قالت الدكتورة والباحثة الجزائرية أسماء بن قادة والزوجة السابقة للشيخ يوسف القرضاوي رئيس المجلس الإسلامي العالمي؛ أنها لا تعترف بالفتاوى الفردية التي يصدرها الأشخاص، خاصة في صلب الأحداث الساخنة التي قد تتولد عنها الفتن والمشاحنات، لأن النفس البشرية أغلى ما في الوجود ومن قتل نفسا بغير حق كأنما قتل الناس جميعا، ومن هناك كان ينبغي توخي الدقة في أي خطاب ديني موجه لمجريات الأحداث الراهنة.
وأضافت أسماء بن قادة في الندوة التي نشطتها أمس على مستوى مركز البحوث الإستراتيجية والأمنية، تحت عنوان ''قراءة استراتيجية للتحولات السياسية العربية الراهنة''، أنّه لا بد من دراسة سياسية معمّقة حول وصول الإسلاميين إلى الحكم، ومعرفة الحليف الإسراتيجي لهذه الأحزاب سواء ما تعلق بالجوانب المعيشية الداخلية أو السياسات الخارجية، والعمل على بلورتها لضمان نجاح هذا الحراك الشعبوي حول الدول العربية.
وأشارت إلى أنّ وصول الإسلاميين للحكم بكل من تونس والمغرب إلى جانب مصر، راجع إلى أحد الأمور الأساسية، سواء تعلق الأمر بالفقر، الجهل أو فشل الأنظمة السابقة في تحقيق طموحات الشعوب، مشيرة إلى أنّ السياسات التي تتبعها الأحزاب السياسية حاليا أو المسميات التي تطلق عليها، توحي بأنّ الأغلبية التي تفوز بها هذه الأحزاب ليست أغلبية شعبية وإنما أغلبية شعبوية.
وأكدت أنّ هذه الأغلبية سرعان ما تدرك بأن الصبغة الأديولوجية التي طليت بها واجهات هذه الأحزاب قد انقشعت بعد وصولها إلى الحكم، الأمر الذي يفسر ضعف هذه الأحزاب في تسيير أمورها، إلى جانب تغني البعض منها بتسميات الإسلام المعتدل والإسلام المتطرف، فهذه الأسماء ناتجة عن عدم صدق ما تدعو إليه هذه الأحزاب لأن الإسلام في الواقع واحد ولا يختلف بتعدد المسميات، ولكن ما يحدث أن بعض الأحزاب تعاني من قصور معرفي.
وقالت الدكتورة أسماء بن قادة؛ أن ما يحدث حاليا في الدول العربية هو حراك ناتج عن الأوضاع الإجتماعية التي عايشتها هذه الشعوب، إلى جانب السياسة الخارجية ''التويترية أو الفايسبوكية'' الأمريكية، والتي نجحت من خلالها في تحريك شعوب العالم لما يخدم مصالحها، وهو ما يفسر الخطاب الذي تنتهجه حاليا الأحزاب الإسلامية التي وصلت إلى الحكم، وهو النقيض تماما لما كانت هذه الأخيرة تنتهجه قبل إمساكها بزمام السلطة. وفي ذات السياق؛ تضاربت آراء الأساتذة الجامعيين والباحثين حول مفهوم الأحداث العربية الراهنة والتحولات السياسية التي شهدتها المنطقة في ظرف وجيز، إلاّ أنّها التقت جميعها حول دور القرضاوي في الخراب الذي لحق بالعرب، من خلال الفتاوى السياسية التي يطلقها على المقاس، وخاصة فتوى الإغتيال السياسي الذي نفذ ضد العقيد الليبي معمر القذافي، وآخر الفتاوى الغريبة التي جاءت على لسانه في خطبة الجمعة الماضية، بجواز التدخل الأجنبي في الأراضي السورية.