إن إجراء الانتخابات بالطريقة البن بوزيدية المبتكرة يدل على تحيز الوزارة إلى طرف معين هو الطرف المنادي بالتسيير المركزي لأموال الخدمات. وهو يعني أن الحكومة قد عرفت أن موازين القوى لم تعد في صالح ليجيتيا وآن لها أن تبحث عن حصان آخر لترويضه والعمل معه كما كانت تفعل مع ليجيتيا. طبعا ولن يكون ذلك لصالح عمال التربية طبعا. لأنه ثبت بالقطع أن الحكومة وعمال التربية خطان متوازيان .
ذلك أن وضع خيارين غير متكافئين أمام العامل ليس أمرا بريئا . فكيف للأستاذ أن يختار بين طريقة تسيير من جهة وبين قائمة من الأكيد أنها ستضم أحد زملائه في المؤسسة. مما سيجعل المنتخب أمام ضغوط تفقد لهذه الانتخابات مصداقيتها. وكان من المنطقي أن يختار المنتخب بين طريقتين للتسيير دون ضغوط اجتماعية أو مهنية.
والسؤال المطروح :هل اختيار هذهع الطريقة كان بريئا؟ أكيد لا. فالوزارة ترغب الآن في حصول النقابتين المستقلتين على الخدمات مما سيروضها بعد أن ترى مغانم التقرب من الوزارة ومنافع اللجان الوطنية بأموالها الكبيرة التي تسعى جاهدة لئلا تتفتت حتى تحافظ على ذوقها الرفيع. وجاذبيتها الرائعة.
لذا على المربين اتخاذ الحذر والحيطة والسعي إلى تغليب مصلحة العامة على مجرد نزوات وضغوطات آنية . فالتغيير يجب أن لا يكون مجتزء . يجب أن يشمل كل شيء بما في ذلك طريقة التسيير . أما أصحاب مصطلح الفتات فغيرتهم ليست على التفتيت بل يرغبون في الاتيلاء على الجمل بما حمل. أما سعي ليجيتيا رغم ماضيها التعيس لطريقة الانجاز المحلي فهذا لا يجب أن يكون مثبطا. لأن الحق لا يغمطه انحياز الفجار إليه.