عمال التربية بعد إضراب 10 أكتوبر :بين المغنم والمغرم - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات إنشغالات الأسرة التربوية > منتدى الانشغالات الادارية والنصوص التشريعية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

عمال التربية بعد إضراب 10 أكتوبر :بين المغنم والمغرم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-11-07, 20:38   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
احمد74
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي عمال التربية بعد إضراب 10 أكتوبر :بين المغنم والمغرم

من المفروض أن نقف بعد كل عمل وقفة تأمل ومراجعة ،بهدف تقوية العناصر الإيجابية وتلافي الأخطاء التي نكون قد وقعنا فيها،وقد رأيت أن أفعل ذلك مع الأحداث الهامة التي مر بها قطاع التربية خاصة فيما يخص الانشغالات الاجتماعية للمربين. هذه الانشغالات التي شغلت حيزا هاما من اهتماماتنا واهتمام المجتمع لما لها من تأثير على التلاميذ ومستقبلهم. وللخوض في هذا الموضوع لا بد من العودة إلى ما حدث في السنة الماضية التي انتهت على غير ما يأمل الأساتذة والمعلمين خاصة بعد تعليق النقابات النقابات المستقلة الاضراب الذي كان من المفروض القيام به قبيل الامتحانات الرسمية،وأثناء عطلة الصيف وبعد توالي خروج القوانين الأساسية للقطاعات الأخرى لا سيما قطاع الصحة ،ازداد الغليان في قطاعنا وبدأت إرهاصات إضراب هائل تلوح في الأفق و جاء الدخول الإجتماعي 2011/2012 وانتظر عمال التربية الشرارة التي أخرجت ما في صدورهم من شعور بالظلم والاحتقار ،و أعلن الإضراب ليوم 10 أكتوبر.
لكن الأمور لم تمر بهذه السلاسة فقد كان في الطريق عراقيل وعوائق متفاوتة الخطر،حيث انعقدت الثلاثية التي لم تثر اهتماما كبيرا من حيث نتائجها الهزيلة التي تعودنا عليها في كل مرة ،لكن مصدر الإثارة هذه المرة كان في تصريح مثير لرئيس الوزراء أثناء هذه القمة،وأمام وسائل الإعلام الثقيلة صرح السيد أويحي بأنه عن قريب سنعرف التمثيل الحقيقي للنقابات،وتصريح كهذا يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار ،فالأكيد أنه لا يقصد النقابات المستقلة بالتمثيل الحقيقي،والعكس هو الصحيح ،ذلك أن هذه النقابات التي طالما ناصبها العداء واتهمها بأبشع الاتهامات وشكك في وطنيتها لا بد أن تكون الهدف المقبل لرئيس الحكومة،وأنه عازم على إعادة بعض التوازن إن لم نقل قلب الأمور لصالح النقابة التي استهلكت الحكومة رصيدها الشعبي طيلة عقود ولم تبق لها ما تحافظ به على شيء أمام القاعدة التي تحولت بالكامل بعواطفها نحو النقابات المستقلة. لنفاجأ بإعلان الاتحادية الوطنية لعمال التربية بإعلانها الإضراب لمدة ثلاثة أيام تسبق إضراب النقابات المستقلة،وكان من السذاجة بمكان اعتبار أن هذا الإضراب هو محاولة لقطع الطريق أمام إضراب 10 أكتوبر،لأن التوازنات لم تكن في صالح الحكمة ومن يدور في فلكها ،ولم يكن هذا الإضراب ذا جدوى بالنسبة لمثل هذا الهدف،وما كان للمركزية النقابية أن تخاطر بهذا إجراء قد يشكل خطرا على وجودها في حال خروجها وجها لوجه أمام نقابات اكتسحت الأخضر واليابس،واعتقدنا في بداية الأمر أنها مجرد مناورة وأن الإضراب المزعوم سرعان ما يتم إلغاؤه بحجة أن المطالب ستدرس أو في أحسن الأحوال ستلبى عن قريب،وقد تعودنا على ذلك من خلال سلوكات النقابة العتيدة،وهو أمر مبرر ،لأن النقابة أي نقابة لا يمكنها أن تخرج في إضراب إذا لم تكن متأكدة من تجند القاعدة وإلا ستفقد ـ في حالة فشل الإضراب ـ أي قدرة على التفاوض مع الوزارة أو الحكومة بحجة ضعف التمثيل. لكن اعتقادنا خاب وأضربت المركزية النقابية واستمر الإضراب ثلاثة أيام متتالية رغم الفشل الذريع الذي منيت به في تجنيد العمال،واشتدت الحيرة وتعقدت الحسابات وعرفنا أن ثمة أمر آخر يدبر وهو غير متوقع،إذ لا يمكن اعتبار أن الحكومة لم تكن تتتوقع ما وقع لهذا الإضراب ،أو أنها أخذت على حين غرة،وبالتالي فإن ضربتها لم توجه بعد وأنه مازال في الأمر فسحة،وانتظرنا ذلك إلى أن حلت ليلة العاشر من أكتوبر لتتناقل وسائل الإعلام الثقيلة والخفيفة نبإ موافقة الحكومة على مبلغ الزيادة كما طلبته النقابات وبالذات نقابة الكناباست وأن ذلك سيكون بأثر رجعي، وزال الغموض فجأة وساد التردد في أوساط عمال القطاع وبلغت القلوب الحناجر ،ذلك لأن المطلب الرئيس للقاعدة كان يتمحور حول الزيادة في الأجور وإلغاء الفجوة التي أحدثتها القوانين الخاصة بين قطاعنا والقطاعات الأخرى ،أما المطالب الأخرى فلم تكن بنفس الدرجة من الأهمية. ظهرت النية الحقيقية للحكومة واتضح المعنى الحقيقي لتصريح رئيس الوزراء الذي ذكرناه آنفا،فالهدف إذن هو تلبية المطلب الرئيس للقاعدة دون أي اتفاق مع النقابات مع توقيت يسمح بمفاجأة النقابات المستقلة ويفقدها القدرة على اتخاذ إجراء مناسب ،وهكذا تتخلف القاعدة عن الاضراب بسبب تلبية مطالبها وتفشل النقابات في تجنيد العمال مما سيشكل ضربة تفقدها خاصية التمثيل مما يتيح للحكومة مراجعة كل الاتفاقيات في ضوء توازنات جديدة لا تعير اهتماما إلا للمركزية النقابية أو النقابات التي تدور في فلكها.
ومع كل ذلك المكر فقد فشلت خطة الحكومة و استجابت القاعدة لنداء الاضراب بشكل غير مسبوق. والتساؤل المطروح الآن :
ما أسباب هذا الفشل؟في رأيي أن ذلك يعود للأسباب الآتية:
1؟ـ انعدام الثقة بين عمال التربية والحكومة مما جعل هؤلاء وإن ارتاحوا للنتائج لا يحبذون المغامرة وتوقيف الاضراب خشية الوقوع في مكيدة تكون الحكومة قد دبرتها كعادتها ، ومادامت النقابات لم تشعرهم بتوقيف الاضراب فمعنى ذلك أن هناك أمرا ما لا يجب المخاطرة والعودة إلى قاعات الدرس.
2ـ إن النقابات المستقلة وأمام هول الضربة الموجهة من الحكومة تعمدت إثارة الغموض حول مسألة موافقته عن مطلب الزيادة المحقق من عدمه،وفضلت الحديث عن سلة متكاملة من المطالب مما يعني ضمنيا طي ملف الزيادة كما فعلت الكناباست التي طالبت بهذه النسبة المحققة ،بينما فضلت نقابة ليانباف الغموض بل وذهب بعضهم على صفحات المنتدى إلى التصريح بأن الصادق الدزيري قد رفض ما سماه عمال التربية آنذاك زيادة العار ، وأنه يرغب في زيادتها، هذا السلوك دفع عمال التربية إلى التماسك من أجل تحقيق زيادة أحسن في الأجور خاصة وأن نسبة الزيادة التي طالبت بها الكناباست والتي استجابت لها الحكومة لم تلبي رغة شريحة واسعة من عمال القطاع التي طالبت بزيادة أكبر.
وهنا انتقلت العلاقة بين النقابات وبين القاعدة إلى الغموض والضبابية ،ذلك أن ما تحقق بعد الإضراب لم يتعد ملفا واحدا ووحيدا هو ملف الخدمات الاجتماعية ،بينما تم تشكيل لجان لدراسة الملفات الأخرى مما يعني عدم الحسم فيها ،وهو أمر يدل على الأهمية التي كان يكتسيها مطلب الخدمات لدى قيادتي النقابتين ،أما مطلب الزيادة في الأجور فهو مطلب تحقق قبيل الإضراب .
وأمام كل هذا الأخذ والرد يمكن أن نقول بشأن هذا الحراك أن النقابات وعمال التربية قد غنموا زيادة في الأجور ما كان لها لتحصل لولا تجند القاعدة ويقين الحكومة بأن الإضراب سيكون مريعا، ومن ناحيىة أخرى فقد خسرت شيئا هاما قد يشكل خطورة على العمل النقابي المستقبلي ككل: وهوالثقة بين القاعدة والقيادة وهي ثقة اهتزت بسبب استغلال هذه الأخيرة لعمال التربية من أجل تحقيق مطالب أخفتها في ثنايا المطالب الجماهيرية ،ومهما كانت أهمية ملف الخدمات ومهما كانت مبررات النقابتين بشأن، الاستحوذ عليها كالقول مثلا بأن الهدف هو تجريد ليجيتيا من سلاح كانت تلوح به ،لكن الاقتراحات الاخرى سواء اقتراحات الوزارة أو اقتراحات النقابات الأخرى تحقق ذات الهدف،أما القول بمبدإ التضامن فإن أي طريقة من الطرق المقترحة يمكن تعديلها لتحقق هذا المبدأ، أقول ومهما كانت مبررات النقابتين بهذا الشأن فإنها لا تعفيها من ضرورة مصارحة القاعدة واعتماد الشفافية في العلاقات ،لأن أي خلل يمكن أن يجعل مصيرهاـ النقابتين ـ كمصير نقابة ليجيتيا.
لذا يجب تدارك هذا الخلل وإعادة الثقة والتراص بين القاعدة وقيادتها لأن الضرر متبادل بينهما ،فالأولى تفقد ما هية وجودها لأنها خلقت كوسيلة وليس غاية،بينما يخسر عمال التربية منبرا من المنابر التي يعبرون من خلالها عن تظلماتهم .
وفي الأخير هذا رأيي في ما جرى من أحداث في الأشهر الأخير وهو رأي يؤخذ ويرد،وأرجو فقط أن يكون الانتقاد ممن يخالفني فيه أن يعبر عن ذلك بما يعطي صورة لبقة لعمال التربية ويعكس مستوى أخلاقهم ونوعية طروحاتهم العلمية والموضوعية كي نكون نموذجا لمن نحرص على تربيتهم ،لأن الخروج عن هذا الإطار سهل ولكل لسان وقلم قادر على ذلك.









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
التربية, علال, إضراب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:34

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc