يكاد يجمع الناس على أن الحياة تعب كلها ، وأنها شقاء فى اثر بلاء ، والام فى اعقاب أحزان ، وأن الرحمة ماتت فـى القلوب ، وان المودة تلاشت ، ولم يعد للتعاطف أثر ، وان النفاق قد تكاثر ونما حتى لم يعد لانسان طيب خير مجال فيها ..
هـذا ما يزعمه المتشائمون ، وقـد يكـون فيه شيء مـن الواقع ولكنه ليس الواقع كله ، واخلق بهـم أن يمض الواحد منهم الى مكان هادىء ، ويسأل نفسه :
هل ينظر الــى معارفه ومـن يحيطون بـه بعين الرضا ؟
هل يحاول أن يكشف عن الجوانب الطيبة فى نفوسهم ؟
هل يقــدر كـل التقدير ما يبـذلونه مــن مــودة وعطـف ؟
هل هو راضى عن عمله الذى يرتزق منه ، ويحاول أن يكتسب فيه الخبرة ليتقدم ؟
هل هو يؤدى واجباته العائلية والاجتماعية بضمير مستريح ؟
فاذا كانت أجابة الانسان على هذه كلها بالنفى ،واغلب الظن أن معظم اجابات المتشائمين ستكون بالنفى ، فأن عليه أن يبدأ حياته فورا من جديد ، وأن يعمل على تنمية الحب فى قلبه ، وأن يلتمس فى كل أنسان ، وفى كل شيء ، بغض الجوانب الطيبة الجديـرة بالاعجاب والتقديـر ، وبهذا تتبدل الحياة فى نظره ، فـاذا خريفها ربيـع ، واذا عــدو الامس هـــو صديــق اليــوم .
كـــــن مـرحا فيشــع ضــوؤك علـى مــن حــولك وفـكـر فـى غيـرك وعامـل الغيـر كمـا تـحـب ان يعاملــــــــوك