حكمه من ناحية الشرع : فالذي يظهر لنا هو عدم جواز الاشتراك معهم للأسباب التالية :
الأول : أن المشترك معهم سيكون جزءً من هذا الموقع العالمي ، بل قد يكون من أصحاب الأسهم – حيث وعدوا بإعطاء أرباح مكونة من مال وأسهم في الموقع - ، ولا شك أن هذا الموقع سيحمل في طياته كثيراً من المخالفات الشرعية ، مكتوباً ، ومسموعاً ، ومرئيّاً ، فهم ليسوا منمن عبيد الشهوات ، وعبيد اليورو والدولار .
والثاني : أن الاشتراك معهم سيكون سبباً في إيصال روابط لمواقع وشركات تشتمل على المحرمات والمنكرات ، فهناك مواقع إباحية فاسدة ، وهناك مواقع للموسيقى والغناء ، ومواقع للبورصات العالمية ، والبنوك الربوية ، ومواقع تعارف بين الجنسين ، وصور ، وأفلام فيها من الحرام الشيء الكثير ، وكل ذلك ستظهر روابطه على جهازك ، وإذا ضمن المسلم نفسه بعدم الدخول : فإنه لا يضمن غيره ممن يستعمل جهازه ، مع أن الأصل أن اشتراكه في ذلك الموقع هو الذي دفع شركات الإعلان والمواقع ذات المحرمات والمنكرات للإعلان في موقع "أجلوكو" ، وبالتالي وصلت الإعلانات – بما فيها من منكرات – لجهازك .
والعجيب أن ذلك البرنامج المسمى "الفيوبار" سيتعرف على ميول المتصفح بحسب المواقع التي يزورها ، ومن ثم فإنه سيرسل لك روابط إعلانات تتوافق مع رغبتك ، فلو كان المتصفح يدخل مواقع الغناء : فإنه ستأتيه روابط إعلانية لمواقع غنائية ، وموسيقى ، وهكذا لو دخل أحد المتصفحين موقعاً فاجراً يحوي صوراً وأفلاماً : فإنه ستأتيه روابط إعلانية تتوافق مع ما يدخله من تلك المواقع الفاسدة .
ولذلك : فإننا نرى حرمة الاشتراك في ذلك الموقع المسمى "أجلوكو" ؛ لما يتسببه الاشتراك معهم في تقويته أمام شركات الإعلانات ، وأمام الشركات والمواقع الراغبة في الإعلان ؛ ولما يتسببه الاشتراك معهم في وصول إعلانات لمواقع تحوي المنكرات والمحرَّمات .
ونحذِّر المسلمين من الاغترار بدعايتهم بالكسب السريع ، والحلال ! ونحذِّرهم مما ينشرونه في دعايتهم من فتوى للشيخ الدكتور سامي السويلم حفظه الله ، فهي لا علاقة لها بحقيقة عملهم ، وفتواه حفظه الله كانت في مواقع تقدم عمولات مقابل تصفح الإعلانات لديها ، وفي الفتوى ذاتها قوله حفظه الله : " وهذا النوع لا حرج فيه - إن شاء الله - بشرط أن تكون الإعلانات بعيدة عن المحاذير الشرعية ، ولا تتضمن الدعاية لمحرم ، أو منكر " ! وأنَّى لموقع "أجلوكو" أن يمنع تلك المحرمات ، والمنكرات من وجودها على أجهزة مشتركيه ؟! وأخيراً نقول :
إن الله تعالى وسَّع لنا أبواب الرزق الحلال ، وأكثر لنا من طرقه وسبُله ، والمال الحلال يبارك الله تعالى فيه وإن كان قليلاً ، والمال الحرام يمحقه ولو كان كثيراً .
ونسأل الله تعالى أن يغنينا بحلاله عن حرامه ، وبفضله عمن سواه .
والله أعلم
شكرا وأسأل الله لنا ولكم الهداية وحسن الخاتمة