~~ ذهآبـٌ بلآ رجوع .. و رجوعٌ بلآ ذهآب .. إن لله و إن إليه رآجعون .. العلم لله و البقآء لله .. [ رسآلة & فضفضة ] ~~

[معاً إلى الله]

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



الحمد لله مُسبغ النِعم .. و دافع النقم .. واهب العطايا .. خزائنه ملأى و رحمته وسِعت كلّ شيء ..
خلق الجنّة لمن أطاعه و اتّبع رضاه .. و خلق النار لمن عصاه و خالف أمره ..
فله الحمد في الأولى و الآخرة ..
فالحمد لله تعالى الذي خلق الانسان على أحسن مثال .. و قسّم الأرزاق و الآجال ..
و الحمد لله ربّ العآلمين .. و الصلآة و السلآم على سيّد الزآهدين و إمام العابدين .. أما بعد :



إنّ كلّ مخلوق في هذه الدنيا يعيش فيها برزقٍ معلوم ..
و أجلٍ محدود .. فإذآ انقضى رزقه و أجله .. حانت ساعة الرحيل ..


{ قُلْ لَكُمْ مِيعَآدُ يَومٍ لَآ تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَآعَةً وَ لَآ تَسْتَقْدِمُونَ } - [ سبأ : 30 ] –


اخوآني أخوآتي .. أحبآئي في الله ..

هي كلمآتـ أردتُ أن أفضفض بهآ معكم ..
سوآء من قرأ كلماتي يعرفني أو لآ يعرفني ..
تعامَل معي بصفة مباشرة أو غير مباشرة ..
هي كلمات .. الله أعلم كيف يكون حآلي وقت قرآءتكم لهآ ..
قد أكون حينهآ من الأحيآء .. فيسعني بإذن الله أن أردّ عليكم بشكرٍ و دعآء ..

و قد أكون حينهآ من الأموات ..
فحينها فقط أطمع في دعآء كلّ من مرّ من هنآ ..


لآ يعلم الوآحد منّآ متى سيذكره الموتُ ..لكن مهمآ عشنآ و مهمآ طآل العمر فأجلنا أقرب ..



للأسف فنحن نعتقد بعد مرور كلّ سنة من عمرنآ أنّهآ زيآدةٌ في الأعمآر ..
لآ و الله .. إنّهآ نقصآن من أعمآرنآ ..
و إنّهآ لخطوةٌ تُقرّبنآ أكثر من الموت ..
تأمّلتُ في هذه الدنيآ كيف انصرمت أوقآتهآ و فنيت لذّآتهآ ..
و اضمحلّ نعيمهآ و شهوآتهآ ..
و بقيتْ على العآصين و المفرّطين تبعآتهآ و حسرآتهآ ..
الأغلبيّة تلهثُ ورآء شهوآتهآ و نزوآتهآ .. إلآ من رحم ربّي ..

يحسبون الله غآفلآ عمّآ يفعلون .. و يسوّفون التوبة .. و يستصغرون الآثآم .. و هم في أنواع اللذّات و الشهوات يتنعّمون .. و في غفلتهم و غيّهم يعمهون .. و في سكرتهم يتخبّطون ..
و عن آخرتهم و عمّآ أمآمهم معرضون ..

{ اِعْمَلُوا مَآ شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَآ تَعْمَلُونَ بَصِير } – [ فصّلت : 40 ] –


هآ هي الأيآم تدور دورتهآ .. و ينقضي ليلٌ و يأتي نهآر ..
و ينقضي نهآرٌ و يأتي ليلٌ ..
و إذآ انقضت الأيآم أقبلت الشهور ..
و إذآ انقضت الشهور أقبلت السنين ..




عجلة الأيآم دآئمة الدورآن .. و قُرصُ الشمسِ لآ يقفُ عن الحركآن ..
و بين ذلك أعمآرٌ تنقضي .. و أجيآلٌ و قرونٌ تفنى ..
هو الموت .. الذي لن يفرّ منه أحد ..


أًذكُره كلّ حينٍ .. فأُحآسب نفسي كلّ لحظةٍ .. و يآ تُرى هل يذكرني ..

هي إن شئتم رسآلة .. أو وصية .. أو ذكرى
.. تبقى حروفهآ إلى مآ شآء الله أن تبقى ..


تبقى ببقآئي .. و تبقى بغيآبي ..

صنفآن من النآس مروا في حيآتي ..


صنفٌ أسعدتني و شرّفتني معرفته .. و صنفٌ أتعستني و آلمتني معرفته ..
صنفٌ رسم البسمة على وجهي ..
و صنفٌ تفنّن في رسم الحزن على ملآمحي ..

صنفٌ أحبّني في الله و لله ..
و صنفٌ ادّعي محبّتي لتحقيق مصآلح دنيوية دنيئة ..


صنفٌ له من دعآئي في ظهر الغيب نصيب ..
و صنفٌ له من دعآئي عليه بحسبي الله الوكيل الرقيب ..


كلّنآ بنو آدم .. و كلُ ابن آدم خطآء ..

لستُ هنآ لأحآسب أحد .. و لآ لأعآتب أحد ..
و لو كنتُ محاسبةً أحد سأفعل مع نفسي ..

تكفيني ثقتي بالله أنّه شآهدٌ و رقيب و عآلم بالنّيآت ..
يكفيني توكّلي على الله لأعلم أنّه مآ ضآع حقّ و لآ ضآع دعآء ..

يكفيني عزمي و ثقتي بنفسي و أنّه لن يصيبني إلآ مآ كتبه الله لي ..
و لن أتضرّر و لن أنتفع بأيّ شيء ليس مقدّر لي ..



حبّي لله يغنيني عن أيّ تفكيرٍ فآرغ ..
فعذرآ يآ من كنتم من أهل الصنف الثآني .. فليس لي مآ أقول لكم إلآ :

{ حسبي الله و نعم الوكيل .. هو يتولى بكم و يجزيكم بمآ يليق بكم }

[ أكيد ستتعرفون على أنفسكم .. فجريمة الغدر تجري في دمكم ]




و لكلّ من كآن من الصنف الأوّل أقول :
حبّي لكم في الله كبير .. و دعآئي لكم أكبر ..
و إن لم ينطق لسآني بحبّكم ..
فنبضآتُ قلبي تهتف سعآدةً بلقيآكم و ذكرآكم ..

إلى كلّ من رسم على محيآيآ بسمآتـ ..
إلى كلّ من عرفني و احترمني و فهمني للحظآتـ ..


إلى من خآف الله و لم يغترّ بالشهوآتـ ..
إلى البعض ممّن جمعني بهم القدر في الموآضيع أو الرسآلآتـ ..


إلى من جمعتني بهم أطهر و أسمى الأوقآتـ ..
إلى من تعرّفتُ بهم في الحقيقة بعيدآ عن الشبهآتـ ..


إلى من كآنوا في قولهم بعيدون عن الأكذوبآتـ ..
إلى الصآدقون المخلصون الوفيون القليلون في هذه السنوآتـ ..


إليكِ أنتِ أختي .. إليكَ أنت أخي أهدي هذه الكلمآتـ ..
إليكم يآ من أحببتموني و أحببتكم بصدقٍ دون نفآقآتـ ..


إليكم يآ من قآبلتموني بدون قِنآعآتـ ..
فارتشفتُ من عذوبة صفآئكم أحلى الهديآتـ ..


فيآ سعآدة المرء بالصحبة الطيّبة التي تُدخل الجنآتـ ..
فتُثمر بظلّ الرحمن يوم لآ ظلّ إلآ ظلّه في تلك الأوقآتـ ..


إليكِ أنتِ أختي .. إليكَ أنتَ أخي .. أرفع يدي و أدعو بأجمل الدّعوآتـ ..

بأن يحفظكم الله و ينوّر دربكم و يثبّتكم بقوّةٍ و ثبآتـ ..
و أن لآ يحرمني من الصآدقين و الوفيين منكم بعد الممآتـ ..

لآ أعلم كم بقي لي .. ربّمآ ثوآنٍ أو دقآئق أو سآعآتـ ..
و ربّمآ أكثر أو أقلّ من تلك الحسآبآتـ ..
مآ بقي هو في علم الغيب .. و الحسابُ يكون على مآ فآتـ ..

حيآتي كحيآة أكثر المخلوقآتـ ..
مزيجٌ من الآلآم و مزيج من الفرحآتـ ..
و كثيرٌ من الذنوب و بعض الزلآتـ ..
لكن .. ثقتي بالله أن يجعل لي حسنآتٍ جآريآتـ ..

و ميزآن ثقيل بحسنآتٍ تمحو السيّئآتـ ..
و أفعآلٌ أحتسبهآ لوجه الله من الخيرآتـ ..

هو منتدى من بين المنتديآتـ ..
شآء القدر أن يكون لنآ لقآء من اللقآءآتـ ..


وضعنآ فيه خطوةً أتبعتهآ عدّة خطوآتـ ..
فيآ ليتَ كلّ كلمة صدرت و تصدر منّآ نضع لهآ آلآف الحسآبآتـ ..


أطمع في بعض الكلآم يخرج من أفئدتكم على شكل دعوآتـ ..
مُفوّضٌ بهآ ملك يقول : و لكم بالمثل يآ سآدآتـ ..


فاذكروني إن كنتُ يومآ مآ من الغآئبآتـ ..
و اسألوا لي و للمسلمين الرحمة و المغفرآتـ ..


و انشروا موآضيعي ان وجدتم فيهآ منفعآتـ ..
و جزآكم الله خير الجزآءآتـ ..


قد يكون سفري قصير أو أبديّ .. هو في علم ربّ السموآتـ ..
كأنّني أودّع أحبآبآ لآ أدري ان كنتُ سألقآهم بعد لحظآتـ ..
خوفٌ يعتريني من المجهول أنفضه بكلّ المجهودآتـ ..
مهمآ كآن مقدّرآ فلتعلموا أني كنتُ و لآزلتُ لكم [ للصآدقين ] من المحبآتـ ..

و إن شآء الله و كنتُ من الحيآتـ ..
سنلتقي فلآ تنسونآ من الدعوآتـ ..
و لكل أحبآبي في الله أجمل التحيآتـ ..