، وإن جوابك عن ذلك الاستنتاج العجيب هو ما سمعنا منك قوله في حق الأوربية، فوضع النقاب ليمنع عين الفجار من أن تنالهن وأبصار الفساق من أن تنظرهن، مع اعتقادنا فيهن غاية العفة والجلال ) . وقال أحد الشعراء فيه : حذار من التجديد واخش المكائدا *** فمن خالط الحدّاد نال الســوائدا فتى غره الشــيطان وابتز عقله *** فأصبح للدين الحنــيف معاندا يؤول آيات الكـــتاب بجهله *** على أنه قد جاء للـحق ذائدا! وينقض أحكام الشريعة إن أتت *** تخالف ما يهوى وأن كـان فاسدا وقال غيره في داعيات السفور : تعالت على سَنـــن العرب *** وباتت تئــن من الحجــب تود التـــــبرج مسـفرة *** لتخلــــص من ربقة النُقب بربكِ عذراء تـونس رفـــقا *** بأهـل البطــولة والحـسـب فلا تستزيدي لشقـــــوتهم *** مرارة هـــزء من الأجـــنبي وقال آخر : عيشي كجدتك البتول ببيتها *** وعن التبرج والهوى أنهــاك كوني "كعائشة" ولا تتقاعسي *** عن كل علم فيه نور هـداك تعليم أهل الشرق أنتج "زينبا" *** وكذاك "عائشة" إليها تحاكي لا تكشفي منك الحجاب فإنه *** صون به ترضين من ربــاك ربي البنين على الفضيلة والتقى *** واحييهم من سر لطـف حياك وقال الشاعر القصار : هل أنهن إذا رفــعن حــجابا *** يبلغن من نيل العلا أســــبابا كلا فهتك الستر شر مصــيبة *** يغدو بها صرح العفـــاف خرابا حسبوا التمدن في السفور وما دروا *** أن السفور يُنـــصر الأعـرابا ويُضل عن طرق الهداية مــؤمنا *** عرف الشريعة ســنة وكتـابا ماذا تنال البنت إن كشفت على الـ *** وجه المصــون وقصرت أثوابا وتبرجت وجها لوجه بالــــبغا *** ة الجاهــلين الصــون والآدابا؟ هذا يغازلها وذا يرمــــــي لها *** قولاً بذيــئاً جيــــئة وذهابا ثم بدأ نشر الجمعيات النسائية الموجهة من المستعمر ؛ لتؤدي دورها في اختراق المجتمع النسائي التونسي ، وتنشر فيه التغريب ، ومن ذلك : في سنة 1932 مأقامت إحدى الجمعيات تحت إشراف عقيلة المقيم العام (مونصرون ) وأميرتين من الأسرة المالكة ، إحداهما ابنة البشير صفر ، الوطني المعروف : حفلة بدار الخلصي بالعاصمة ، ودعت إليها عدداً كبيراً من الأوانس والسيدات التونسيات المسلمات واليهوديات والغربيات لجمع ما تجود به هممهن لمواساة منكوبي الإعصار .. - ثم جاء عهد الهالك " أبورقيبة " الذي - كما يقول الأستاذ أحمد خالد - : ( حقق في سنة 1956م بعد أن أصبح المسؤول الأول في الدولة ما كان يصبو إليه صاحب " امرأتنا في الشريعة والمجتمع " ) أي الحداد . وذلك بإصداره قانون الأحوال الشخصية ، ثم محاربته للحجاب أشد محاربة . وهو القائل : ( أثرت في نفسي مطالعة كتاب الطاهر الحداد ) ، والقائل : ( أول عمل قمت به بعد أن توليت مقاليد الحكم في البلاد هو إصدار مجلة الأحوال الشخصية ) ! قلتُ : لم يسلمك أسيادك الحكمَ إلا لأجل هذا ! والآن يعيش المجتمع التونسي نهاية حقبة فرض السفور والتبرج الطارئة عليه ، التي تبناها المنحرفون بدءًا من الحداد ثم بورقيبة إلى بن علي ، فيشهد عودة مباركة للحجاب الشرعي تتحدى أعداء الفضيلة ، انخلعت لها قلوب أعداء الله ، ينبغي على أهلها : الصبر والثبات على دينهم ، والاجتهاد في نشر الدعوة ، ومحاربة الفساد ، وتقديم البدائل الشرعية ، والبيئة - التعليمية والعملية - الإسلامية الصالحة التي تغني النساء المؤمنات عن ابتزاز أهل الفساد ؛ والتصدي الى بقايا دعاة السفور المنتشرين في البلاد الذين لازالوا يواصلون حربهم على النقاب ... يُتبع باذن الله ...
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]() (4) لبنــــــــــــــان هذه الحلقة من سلسلة " بدايات السفور" ستفاجئ كثيرين ؛ لأنها تتحدث عن نساء لبنان ! ونساءُ لبنان قد ارتبطن في أذهان كثير منا باللهو والطرب والغناء والرقص والبعد عن الأخلاق فضلا عن الدين .. لأن هذا ما استطاع الإعلام العربي ترسيخه في عقولنا عن أولئك النسوة . وأعلم أن في هذا ظلمًا وإجحافًا وبُعدًا عن الحقيقة التي يعلمها من زار تلك البلاد، وتجول في مدنها وقراها وضيعاتها .. ورأى محافظة أهلها - رجالا ونساء - على دينهم وأخلاقهم الطيبة ؛ ولكن القلة الشاذة في بيروت خاصة - ومعظمهم من النصارى - قد شوهت صورتهم بين الناس . ولهذا ينبغي على العقلاء من أهل تلك البلاد بذل الجهد لمحو الصورة الإعلامية المشوهة ، واستبدالها بصورة حقيقية حسنة ؛ ويكون ذلك بتأليف المؤلفات ، ونشر المقالات ، وتنفيذ البرامج عن الوجه الآخر للبنان المسلمة من خلال القنوات الإسلامية .. الخ نعم : إن ضغوط الدول الغربية النصرانية على هذا البلد المسلم كبيرة وضخمة ، منذ سلخه من الدولة العثمانية ، حيث تصدير إخوانهم النصارى فيه ، وتمليكهم البلاد باشتراط أن يكون الحاكم نصرانيًا مارونيًا ، ومحاربة مظاهر الإسلام فيه ، والسعي في تغريب المسلمين .. الخ جهودهم . ومع هذا كله لابد من مواجهة هذا الكيد بنشر الدعوة الصحيحة ، وتوعية المسلمين هناك بدينهم وأخلاقهم ، والتأليف بينهم ؛ حتى يعود لبنان كما كان بلدًا إسلاميًا محافظًا . أما عن حال المرأة في لبنان إلى وقت قريب قبل أن يغزوها التغريب في عهد الاستعمار الغربي ، فقد تعجب إذا أخبرتك بأن المسلمة هناك كانت تستر وجهها بالنقاب ! و سيزداد عجبك إذا علمت أن المرأة اللبنانية النصرانية كانت مثلها تستر وجهها بالنقاب ! يقول الدكتور النصراني فيليب حِتي في كتابه " تاريخ لبنان " ( ص 516 – 5518 ) متحدثًا عن أحوال بيروت : ( أثناء السنوات العشر التي احتل فيها المصريون سورية تغلغل النفوذ الغربي إلى داخل البلاد ، وأصبحت بيروت الميناء الرئيس ، وهو وضع احتفظت به إلى يومنا هذا .. – إلى أن يقول في وصفها – لم يكن مألوفًا أن يُرى الرجل متأبطًا ساعد امرأة خارج البيت ، وقلّ أن يرى المرء في شوارع بيروت رجالا أوربيين يرتدون ملابسهم الغربية . وإذا تجرأت امرأة غربية - زوجة قنصل أو تاجر – أن تنتقل خلسة من بيت إلى بيت فإن ذلك كان أمرًا يسترعي انتباه الناس ) . إلى أن يقول : ( لم تكن هنالك مدينة لبنانية أخرى تستطيع أن تنافس بيروت . فطرابلس كانت بلدة صغيرة سكانها سبعة آلاف نسمة ، وكانت صيدا فقدت عظمتها ورونقها ، أما صور فقد كانت تغط في سبات العصور المتوسطة . وفي جميع هذه المدن كانت المرأة النصرانية تغطي وجهها بحجاب كما تفعل المرأة المسلمة ) . انتهى كلامه . أما عن المرأة المسلمة هناك ؛ فيقول الشيخ محمد رشيد رضا ( اللبناني الأصل ) متحدثًا عن زيارته للبنان وأحوالها في زمنه القريب : ( كانت المسلمات في بيروت أشد محافظة على التقاليد القومية من أمثالهن في سائر المدن السورية، فلم تؤثر فيهن عوامل التفرنج الذي غلب على نساء النصارى لا النافع الصالح منها ولا الضار المفسد ولا عوامل التترك الذي سرى إلى مسلمات دمشق ، فكن أشد مسلمات سورية جمودًا وكان رجالهن راضين بذلك ، ثم رغبوا في تعليم البنات فأنشأوا لهن مدارس ابتدائية ، وأنشأت الحكومة العثمانية مدرسة للبنات في بيروت كان جميع تلميذاتها من المسلمات ؛ لأن النصارى لا يرغبون إلا في مدارس الإفرنج . ثم وجد في بعض شبان المسلمين الذين تعلموا في المدارس الأوربية والأمريكية وأثر فيهم التفرنج ميل إلى فرنجة النساء ، كان الرأي الاسلامي العام يقاومهم فيه وما زال صديقنا الأستاذ الشيخ مصطفى نجا مفتي بيروت زعيم هؤلاء المقاومين على عنايته بتعليم البنات وإشرافه عليه في عدة مدارس ) . ثم تحدث عن تجربة" عزمي بك " والي بيروت ، و " أحمد مختار بك بيهم "في إنشاء الجمعيات النسائية الإسلامية – إلى أن قال - : ( أنشأ الزعيمان ناديا للنساء في سنة 1335 (1971م ) وألفا له جمعية من كرائم المتعلمات منهن باسم " جمعية الأمور الخيرية للفتيات المسلمات " ثم أسس هؤلاء الكرائم مدرسة لتعليم البنات ، وكان النادي يعقد اجتماعات نسائية يحضرها النساء والمستحسنون لهذا العمل من الأدباء والأطباء ويلقون فيها الخطب والدروس التي اصطلح كتاب العصر على تسميتها بالمحاضرات ، ويسمعون من أعضاء النادي الكرائم ما يلقينه فيه ويتحدثون معهن في المسائل الأدبية والاقتصادية والصحية وتدبير المنزل والتربية ، وإنما يكن مع الرجال سادلات على وجوههن النقاب الإسلامبولي الأسود ، لا سافرات ) ، ثم ذكر موجز محاضرته التي ألقاها في الجمعيةالسابقة . ( انظر : رحلات محمد رشيد رضا ؛ للدكتور يوسف ايبش ، ص 244 - 247 ) . متى بدأ تغريب المرأة اللبنانية ؟! يقول الأستاذ أنور الجندي – رحمه الله – في كتابه " الفكر العربي المعاصر في معركة التغريب والتبعية الثقافية "( ص 621 – 622 ) : ( وفي لبنان ارتفعت صيحة الدعوة إلى تحرير المرأة المسلمة باسم الآنسة " نظيرة زين الدين " عام 1929في كتاب ضخم بلغ 420 صفحة من القطع الكبير اسمه " السفور والحجاب " اعتمد على الدعوة العاطفية واستغلال الآيات القرآنية والأحاديث فيما ذهب إليه من حرية السفور ). وقد هاجم الشيخ مصطفى الغلاييني هدف كتاب نظيرةزين الدين وقال : ( إن هذا الكتاب قد اجتمع على تأليفه عدد كبير من اللادينيين والمسيحيين والمبشرين ، وإن الآنسة وأباها الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف في الجمهورية اللبنانية كانا إما مخدوعين أو شريكين لهؤلاء الدساسين ، وانه كشف النقاب عن غايات مؤلفي الكتاب وغيرهم ممن يسعون لإفساد المسلمين والقضاء على عقائدهم وأخلاقهم بالقضاء على المرأة المسلمة) . وقال :(إن هذه هي الوسيلة التي وصل إليها أخيرًا المبشرون بعد أن عجزوا عن الطعن في الإسلام ؛ وهي استخدام بعض أهله ، وقال : إنه في عام 1928 كثر اللغط والحديث حول مسألة المرأة في مصر وسوريا وفلسطين ولبنان والعراق في آن واحد ، ثم ظهر كتاب " السفور والحجاب " المكتوب بأقلام أذناب هؤلاء المبشرين الذين نعرف أسماءهم كلهم ونعرف أكثر أشخاصهم ، وقال : إن مؤلفوا الكتاب قصدوا إلى الطعن في الإسلام في صور من الأساليب خلابة مموهة بالباطل من القول والزخرف من الكلام .. ).انتهى . قلتُ : كتاب الشيخ الغلاييني الذي هاجم فيه كتاب نظيرة عنوانه " نظرات في كتاب السفور والحجاب المنسوب إلى الآنسة نظيرة زين الدين "، ألفه في نفس العام الذي صدر فيه كتاب نظيرة ، مشككا في أن يكون الكتاب من تأليفها ؛ لأنه يعلم حقيقته ! يقول الشيخ في مقدمة كتابه ( ص 5 ) : ( أهدت إليّ الآنسة نظيرة زين الدين كتابها " السفور والحجاب " وأصحبته بكتاب ترغب إليّ فيه أن أنظر في كتابها ، وأبدي رأيي فيما تضمنه من الأفكار والآراء . وما كنتُ جاهلا أمر هذا الكتاب ، ولا من كان يكتب فصوله ، ويُصحح أمثلته في المطبعة . فقد كنتُ أعلم أنه اجتمع على تأليفه المسلم السني ، والمسلم الشيعي ، والنصراني ، واللاديني ) . ثم أخذ يرد عليها فصلا فصلا .. قائلا في فصل " النقاب " ( ص 53 ) : ( قد اعتاد نساؤنا النقاب الذي يدفع عنهن نظرات السوء ومقالة الفاسقين ، فأي شأنٍ لكِ فيهن وهن لا يرضين ما تدعيهن إليه ؟! ) . قلتُ : وقد أعادت إحدى دور النشر العلمانية في لبنان طباعة كتاب " السفور والحجاب " لنظيرة ، عام 1998، بمراجعة وتقديم من الدكتورة المتحررة بثينة شعبان - هداها الله - . فحريٌ بدعاة الفضيلة إعادة طباعة كتاب الشيخ الغلاييني ، الذي لم يُطبع - حسب علمي - منذ طبعته الأولى . ختامًا : لمعرفة تطور حركة تغريب المرأة في لبنان ؛ طالع كتاب " أضواء على الحركة النسائية المعاصرة " لروز غريب ، ( ص 346 - 353 ) . يُتبع باذن الله....
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() الله المستعان لم اكن اعلم بهذه الاحداث...................................هذه فرنسا يامن يدعي انها لم تستدمرنا بل قالو استعمرتنا كاننا كنا خاوين من الحظارة وجائو لنا بحظارة ...................يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | ||||
|
![]() اقتباس:
نعم جاؤوا لنا بحضارة العُري والتخلف ولم يغرسوا فينا الاّ كل شيء سيء وذميم وللأسف وجدوا من بني جلدتنا من سهّل لهم الأمر ... الله المستعان و بارك الله فيكم أخي الفاضل على التعقيب |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() بارك الله فيكم على الموضوع ، هناك كتاب جيد للشيخ بكر رحمه الله عنوانه حراسة الفضيلة |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 | ||||
|
![]() اقتباس:
وفيكم بارك الله
وجزاكم الله خيراعلى المعلومة القيمة |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||
|
![]() عن أبي سعيد رضي الله عنه |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 15 | ||||
|
![]() اقتباس:
{ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى } بارك الله فيكم |
||||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
السفور, بحاجة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc