ينظر الغرب بعين حذرة جدا الى التطورات في منطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا ، و التي كانت مفاجئة حتى لأعتى الاستخبارات في العالم و للخبراء و مراكز دراسات لأقوى دولة في التاريخ ألا و هي الولايات المتحدة الامريكية و من ورائها حلفائها من الدول الغربية التي تعتبر منطقة الشرق الاوسط الحديقة الخلفية لها و المختبر السياسي لافكارها الرامية الى تهديم و افشال اي خطط و افكار ترمي الى النهوظ بالعالم الاسلامي و رفع غبار التخلف عنه و بالتالي استعادة ماضيه الريادي و ذلك عن طريق تقسيم الدول العربية (مخطط سايكس-بيكو) او عن طريق غرس الكيان الصهيوني في قلب العالم الاسلامي ، بحيث يفصل بين المسلمين في الشرق و المسلمين في الغرب و بالتالي يمنع اي تواصل جغرافي بين هذين القسمين، و لا شك ان الحفاظ على هذا الوضع يتطلب تأمين ذلك الكيان السرطاني و الذي تم حقيقة عن طريق الانظمة العميلة التي كان يديرها الغرب كالدمى و حققت له ما لم يستطع تحقيقه عن طريق الاستعمار العسكري المباشر ، و ما يهمنا الان هو معرفة الخدمة الجليلة التي قدمتها هته الانظمة المتهالكة للغرب و لاسرائيل خاصة و التي يدعي البعض ان سقوط هذه الانظمة هي بسبب مؤامرة اليهود ، و أن هته الثورات هي في خدمة العدو الاول للأمة ، في الحين ان العكس هو الذي يصح ،فالانظمة العربية الساقطة و التي في طيرقها السقوط جلبت للعرب عامة و للمسلمين خاصة العار و الهزيمة و الخسران المبين في 4 حروب خاضوها ضد اسرئيل ففي الاولى انهزم 150 الف جندي عربي امام 45 من المرتزقة و القتلة اليهود و في الثانية سنة 1967 حيث قام الكيان الغاصب بحرب في ظرف 5 ايام ضد 5 دول عربية احتل بموجبها سيناء و الضفة الغربية و جنوب لبنان كما زحف و سيطر على اعالي الجولان الذي كان الجبهة الأهدأ في تاريخ اسرائيل ، كذلك في حرب 1973 و جنوب لبنان 1982 و الوقت يطول في سرد انتكاسات و تنازلات الانظمة المهترئة ، هذا فيما يخص اسرائيل اما فيما يخص التنمية و التعليم و الصحة فتقارير الامم المتحدة تضع الدول العربية دائما في ادنى المراتب سنويا ، مما حدى بالغرب ان ينام مرتاحا في ظل ما تؤديه هذه الدمى من اعمال جليلة دون اي تكلفة او تدخل مباشر منه ، غير ان هذه الغفلة جعلته يستيقظ مفزوعا مدهوشا امام الزلزال و التسونامي الكبير الذي ظرب اعماق انظمة ظلت الى وقت تقريب الاكثر تجذرا و تسلطا ، مما حدى به الى العمل جاهدا من اجل ان لا تسيطر الامور من بين يديه عن طريق العمل من اجل ان لا يفلت من بين يديه الحبل ، و هو سيبكي دما و خاصة برنار ليفي و غيره من المفكرين الغربيين فهم لن يجدو نظاما عربيا في المستقبل يقوم بتصدير الغاز الى اسرائيل و بناء جد ار فولاذي فالحديث الان في مصر مثلا اتجه الى مراجعة معاهدة كامب ديفيد و حتى الخروج منها ، كما ان جبهة الجولان الاهدأ تاريخيا لن تكون كذلك بعد بشار المستأسد على شعبه ، و حتى ليبيا بعد ان كان يعبث بها المجنون بخزعبلاته ، تقول انها ستتخذ من الاسلام مصدرا رئيسيا للتشريع و انها تخصص 500 مليار دولار لبناء ادولة بعد ان كانت مزرعة لعائلة قامت بمنع الشعب الفقير من امواله وضعتها في البنوك الغربية ليستغلها اعداء العرب في بناء قوتهم و اقتصادهم ، فهاهو زمن العبث قد ولى، و الاموال المنهوبة يمينا و شمالا من ادغال افريقيا الى انجلترا ، تصبح في ايدي امينة و ليس في ايدي مراهقي و ابناء القذافي ، اما تونس الحرة فهي فخر الامة و هي بعد زمن عهر و فجور بن علي تعود الى اصولها الاسلامية العربية .