أخي الفاضل بارك الله فيك
ولكن لنعلم أخي الفاضل شيئًا نغفل عن حقيقته عمداً أو جهلاً بخصوص هذا الحديث الصحيح فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"من كان آخرُ كلامِه لا إله إلا اللهُ دخل الجنةَ" -الجامع الصحيح- فيجب أن نعلم أن سكرات الموت وخروج الروح ليست بيد البشر إن أرادوا الكلام تكلموا أو إن أرادوا الإستذكار تذكروا بل هي بيد الله فقد قال عز وجل ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 27].
يخبر تعالى أنه يثبت عباده المؤمنين، أي: الذين قاموا بما عليهم من إيمان القلب التام، الذي يستلزم أعمال الجوارح ويثمرها، فيثبتهم الله في الحياة الدنيا عند ورود الشبهات بالهداية إلى اليقين، وعند عروض الشهوات بالإرادة الجازمة على تقديم ما يحبه الله على هوى النفس ومراداتها.
وفي الآخرة عند الموت بالثبات على الدين الإسلامي والخاتمة الحسنة، وفي القبر عند سؤال الملكين، للجواب الصحيح، إذا قيل للميت " من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ " هداهم للجواب الصحيح بأن يقول المؤمن: " الله ربي والإسلام ديني ومحمد نبيي "
{ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ } عن الصواب في الدنيا والآخرة، وما ظلمهم الله ولكنهم ظلموا أنفسهم، وفي هذه الآية دلالة على فتنة القبر وعذابه، ونعيمه، كما تواترت بذلك النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم في الفتنة، وصفتها، ونعيم القبر وعذابه. ـ تفسير السعدي ـ
فقد أحببت التذكير بذلك حتى يُفهم الحديث جيداً