أقــمْ عليهِــم مأتمـاً . . و عــويـلا ! !

[صبرينة 2023]

السّــلامُ عليكُــم ورحمةُ اللــهِ وبركَاتُه



عَلى نفسِ الوتِيرَة

كُـلّ يومٍ أمشِي و أصّدقُ على قولِ الشّاعِر

وإذا أٌصِيبَ القومُ فِي أخلاقِهِمْ . . فأقِمْ عليهِمْ مأتماً وعوِيلا

بين ممرّاتِ الجامعَة وقاعاتِها أمنعُ نفسِي أن أتخيّل أن هذا المُجتمعْ هُن أمّهاتُ المُستقبلْ .. مُنشِئاتُ جِيلِ الغَدْ !

تدخُل أختنا في الله القاعة متأخرّة - فِي حضُورِ المعلمة الهنّدية - لا سلام لا كلامْ

كنتُ قد عجبتُ وجهها " الباهت = الخالي من المكياج " و عزيتُ الأمر في نفسِي بافتراض انّها كانت على عجلَة

ثُم أعاودُ الالتفات إليها بعد سماعِي للمعلمة تقُول لها قومِي بما تفعلينه في الحمّام !! لأرى أن أختنا في الله أخرجت العُدّة

لتضع كامل زينتها بكل جُرءة أمام المعلمة و كأنها لا تسمعُ ما تقُولْ

جاءت إليى المُعلمة وعلى وجهها أماراتُ الصّدمة تسألُنِي : ألم تتعلمُو كيف تحترمون من هم أكبرُ منكم سناً ؟ !

احترتُ بم أجيبُها ! ماذا عساي أقُول ؟ و ماذا أفسّر ؟ !

~


نعلمُ جميعنا أنّ قاعة الشّاشات تُظهرُ الدُكتور لنا ولا تُظهرنا له !

ولكنه كان أميناً كفايةً أن يُعلمنا أنُه وأثناء فتح الباب و تحت الإضاءة يستطيع أن يلمح الواقفاتْ خلف الباب أو بقربه

لتأتِي ثُلة من الفتياتْ يقفن عند الباب ويصنعن بعض الحَركاتْ بأيديهم ويُطلقن ضحكاتٍ مُقززة لأرى علامات الاشمئزاز

واضحةً على وجههِ , ويكفِي تلك الاستهزاءات التِي يقُلنها بصوتٍ مسموع فيما يخصّه . .

شكُراً لك دُكتُور , لأنّك دكتور ثقافة إسلامية تحتسبُ أجر صبرك علينا عند الله ..

~


حسناً .. قد تكُون " الميانة طايحة " كما نقُولها بالعاميّة بين الصّديقات المُقرّبات فلا تتحفظ بنتٌ أن تمزح مع أختٍ لها

لكن أن تسمع أفظع العبارات و أشدّها انحطاطيّة وسُوقيّة في مُجتمعٍ بناتِي وكأنّها شُربةُ ماءْ . . وليس هذا فقـــــط ! !

بل حين لا تكُون هناك ردّة فعل مُناسبة الا ان تتسع عيناك مُنكراً للوضع , فيأتِي إنكارُهنّ على إنكارِكْ عليهِــن ْ وكأنّك

صاحبُ الجرِيمَة هُنا . . !


~


أن أجلس في باصٍ ليس باصِي , إنما هُو وضعُ مُؤقت لظرفٍ طارئ أصاب الباص الذي يُقلنِي . بناتٌ لا أعرفُهّن ,

ولستُ مُستعدّة أن أتداخّل معهُن بسرعة البرق بلا داعٍ , و لأنّهُ قد قِيلْ " يا غريب كُن أدِيبْ " آثرتُ صمتاً على كُلّ

الكلام السفيه الذِي تتبادلُه الفتيات فيما بينهُن أو مع السّائقْ ! ! !

أعربتُ عن قلقِي في كيفية وصفِ منزلي للسائق حيث أننّي أجهلُ الطرّيق إليه , ليأتيني وبكُل جُرأة نعتُ بأني " أخسًّ النساء ! "

احترتُ جدّاً كيف عليّ أن أبدِي رداً على هذهِ الكلمة والتي صدرت من فتاةٍ أراها لأول مرة في حياتِي . .

~


ولأن صوت الفتاة جمالهُ بخفوتهِ حديثاً وضحكِاً - بالحدّ المعقُول -

لا بُد أن تسمع صدى الضحكات من الطابق الأرضِي لفتاةٍ هديرُ صوتها يهبطُ من الطابق الثالثْ , وتعجبُ حين ترى ان الفتاة

تبدُو بلا صوتٍ ان سُئلت سُؤالاً في قلب المحاضرة !




قد أتغاضَى عن هذهِ المظاهر إن كانت تُواجهُ لمرّة أو مرتينْ , أو بنسبة ضئيلة في المُجتمعْ

لكن للأسف أكثر من النصف في المُجتمع الذي أراه لحظياً أو أعاشرهُ يوميّاً .. أفراد شبه عديمي الأخلاقْ !

و شُكراً جزيلاً .. لأن هذا المجتمع شبه عديم الأخلاق - إلا من رحم ربي - هُن فتياتْ

حيثُ يُفترض أن أجِد الرقي في الأخلاق والتعامُل و قمة الأدب في التصرفاتْ ~

~

غيرُ مناظر الشذوذ و العُري و القصص التي يشيبُ لها الرأس

فإلى متى ؟ !

سُؤالٌ أوجههُ وأنا أود لو أهربُ من هذا كُله . . ولكن يتبعهُ سُؤال .. إلى أين أهرُب ؟ !

في زمنٍ ينُكرُ فيهِ إنكارُ المُنكرْ


هي فضفضة .. لا أكثر !

لا تنسوا ذكر الله , والصّلاة على الحبيب


منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووول اتمنى التفاعل