![]() |
|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لصوص المحبة الحمدلله القائل: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10] والقائل عز وجل: {وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} [آل عمران: 103] والصلاة والسلام على الرحمة المهداة محمد ابن عبدالله القائل: «دبَّ إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء، هي الحالقة لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بما يثبت ذاكم لكم: أفشوا السلام بينكم» والقائل صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟» قالوا بلى قال: «صلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة» إن الأخوة بين المؤمنين من أهم دعائم هذا الدين، والألفة بينهم من أعظم وأوثق عرى هذه الشريعة، لذا كانت المحافظة عليها من أوجب الواجبات، ومراعاة حقوقها من أفرض الفرائض، ومن أجل ذلك حرم الله عز وجل كل ما ينقض عُرى هذه الأخوة، أو يوهن هذه العلاقة أو يدنسها فحرم سبحانه الكذب والغش والخديعة والغيبة والنميمة وكل ما يؤدي إلى فساد ذات البين. قال بعض الحكماء: احذروا أعداء العقول ولصوص المودات، وهم الساعون النمامون، فإذا سرق اللصوص المتاع والدراهم، سرق النمامون المحبة والمودة من قلوب الناس. وليس النمامون هم لصوص المحبة فقط، بل يشاركهم كثيرون في الجريمة الشنعاء، والفعلة النكراء، وهم أصناف ونذكر من بين تلك الاصناف : النمام: النميمة من أخبث الأمراض التي تسري بين المسلمين، فهي السم الزعاف الذي يفرق بين الأحبة ويهدم صروح الأخوة ويبدد الشمل ويقطع الأرحام ويخرب البيوت ويشتت الأسر ويوقع العداوة والبغضاء قال تعالى: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [القلم: 10-13] فهذا وصف واضح وصريح وجلي للنمام فهو حلاف كثير الحلف، مهين لا يحترم نفسه، ولا يحترمه الآخرون، هماز مشاء بنميم، كثير الهمز للناس، بالقول والفعل، مشاء بنميم يفسد بين الناس ويقطع أواصر المودة والمحبة فيما بينهم، مناع للخير عن نفسه وعن الآخرين، عن أبي الجوزاء قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما أخبرني من هذا الذي ندبه الله بالويل؟ {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} [الهمزة: 1] قال: "هو المشاء بالنميمة، المفرق بين الإخوان، والمغري بين الجميع، والنمام هو الذي ينقل الكلام على جهة الإفساد قال يحي بن أبي كثير: النمام يفسد في ساعة ما لا يفسده الساحر في شهر". عن همام قال كنا مع حذيفة فقيل له: إن رجلاً يرفع الحديث إلى عثمان، فقال حذيفة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يدخل الجنة قتات» وفي رواية: «لا يدخل الجنة نمام» قال ابن الأثير: "يقال: قت الحديث يقته إذا زوره وهيَّأه وسوَّاه" وقيل: النمام الذي يكون مع القوم يتحدثون فينم عليهم، والقتات الذي يتسمع على القوم وهم لا يعلمون ثم ينم، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال: «إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير: أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه» فيا أيها الأخ المبارك: حذار حذار من هذا الخلق الذميم وهذا الطبع اللئيم وهذه الفعلة الشنعاء وهذه الخصلة النكراء، وإياك ثم إياك أن تدنس صحائف حسناتك فتكون من المفلسين يوم العرض على رب العالمين فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أتدرون من المفلس» قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: «إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار» قال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقال: «يا معشر من قد أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم: تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله» قال: "ونظر ابن عمر رضي الله عنهما يوماً إلى البيت أو إلى الكعبة فقال: "ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك" وعن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم، أو كدت أن تفسدهم» وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم» فكم من دم أراقه سعي ساع، وكم من حريم استبيح بنيمية نمام! وكم من متواصلين تقاطعا! وكم من محبين تباغضا! وكم من إلفين تهاجرا! وكم من زوجين تفرقا! فليتق الله ربه جل أن يُصغي لساع أو يستمع لنمام. قال عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه: "من سمع بفاحشة فأفشاها فهو كالذي أتاها". وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى: "ستر ما عاينت أحسن من إشاعة ما ظننت" ومما ينبغي على المسلم الحريص على دينه، أن يقف موقفاً حاسماً صارماً مع النام: فلا يصدقه لأنه فاسق مردود الشهادة، كما أخبر الله بذلك حيث قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ} [الحجرات: 6] وأن تنهاه عن هذا المنكر الذي وقع فيه فإن انتهى فهذا خير، وإلا هجرته في الله ابتغاء مرضاة الله. ألا تظن بأخيك الغائب سوءًا امتثالاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَجَسَّسُوا} [الحجرات: 12] ولا تبحث أو تفتش عما نقل إليك امتثالاً لقول الله تعالى: {اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12] قال ابن الجوزي رحمه الله في [بحر الدموع 44]: "إخواني قيدوا هذه النفوس بزمام، وازجروا هذه القلوب عن الآثام، واقرءوا صحف العبر بألسنه الأفهام، يا من أجله خلفه وأمله قدام، يا مقتحماً على الجرائم أي اقتحام، انبتهوا يا نوام! كم ضيعتم من أعوام، الدنيا كلها في منام، وأحلى ما فيها أضغاث أحلام، غير أن عقل الشيخ فيها كعقل الغلام، فكل من قهر نفسه فيها فهو الهمام، هذه الغفلة قد تناهت، والمصائب قد تدانت، فإنا لله وإنا إليه راجعون، والسلام" مما تصفحت مع بعض التصرف
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() بارك الله فيك أخي أحمد موضوع في قمة النصيحة والافادة |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
لصوص, المحبة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc