ما بين الخيال العلمي والحقيقة.. الحرب الصهيونية على إيران؟!
2012/08/17
رغم أن حزب الله اللبناني كان لبنانياً أكثر من أي حزب آخر في لبنان، ولكن يصرّ أقطاب 14 آذار ومن خلفهم إسرائيل على اعتبار حزب الله لواء من ألوية الحرس الثوري الإيراني، وإسرائيل التي قاتلت حزب الله (كما هي تقول لواء من ألوية الحرس الثوري الإيراني) وخسرت أمامه كل معاركها، لا يمضي أسبوع إلا وتلوح بشن حرب على إيران (كل ألوية الحرس الثوري والجيش الإيراني وقوات الباسيج)، ولا يقف الأمر هنا بل يعيدون أسطوانة تدمير القوات الإيرانية في اللحظة الأولى للحرب، وآخر أفلام الخيال العلمي التي صرح بها ضابط صهيوني جاء في الوثيقة المسرّبة عن مخطط عدوان إسرائيل على إيران: "ستفتتح إسرائيل حربها بضربة مزدوجة تدمج بين قدرات إلكترونية هجومية غير مسبوقة تشل قدرات إيران وتفقدها القدرة على معرفة ما يجري حول أو داخل الجمهورية الإسلامية، ويشمل الهجوم الإسرائيلي، ومن جهة ثانية ووفقاً للوثيقة إطلاق عشرات الصواريخ الباليستية من إسرائيل، إضافة لإطلاق صواريخ تحملها الغواصات الإسرائيلية العاملة في منطقة الخليج وتستهدف هذه الصواريخ المنشآت والمواقع النووية وعلى رأسها المفاعل النووي في أصفهان واراك والموقع الأرضي القائم تحت أرض "برود" وستحمل هذه الصواريخ رؤوساً حربية تقليدية ذات قوة تفجيرية كبيرة جداً مخصّصة لتفجير الأماكن شديدة التحصين، كما ستكون مئات الصواريخ جاهزة ومصوبة باتجاه مقرات القيادة والسيطرة الإيرانية ومواقع البحث والتطوير ومنازل كبار المسؤولين الإيرانيين العاملين في برامج الصواريخ والمشروع النووي"!!.
وأحلام إسرائيل لا تذكر القارئ إلا بعدوان إسرائيل (33 يوماً) على لبنان والقتال مع حزب الله، حيث لحزب الله لم تقطع اتصالاته (لا هي ولا ميليشيا تيار المستقبل) ولا بث قناة المنار رغم تدمير كل بنى الاتصالات والبث في الجنوب، وأحلام إسرائيل تذكرنا بالحديث عن قصف 75% من صواريخ حزب الله التي لم تتوقف لآخر لحظة في الحرب، وتذكرنا بتقرير فينوغراد عن أهداف أكبر من إسرائيل، ولكن رغم ذلك وجب الحديث بعقلانية عن احتمالات شن أي حرب صهيونية على إيران وفي نتائجها.
خيار الضربة على إيران والرد الإيراني:
- يمكن لإسرائيل شن هجمات عبر طائرات إف 15 بمعدل خمس عشرة طائرة في كل طلعة كون الطيران لن يستطيع الوصول إلى إيران دون تزود بالوقود جواً وبالتالي كل سلاح الجو الإسرائيلي خارج المعركة.
- يمكن لإيران التصدي للطائرات الإسرائيلية بنسبة تفوق 90% كون إسرائيل لن تتمكن من إرسال أسراب كبيرة من الطائرات بسبب عقدة التزود بالوقود جواً، علماً بأن طائرات التزود بالوقود جواً ستكون هدفاً لطائرات بدون طيار قادرة على التحليق في مجال 2000 كيلومتر تمتلكها إيران.
- يمكن أن تتسبّب بإيذاء بعض المنشآت النووية بمعدل منشأة واحدة إلى ثلاث منشآت وذلك بالقنابل التي حصلت عليها من واشنطن.
- تدمير مفاعل ديمونة غير المحصن أسهل بكثير من تدمير أي مركز تخصيب يورانيوم في إيران، ورغم كل الإجراءات الدفاعية لا يمكن للدفاع الصاروخي الصهيوني التصدي لرشقة صواريخ فقد يستطيع رصد ومتابعة نصف الصواريخ وتدمير أقل من ربعها، وبالتالي تدمير المفاعل أمر حتمي، والحتمي معه أن تدمير هذا المفاعل سيدمر معه معمل ماخون 2 لصناعة القنابل النووية الموجود أسفل هذا المفاعل، فضلاً عن وجود ستة مفاعلات نووية أحدها أساسي في توليد الكهرباء للكيان الصهيوني وليس ثانوياً كمفاعل بوشهر الذي أضيف مؤخراً للشبكة الكهربائية الإيرانية.
- يمكن لها شن هجمات صاروخية من الغواصات وكون إيران تملك غواصات ومنها غواصة نووية يمكن الحديث عن توجيه ضربات صاروخية من الغواصات الإسرائيلية قد تصل إلى مئة صاروخ في أحسن الأحوال وفي حال فشل القوات البحرية الإيرانية بالتصدي للغواصات الحديثة.
- يمكن للقوات البحرية الإيرانية (بوارج وغواصات) توجيه ضربات موجعة لإسرائيل وتوجيه ضربات موجعة للقوات البحرية الإسرائيلية بما فيها الغواصات الإسرائيلية وبالتالي الهجوم البحري الإسرائيلي ليس هجوماً من طرف واحد، وخصوصاً مع امتلاك إيران لمضادات بحرية فائقة الدقة ومنها صاروخ فاتح 110، وبالتالي قادرة إيران على الرد بالمثل.
- وكون صاروخ أريحا الإسرائيلي غير قادر على ضرب إيران قد تطلق هجمات بالصواريخ المعدلة من صاروخ أريحا التي أصبح مداها أكثر من 1200 كيلومتر.
- يمكن لإيران إمطار الكيان الصهيوني بمئات الصواريخ دفعة واحدة واستهداف ستة مفاعلات نووية إسرائيلية إضافة إلى مفاعل ديمونة وضرب المعامل البتروكيماوية والحربية، والمنشآت الإستراتيجية بصواريخ مداها ما بين 1500 – 2000 كيلومتر، ولا يمكن مقارنة قدرة الكيان الصهيوني بقدرة إيران الصاروخية، علماً بأن الدفاع الصاروخي الإسرائيلي بالكاد سيتابع عشرين هدفاً، ومن غير المؤكد قدرة نظام الدفاع الصاروخي على إسقاط كل الأهداف التي يتابعها.
وبالتالي أي هجوم إسرائيلي على إيران بالأسلحة التقليدية في حال تم بتدخل أي طرف ثالث، سيكون الخاسر الأكبر فيه إسرائيل وخصوصاً أن أكبر منشأة نووية إيرانية لا تعادل أكثر من 4 ميغاوات، بينما مفاعل ديمونة يعادل 20 ميغاوات، وباقي المفاعلات ما بين 4-5 ميغاوات، ولا تملك إسرائيل إلا مفاعلاً واحداً بقدرة 1 ميغاوات، وإسرائيل تعتمد على الكهرباء النووية بشكل أساسي، بينما اعتماد إيران لازال ثانوياً، إيران تخصب اليورانيوم ضمن محطات طرد مركزي تدميرها يحتاج إلى آلاف الأطنان من المتفجرات، بينما إسرائيل تخصب البلوتونيوم بحرق اليورانيوم في مفاعل ديمونة وتدميره لا يحتاج إلى أكثر من خمسة أطنان متفجرات، وفي حرب بين دول مثل إيران والكيان الصهيوني الصواريخ هي سيدة الموقف ولا مجال لمقارنة القدرة الصاروخية الإيرانية القادرة على إطلاق 14 ألف صاروخ في الساعة الأولى للحرب، ومنها أكثر من ألف صاروخ يطال الكيان الصهيوني مع قدرات الكيان الصهيوني الصاروخية.
وأما في حال تم استعمال الأسلحة غير التقليدية مهما كانت الضربة النووية الإسرائيلية لإيران، يكفي إيران سحق تل أبيب بصواريخ كيماوية وتصبح الحرب حرب هدم المعبد، إيران بعده ستبقى وإسرائيل ستزول.
وطبعاً كل هذه السيناريوهات دون الحديث عن دخول سورية وحزب الله على خط الحرب ولا إغلاق مضيق هرمز، ولا تحول الحرب إلى حرب عالمية، ودون سيناريو قلق موسكو من وصول واشنطن إلى بحر قزوين والغاز الإيراني، وبالتالي الحديث عن حرب إسرائيلية ضد إيران لا تتعدى سيناريوهاتها إلا الخيال العلمي وأحلام اليقظة، وهذا ما قاله خبير صهيوني قبل سنوات "الحرب مع إيران للدول العظمى وليس لإسرائيل"، وبالتالي الحرب دون واشنطن هي ضرب من الخيال، ولو حكم تل أبيب صاحب أصغر عقل في العالم (سعود الفيصل) لن يتخذ قرار حرب على إيران!!.