قصة أيامي ...مذكرات الشيخ كشك رحمه الله - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

قصة أيامي ...مذكرات الشيخ كشك رحمه الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-12-23, 19:58   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي قصة أيامي ...مذكرات الشيخ كشك رحمه الله




رحمك الله تعالى يا من دافعت عن الاسلام طوال حياتك
ويكفيك شرفا موتك ساجدا بين يدي الله


هذه مذكرات
الشيخ عبد الحميد كشك و هو من أكثر الدعاة
والخطباء شعبية في الربع الأخير من القرن العشرين

فقد البصر و لم يفقد البصيرة

فقد لقي ربه وهو ساجد قبيل صلاة الجمعة في 6/12/1996وهو في الثالثة والستين من عمره رحمه الله رحمة واسعة

لن أعرفه أكثر من هذا و سأتركه يعرف بنفسه من خلال مذكراته








 


رد مع اقتباس
قديم 2011-12-23, 20:36   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

ولدت ُ في العاشر من مارس ( آذار ) 1933 في بلدة شبراخيت إحدى مراكز محافظة البحيرة بجمهورية مصر العربية من أبوين ليسا من ذوي البسطة من المال ... وكان ترتيبي الثالث بين ستة من الأخوة ، ولدت سليمًا معافى من الأمراض وما إن بلغت السادسة من عمري حتى أصيبت عيناي برمد صديدي اختلفت بسببه إلى حلاق القرية وما زلت أذكر وأمّي تحملني إلى محل الحلاق حيث كان يعبث بمروده في عيني مما أدى إلى ضياع العين اليسرى ، وبقيت اليمنى وبها ضعف كأنها تشكو ضياع أختها فظللت بها أصارع شدائد الحياة حيث ذهبت إلى جمعية تحفيظ القرآن الكريم لأعوض عن نور البصر بنور من كتاب الله الكريم ، وكان والدي يعمل تاجرًا في محل صغير ، وأشهد أنه لم يكن من الذين يجدون ما ينفقون ، بل كان ممن يلهث وراء الحصول على لقمة العيش بشق الأنفس حيث أعباء الحياة ثقل بها كاهله .
وقد كان جدي لأبي من الذين يُحفظون القرآن لأبناء البلدة وتربى على يديه أناس تبوءوا مكانة كبيرة في علوم الإسلام ويوم مات جدي لم يترك درهما ولا دينارًا وإنما ترك لنا تقوى الله ، فكانت الأسرة المكونة من الوالدين وستة من الأولاد وجدة لأبي تعيش قانعة راضية سعيدة ، إذ ليست السعادة في الانتشاء بالكؤوس المترعة أو الاستمتاع بالغيد الأماليد ، إنما السعادة في الرضى حيث يقول الصادق المعصوم صلى الله عليه وسلم : ارض َ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس .









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-23, 20:45   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

يتبع................










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-23, 22:00   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فـاطمة الزهراء
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية فـاطمة الزهراء
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تسجيل متابعه باذن الله

بارك الله فيكم ونفع بكم...










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-23, 23:50   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

-------------------محجوز---------------------------------










آخر تعديل محبة الحبيب 2011-12-23 في 23:59.
رد مع اقتباس
قديم 2011-12-23, 23:58   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

عام حاسم

أقبل العام الدراسي الجديد , وانتقلت إلى السنة الخامسة من القسم الثانوي بالأزهر وهو يمثل إتمام الدراسة الثانوية واستقبلته بقلب مفتوح , وعقل يطلب المزيد من العلم ودعوت الله قائلا في أول العام :" رب اشرح لى صدري ويسر لى أمري" ولقد تلقينا العلم في هذا العام على أيدي أساتذة من أساطين الفكر والمعرفة كانوا جهابذة العلوم وعباقرة المعارف وما زلت أذكر منهم الشيخ مصطفى الحديدي الذي كان يدرس لنا علم تفسير القرآن العظيم . الذي بدأ العام بتفسير قوله تعالي : ( تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شئ قدير ) وبدأ يطرح الأسئلة التي كان لى نصيب كبير في الإجابة عنها مما جعله يسألني عن اسمي ومما أدي بعد ذلك إلى أن أقوم بإعادة الدرس بعد أن يلقيه ., وكان بعد إلقائي للدس يثني على ثناءه الفاضل " كامل شاهين " رحمه الله تعالي والذي كان يدرس لنا البلاغة والأدب , ولقد تعرفت عليه عندما ألقي علينا درسا في علم المعاني , وفي باب الفصل والوصل وعندما طلب منا أن يقوم أحدنا فيلخص الدرس فأجمع الإخوة على أن أقوم أنا , وكانت مفاجأة للأستاذ أن ينعقد هذا الإجماع على طالب ولكن زال العجب عندما ألقيت الدرس بتوفيق من الله مما جعله يسند إلىّ أبوابا في علم المعاني كنت ألقيها على الطلبة قبل أن يشرحها الأستاذ وكنت بعد إلقائها أترك له مقعد الأستاذية الذي كان يأبي إلا أن أجلس فيه , تواضعا منه وقد كان يخجلني بهاذ التواضع عندما يقول للطلبة مداعبا : أظنكم في حاجة إلى شرحي, وقد كانوا يجمعون على أنهم قد فهموا الدرس فهما جيدا . ولن أنسي فضيلة الشيخ " محمد يوسف " الذي كان يدرس لنا " النحو والصرف " دراسة جعلتني أعشق علوم العربية وأعتز بها . فارحم اللهم مشايخنا ووالدينا وأمواتنا وأموات المسلمين أجمعين , فقد أناروا لنا الطريق وسلكوا بنا مسالك المعرفة حتى صاروا جديرين بقوله صلي الله عليه وسلم " العلماء ورثة الأنبياء " . وبقوله الكريم ( تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة وتواضعوا لمن تعلمون منه ).
قال الإمام الشافعي:
شكوت إلى وقيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور
ونور الله لا يهدي لعاصي
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " يؤتي بالعالم والعابد يوم القيامة فيقال للعابد ادخل الجنة , ويقال للعالم قف حتي تشفع فيمن أحسنت أدبهم ". وقال الصادق المعصوم " يشفع للناس ثلاثة : الأنبياء ثم العلماء ثم الشهد









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-24, 00:06   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

شدة أعقبها تيسير !!

لما أوشك العام الدراسي أن ينصرم, وكنت مضطرا أن أبحث عمن يذاكر معي في القاهرة وذلك لالتزامي بأداء خطبة الجمعة في مساجد القاهرة , جاءني طالب يسكن قريبا من مسكني وسألني هل ارتبطت مع أحد للمذاكرة ؟ قلت له : لا . قال : هل لديك مانع أن نذاكر معا فنحن متجاوران في المسكن. قلت له : لا مانع . قلتها وأنا متخوف لأنني قد وضعته تحت التجربة يوما فلم يكن على مستوي المسئولية , فقد قال لشقيقي ذات يوم سأصحب الشيخ ذهابا وإيابا هذا اليوم , فإن كان وراءك شئ فاقضه وصحبني في الذهاب إلى المعهد , ولكنه في العودة تركني حتى انصرف الطلاب وظللت واقفا وحدي لا أتحرك خشية أن أصطدم بشئ مرّ وقت طويل وأنا واقف أمام باب المعهد , وقد أمطرت السماء مطرا غزيرا , وسألت نفسي : أين المفر ؟ وساق الله إلىّ أستاذ ا كريما كان يدرس لنا " علم العقائد " وسألني برفق : ما أوقفك حتى الآن ؟ وأخبرته أن مرافقي لم يحضر , وسألني عن مسكني , وأصر على أن يصحبني حتى البيت , جزاه الله خيرا فإن من مشي في قضاء حجة أخيه فكأنما اعتكف في مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم عشر سنوات , واعتكاف يوم واحد في مسجد الكريم يباعد الله به عن النار ثلاثة خنادق , كل خندق أبعد مما بين السماء والأرض . هكذا كانت أخلاق علمائنا : أخذوا العلم مقرونا بالعمل فكانوا علماء عاملين وكانوا عابدين زاهدين , وكانوا أوفياء مخلصين درسوا لنا العلم على أنه رسالة , فأدوا هذه الرسالة بعيدا عن قيود الوظيفة , فكان خالصا لله , وقد تحلقوا بأخلاق الأنبياء عندما أعطوا الكثير ابتغاء ما عند من الخير الوفير. لقد صانوا العلم فصانهم الله , وأعزوه فأعزهم الله وعملوا به فرفعهم الله . لما عرض على ذلك الطالب أن يلازمني في المذاكرة, تذكرت موقفه هذا عندما وعدني بالحضور فأخلف , ولم يكن له عذر في ذلك الإخلاف فقد أخبرني بعض من يعرفه بأنه كان جالسا على مقهي يلعب النرد وإن كان هو قد كذب علىّ عندما قدم حجة واهية بأنه كان يشتري بعض الحاجات من الغورية . لكن ماذا أفعل وأنا كما يقول القائل :
إذا لم تكن إلا الأسنة مركبا
فلا يسع المضطر إلا ركوبها

وكما يقول المتنبي:
ومن نكد الدنيا على الحر أن يري
عدوا له ما من صداقته بد









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-24, 00:09   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
نسبتي
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكورة أختي محبة الحبيب










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-24, 00:10   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

اتفقت أنا وهو على أن نذاكر يوما بمسكننا في دير الملاك ويوما في مسكنه بمنشية الصدر . وبدأنا ننفذ الجدول الذي رسمناه فقال لى : إن لدي فكرة سأطرحها عليك .
قلت خيرا إن شاء الله . قال : نقسم المواد قسمين : نبدأ القسم الأول بمذاكرة المواد التي تحتاج إلى شرح مثل : التفسير والتوحيد والنحو والصرف والبلاغة . أما المواد التي تحتاج إلى قراءة فنؤخرها إلى حين الفراغ من تلك المواد , وكان يقصد بهذه المواد الأخرى:
الحديث والفقه والأدب والتاريخ وفهمت من عضه هذا أن نبدأ بالمواد التي يحتاج فيها إلى شرح على أن يذاكر بعد ذلك المواد التي تحتاج إلى قراءته وحده وهذه المواد أحتاج إليها من حيث القراءة . لكنني غلبت حسن الظن بعد ما دعوت الله قائلا :" اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك ". وبدأنا في مذاكرة المواد التي تحتاج إلى شرح . وفي الليلة التي فرغنا فيها من مذاكرتها وبينما هو يصحبني من بيته إلى بيتي وعندما اقتربنا من البيت وبعد أن انقضي على مذاكرتنا شهر كامل ولم يبق على الامتحان سوي عشرين يوما . فاجأني بقوله : " أحب أن أقول لك : أو أن أذاكر وحدي ".
وحدث ما كنت أتوقعه لكن الذي زاد الجراح ألما أنني لما سألته : ولماذا قررت أن تذاكر وحدك أجاب بكل افتراء : لأنني لم أستفد من مذاكرتنا معا !! قلت وأنا المغيظ المحنق : وكيف طوعت لك نفسك أن تضيع شهرا والامتحان على الأبواب ؟ وكيف تقول هذا أو تدعيه وأنا الذي كلما ذاكرنا درسا سألتك فيه , فتأتي إجابتك سديدة وصحيحة ؟! فلم يحر جوابا . علمت أنه لا جدوى في الكلام . فقلت : حسبي الله ونعم الوكيل !! والحق أنني على خير فعلته ؟ والصادق المعصوم يقول :" اصنع المعروف في أهله وفي غير أهله فإن صادف أهله فهو أهله وإن لم يصادف أهله فأنت أهله ".
ازرع جميلا ولو في غير موضعه
فلن يضيع جميل أينما زرع
إن الجميل وإن طال الزمان به
فليس يحصده إلا الذي زرع









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-24, 00:14   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

أشهد أنني دخلت البيت حزينا أغدو , وأروح كالطير يمشي من الألم وهو مذبوح ومضت هذه الليلة ثقيلة وئيدة , لولا ما كان يكتنفها من دعوات أتوجه بها إلى الله أستغيث به في كشف الضر , فهو الذي وحد يجير المضطر إذا دعاه ويكشف السوء . وطلع النهار فجلست في فكر وحزن وسألتني أمي : ما يحزنك ؟ وأخبرتها بما حدث , فقالت لى بلسان اليقين ومنطق الحق المبين : لا تحزن فإن الله سيزيل هذا الكرب , ودعت لى بدعوات صادفت ساعة الإجابة وما هي إلا لحظات وطرق الباب طارق , وقلت : من ؟ قال أنا عبد المنعم , وكأني عثرت على هدفي الذي كنت أنشده , إن عبد المنعم هذا كان زميلا لى وجلسنا سويا في لحظة صمت قطعه بسؤال : هل أنت مرتبط بأحد في المذاكرة ؟ قلت لا . قال : فهل لديك من مانع من مذكراتنا معا ؟ قلت : لا . قال : على بركة الله وقطعنا الأيام العشرين نصل الليل بالنهار حتي أدينا ما علينا والله لا يضيع أجر من أحسن عملا .
وهكذا مرت الشدة عندما جاء التيسير :
ولرب نازلة يضيق بها الفتي ذرعا
وعند الله منها المخرج ضاقت
فلما استحكمت حلقاتها فرجت
وكنت أظنها لا تفرج









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-24, 00:19   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

في يوم الامتحان

في صبيحة هذا اليوم صحبني شقيقي عبد الستار إلى لجنة الامتحان بالمعهد , وكان الامتحان شفويا للمكفوفين , وكانت اللجنة مكونة من أعضاء ليسوا من العاملين بمعهد القاهرة إنما جاءوا من معاهد أخري لأنها شهادة , وبدأنا الامتحان بالتفسير فكانت فاتحة خير, فقد أعجب الشيوخ بإجابتي في تفسير كتاب الله حتى قام أحدهم يدعو أعضاء اللجان الأخري ويقول لهم : تعالوا لتسمعوا العلم من منابعه الصافية , كنت ساعتها قد أفاض الله علىّ في آيات من سورة الملك.
وانتقلنا من التفسير إلى غيره من المواد وبينما نحن في هذا الصفاء العلمي , وذلك السمو الروحي , وفي جو اتسم بدفء اليقين بينما نحن كذلك , إذ دخل علينا شيخ المعهد , وأراد أن يلقي طرفه يمزح بها مع اللجنة لكنها يا للأسف كانت فظاظة في القول . فقد جرحني في أمر لا يدلي فيه . إذ قال : ماذا فعل هذا الأعمي معكم ؟ وعلى الفور رأيتني كالطير الجريح بل الذبيح , فإن هذه الكلمة لا أطيق سماعها وقد أمرنا الله تعالي أن نتأدب مع خلقه خاصة فيما خلق الله , على سبيل الفور قلت له : وهل أنت الذي أبصرت نفسك , فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور . وحضرني في ذلك قول ابن عباس رضي الله عنه وقد كف بصره :
إن أذهب الله من عيني نورهما ففي فؤادي عقلي منهما نور عقلي ذكي وقلبي ما حوي دخلا وفي فمي صارم كالسيف مشهور









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-24, 00:22   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

نعم إن الإنسان لا يقاس بالبصر ولا بسلامة الأعين , وإلا فقد خلق الله الحمار أوسع المخلوقات عينا , لقد كان سعد بن ابي وقاص رجلا مجاب الدعوة ولكنه لما فقد بصره على كبر قال له أبناؤه : سل الله أن يرد عليك بصرك فأنت مجاب الدعوة فقال بلسان اليقين ومنطق الحق المبين : استحي من الله أن أسأله ذلك ولكني أسأله أن يدخر لى ذلك عنده في الآخرة إن الله إذا ابتلي عبده بفقد حبيبتيه أى عينيه فصبر لم يجد له جزاء غلا الجنة .
يعيرني الأعداء والعيب فيهم وليس بعيب أن يقال ضرير إذا أبصر المرء المروءة والوفا فإن عمي العينين ليس يضير رايتا لعمي أجرا وذخرا وعصمة وإني إلى تلك الثلاث فقير ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) وقد يكون الخير كامنا في الشر . لقد سألني أحد أعضاء اللجنة : لماذا استأت من هذه الكلمة ؟ وسألني سؤالا عقب به على هذه الكلمة فقال : أتحب إن تكون مبصر العينين عاصيا لله ؟ أم مكفوف البصر طائعا لله ؟ وأجبت عن هذا السؤال إجابة ضافية وافية نابعة من يقين صادق وعقيدة راسخة قلت : إن قضاء الله لا يقابل بغير التسليم وليس له عدة سوي الصبر الجميل وإن طاعة الله لا يعدلها شئ في الأرض ولا في السماء فالعز كل العز في طاعته والذل كل الذل في معصيته واستشهدت بقوله جل شأنه: ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم ) ولم يقل تعالى : " يهديهم بأبصارهم " بل إن هناك قوما قال الله تعالي في شأنهم ( ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ) .









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-24, 00:25   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

وذكرت في ذلك المقام قول رسول الله صلي الله عليه وسلم :" اتق المحارم تكن أعبد الناس , وارض بما قسمه الله لك تكن أغني الناس , وذكرت أيضا قول الحسن البصري رضي الله عنه وقد سئل أى الأيام عندك عيد ؟ فقال :" كل يوم لا أعصي الله فيه فهو عيد "
إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقي تقلب عريانا ولو كان كاسيا وخير لباس المرء طاعة ربه ولا خير فيمن كان لله عاصيا قال عضو اللجنة تعقيبا على هذا الكلام اكتفينا بهذا السؤال في علم التوحيد .
وتسلسلت الأسئلة بعد ذلك في بقية العلوم وتبعتها الأجوبة وتحولت كلمة شيخ المعهد من ملح أجاج إلى عب فرات سلسبيل ومن ليمونة ملحة إلى شراب حلو لذيذ وفرغت من الامتحان وكانت ساعة طيبة يوم أخبرني أخي بظهور النتيجة ,قد أكرمني ربي عندما منّ على بالتفوق فكان ترتيبي الأول على طلبة الشهادة الثانوية حيث حصلت على نسبة مئوية تقدر بتسعة وتسعين









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-24, 00:28   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

في كلية أصول الدين

استخرت الله تعالي وقدمت أوراقي في كلية أصول الدين فقد اقتنعت بها , إذ أنها تحتوي على زاد عظيم لكل داعية إلى الله فقد اشتملت على التفسير والحديث والعقيدة والفلسفة وعلم النفس والتاريخ واللغة العربية وإحدي اللغات الأجنبية .
وأقبلت الدراسة وأقبلت عليها بقبول حسن ونفسي راضية لكن كان يكدر علىّ هذا الصفو , ذلك الشبح الرهيب الذي عانيت منه من قبل , وهو البحث عن صديق أقيم معه في الحي الذي به الكلية , فإن الصديق محمد الطوخي الذي كنت أقيم معه حتى انتهاء المرحلة الثانوية قد التحق بكلية اللغة العربية وكان بين مسكني بدير الملاك وكلية أصول الدين بالخازندار بشبرا مسافة بعيدة تستغرق مني ساعة ذهابا وساعة إيابا فمن لى بهذا العمل المرير بالإضافة إلى مرافق يذاكر لي. لقد أخذنا نجد في البحث عن هذا الصديق الذي سألزمه في ذهابي وإيابي ومذاكرتي . وأذكر أنني رأيت وجوها كان لي بها سابق عهد في " معهد الاسكندرية منهم من قد سبقني بعامين ومنهم من سبقني بعام , ومنهم من صار معي , كما اذكر أن الكثير منهم كأن لم يكن بيني وبينه مودة من قبل .
مهما يكن من أمر فقد عثرت على زميل بعد جهد جهيد , واتفق معه شقيقي على أن نقيم سويا بغرفة بحي شبرا قريبة من الكلية وتنفست الصعداء , وذهبنا نتفقد حال الغرفة ومهما كان فيها من سوء فقد كان يشترك معنا ثلاث أسر في ثلاث غرف أخري بالإضافة إلى دورة المياه وما تعانيه من ضغوط سحيقة لكن كل هذا يهون أمام صعاب أخري ولابد من دون الشهد من إبر النحل :

ومن تكن العلياء همه نفسه

فكل الذي يلقاه فيها محبب









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-24, 00:31   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

لكنني كانت المفاجأة من هذا الزميل مريرة مرارة تفوق الحنظل لقد افترشت الأرض بفراش يحول بيني وبين برودة بلاطها وذهب الزميل فأحضر الغداء وعندما أرخي الليل سدوله قال لى الزميل : أريد أن اشترط عليك وأبين لك كيف تكون معاملتي لك قلت له : قل ما تشاء أسمع . قال : أولا : تشتري الكتب على حسابك مقابل قراءتي لك قلت له : موافق – وذلك على الرغم من ضيق ذات اليد – ثانيا : لا ترتبط بوجودي معك في الغرفة طول الوقت فقد أخرج ولا أعود إلا منتصف الليل . قلت له ثم ماذا ؟ وكانت ثالثة الأسافي أنه قال : ولا ترتبط بي في الذهاب إلى الكلية . قلت : ما معني هذا ؟ وأنا ما جئت معك إلا من أجل الذهاب إلى الكلية ؟ قال : إن شئت فاذهب وحدك أو استعن بأحد غيري . وذكرني كلامه هذا وخاصة الشرط الثالث ذكرني بطرفة :
قال القائد للجندي : لماذا لم تطلق النار على العدو عندما مر بك ؟ قال : منعني من ذلك واحد وعشرون سببا . قال : اذكرها قال : أما السبب الأول : فهو أنني لم يكن معي ذخيرة . قال له القائد : كفي . فماذا بعد ذلك من أسباب تذكر









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مذكرات, الله, الشيخ, رحمه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:41

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc