هل تعتبر الفلسفة ضرورة انسانية ملحة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2025 > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2025 - لشعب آداب و فلسفة، و اللغات الأجنبية > قسم الفلسفة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هل تعتبر الفلسفة ضرورة انسانية ملحة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-12-07, 22:56   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
khaledbeddiaf
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية khaledbeddiaf
 

 

 
إحصائية العضو










New1 هل تعتبر الفلسفة ضرورة انسانية ملحة

هل تعتبر المعرفة الفلسفية حاجة إنسانية دائمة ، أم أنها تأمل لا جدوى منه؟

الطريقة الجدلية :
المـــقدمــة :
منذ وجود الإنسان على سطح البسيطة ، راح يفكر ويتسأ ل عن حقيقة الوجود المحيط به ، وعن حقيقة هذا العالم المليء بالأسرار، فبدأ في استخدام عقله لفهم هذا العالم ، أي أنه بدأ يتفلسف ، ومن ثمة كانت الفلسفة تأمل حول الحياة ككل ، غير أن الفلسفة كانت لزمن طويل مدارا للنقاش والجدل حول قيمتها و أهميتها ، فهي تثير في أذهان الناس الكثير من المعاني المتضاربة ، حيث يشكك البعض في فائدتها وضرورتها ويعتبرها تأملا لا جدوى منه ، في حين هناك من يرى بأنها ضرورة إنسانية ملحة ، وأمام هذا الخلاف نجد أنفسنا مجبرين على التساؤل :هل الفلسفة ضرورة إنسانية ، أم أنها مجرد تأمل عقيم ومضيعة للوقت ؟.
الـــــعرضــــــ:
الموقف الأول:
يرى الكثير من المفكرين والعلماء وحتى الناس العاديين أن الفلسفة لا قيمة لها ، فهي مجرد تأملات لا تمُت بصلة إلى الواقع ، ومن ثمة وجب تعويضها بالعلم ، وقد برر هؤلاء موقفهم بالكثير من الحجج أهمها : أن الفلسفة لا تنتهي إلى نتائج قطعية تفرض نفسها عن الجميع كما هو الأمر في العلم ، فمسائلها دائما تثير خلافات بين المفكرين ، كما أن الفلسفة تعمل على إثارة المشكلات ولا تحلها ، وهي تأمل في أشياء بعيدة عن الواقع اليومي المعاش للإنسان ، والفلسفة مادة لا يمكن اكتسابها والإحاطة بها كما تكتسب الرياضيات والفلك ، كما أن الفلسفة ساكنة ولا تعرف التقدم فكل فيلسوف يأتي يبدأ من منطلقات جديدة ، بخلاف المعرفة العلمية التي هي معرفة تراكمية ،اللاحق فيها يأخذ من عند السابق ، كما أن الفلسفة تشكك الإنسان في الكثير من معتقداته وأرائه ، ويمثل هذا الموقف الرافض للفلسفة الكثير من المفكرين على غرار أبو حامد الغزالي في كتابه تهافت الفلاسفة ، و الكثير من الفقهاء على غرار ابن تيمية ، والفلاسفة المحدثين على غرار أوجست كونت ، كارناب وغيرهم.
نقد الموقف الأول: ولكن لما هذا التهجم على الفلسفة أليس التفلسف سلوك طبيعي في الإنسان؟ ، فالإنسان مفطور على حب التساؤل ، ومعرفة حقائق الأشياء ، بل إن رفض التفلسف هو في الحقيقة تفلسف لأنك تحتاج إلى الفلسفة لرفض الفلسفة كما أكد المعلم الأول أرسطو.

الموقف الثاني :
وفي مقابل الرأي السالف قام رأي أخر يذود عن الفلسفة ويدافع عنها وينصفها ويعتقد بأن لها أهمية كبيرة في حياة الإنسان فهي ضرورة إنسانية ملحة ، وقد برهنوا على هذا الموقف بأن الفلسفة مرادفة للحكمة والحكمة ضالة الإنسان ، فالفلسفة هي الشجرة التي خرجت منها كل العلوم ، فهي تأمل حول الحياة والكون باستخدام ما كرمنا به الخالق من عقل ، ومن ثمة فالفلسفة جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان لأنه يتفلسف كما يتنفس كما يقول مييرسن ، والفلسفة لا تكمن أهميتها في الإجابات التي تقدمها بل في الأسئلة التي تطرحها فهي ليست علم وترفض أن تكون كذلك، لذلك يقول برتراند راسل : << قيمة الفلسفة لا تكمن في الحلول النهائية التي يقدمها الفيلسوف للمشاكل الذي تعترضه بل في تأمله لهذه المشاكل>> ، ومن بين فوائد الفلسفة أيضا أنها تنمي فينا روح النقد ، والشك ، وتبعدنا عن التصديق المتسرع والساذج ، كما أنها تعلمنا شيء من التواضع العقلي الذي يقوم على فكرة أن كل رأي يحتمل الخطأ ، ومن ثمة تعلمنا احترام الأخر والآراء المخالفة لنا ، ونبذ كل تعصب ، ولعل تاريخ الفلسفة المشرق يبين هذه الأهمية ، فبفضل الفلسفة تمكن المجتمع اليوناني من محاربة كل أشكال الأساطير والخرفات التي كانت تطبع حياة اليونان ، والفلسفة ساهمت في ترسيخ الإيمان عند المسلمين من خلال تأكيد فلاسفة الإسلام على أن الوحي يوافق العقل ، وفي العصر الحديث ساهمت أفكار فلاسفة عصر النهضة وعصر التنوير روسو ، وهوبز ، وديدروا ،وفولتير ، ومونتيسكيو في انتشال المجتمع الأوربي من براثن العصور الوسطى وما تميزت به من ظلامية وتخلف وتسلط من طرف رجال الكنيسة ، والملوك ، أما في عصرنا الراهن فقد ساهمت الفلسفة البراغماتية مع أقطابها جون ديوي ، ووليام جيمس في التطور الكبير الذي يعرفه المجتمع الأمريكي في كل الميادين.
نقد الموقف الثاني: ولكن لو كان للفلسفة كل هذه الأهمية لما كانت مثار للنقاش والجدل والخلاف الدائم حول قيمتها ودورها بين الناس.
التركيـــــــــب: إن الفلسفة تكون مهمة بقدر معالجتها لمشاكل الإنسان وقضاياه التي تشغله ، وتكون غير مفيدة إذا ابتعدت عن واقع الإنسان ، وهمومه وتطلعاته ، وحلقت في سماء التجريد والتأمل الذي لا جدوى منه ، ولذلك يجب أن نوجه التفلسف إلى ما يفيد الإنسان لأن حضارة كل أمة كما يقول ديكارت تقاس بمدى شيوع التفلسف الصحيح فيها.
الخـــاتـــمــــة :
وفي الأخير نستنتج أن الفلسفة ضرورة ملحة في حياة الإنسان ، لأن التفلسف ما هو سوى إعمال للعقل ، الذي كرّمنا به البارئ تعالى وميّزنا به عن سائر المخلوقات، وأمرنا باستعماله للتدبر والتأمل في عجائب هذا الكون البديع ،وكل رفض للتفلسف هو رفض لاستخدام هذه النعمة.

بقلم أستاذ الفلسفة: بالضياف خالد








 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
فلسفة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:28

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc