ظلمني أحد أبناء عمومتي ، لا لشيء سوى لحسد في نفسه و لموقف اتخذته رغما عنه ، رأى أنه كسرا لكبريائه و وقوفا في وجهه ، لما اشتهر به من كثرة المال و الولد و البطش ، فكتبت له هذه الابيات .
رسالة إلى ظالم
لا تظلم النـاس فإن الظلم خزي ****** عقبــاه كعقبى المجــرم الفاجر
تـراه في الدنيــا مهانــة و إثــم ****** وهو ظلمـــات فـي اليوم الآخر
فكــم مـن ظـالـــم مـات ذليـــلا ****** و كم مــن غـــاشم تـولاه جائر
و كــم من معتـدي حسب نفسه ****** جبـــــارا، أعتــل بقدرة القادر
و كــم من عزيــز أذلــه عبيده ****** و قبلها كـان فيهم الناهي الآمر
و كــم من شلــــة كــانت لحمة ****** فانقلــب حالهـــــم إلـى التناحر
و كــم من رجــــل إغتر بالولد ****** هم كثــر كغثـــاء السيل الطامر
فلا يعجبــــك الريــح و قــوتـه ****** فإن كنت ريحـا فستلقى إعصار
و لا تغرنــك ضخــامـة الجثــة ****** فالفــأر رغـم صغـره له أضرار
و لا تحسبن الحال يبقى دوامه ****** هي سنـة الحيـاة تبــدل و تغيير
و لا تــزدري الرجـل النحيــف ****** ربما بيــن ثنايــــاه أســد كاسر
و لا تبهــرنك زينـة قـوم ، إن ****** الطــاووس من الطيـر و ما طار
و لا يغــرنك التفاخر بالأنساب ****** أو مـــن قـــال إنمـا العزة للكاثر
و لا تخــال علـو الدخـان رفعة ****** فمهمــا سمـــا تدركـــه الأبـصار
فما المــال و مــا الولــد معـــزة ****** إنمــا همـــا زينـــة مـآلها للآخر
عند الحــاجة لا تجـد منهم أحـد ****** الا من هـــو لـــه مطيـــع و بـار
راجع النفـس أخــي و لا تغفـــل ****** قبـــل أن تـــولى عليــك الدوائر
خذ العبــرة مــن جبـابرة كانوا ****** طغـــاة ، هم الآن رميـــم متنـاثر
منهــم من قتـل بالبعوض مذلة ****** وفيهـــم من قضـــى غريقــا كافر
و لـو دامت لغيـرك ما وصلتك ****** هـــو الدهــــر أخلــــى كـل عامر