الباروكـة
شعرٌ مستعارٌ تلبسه النساء على رؤوسهنَّ طلبا للتغير والزينة حكمها حكم وصل الشعر المنهي عنه كما في حديث أسماء الذي أخرجه البخاري قالت: قال رسول اللهe ) لعن الله الواصلة والمستوصلة ( فدل ذلك على تحريم وصل الشعر بشعر صناعي ولو كان للتجمل للزوج ولو بإذنه وعلمه لأنه في معنى الوصل أو أشد
ويستثنى من ذلك من بها عيب كأن لا يكون على رأس المرأة شيء من الشعر أو كانت قرعاء فلا حرج حينئذ من استخدام الباروكة لستر العيب لأن الأصل جواز إزالة العيب ولبس الباروكة تجميل وتحسين لمن ليس بها عيوب
ويلحق بوصل الشعر المنهي عنه ما تقوم به العاملات في المشاغل من حشو الرأس بشعر آخر مقصوص من مخلفات المشاغل النسائية من نساء وفتيات لتكثير الشعر ورفعه وهذا حكمه المنع والتحريم ولسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله كلام طويل في أدلة تحريم الباروكة
الشرائط الملونة
وصلُ الشعر بالشرائط الملونة لا حرج فيه ولا ينطبق عليه أي علة أوردها الفقهاء للتحريم بل هذه الشرائط نوع من أنواع الزينة والتجمل ولا حرج منها والأصل الإباحة مثل أنواع الربطات للشعر والإكسسوارات التي تثبت الشعر وترفعه وتجمله وكذلك الطوق و البكل على شكل ورود وزهور وفتوى التحريم في الخصلة التي توصل بشعر المرأة مما يلتبس به )
الشرائط والبكلات ذوات الصور
إن كانت الصور لحيوانات أو الآلات موسيقية فإنها لا تجوز لأن الصور يحرم استعمالها في لباس وغيره وآلات اللهو يجب إتلافها وفي استعمال الشرائط والبكلات التي على صور الآلات اللهو دعوة إلى استعمالها وتذكير بها
)تعلية الشعر فوق الرأس (
وتسمى الكعكة وحكمها التفصيل : فجمع الشعر وربطه خلف الرأس أو على أحد الجانبين أو على الرقبة لا حرج منه وأما إن جعلته المرأة على الرأس على فوق فهنا جاء النهي لحديث )صنفان من أهل النار لم أرهما وذكر ونساء رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلنَّ الجنة ولا يجدنَّ ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ( رواه مسلم وأحمد وقيل في علة التحريم أنه علامة الزواني نسأل الله السلامة والعافية والله اعلم وأحكم .
وهنا ملحوظة هامة وهي ( منع تعليته على الخلف حين خروجها للسوق لأنه سيكون له علامة من وراء العباءة تظهر وهذا من باب التبرج والسفور فلا يجوز )
جعل الشعر ضفيرة واحدة خلف الظهر
هو ما شاع وانتشر بين النساء وقيل أنه من خصائص غير المسلمات لكنه غير صحيح بل هو موجود وبكثرة منذ القدم عند نسائنا وأمهاتنا وهذا ينفي التشبه وعادات البلد محكمة ولا حرج إن شاء الله والأصل الحل والجواز إلا يكون هناك نص ٌ على التحريم فالحق ما ورد فيه ولا أجد دليلا على تحريم جعل الرأس ضفيرة واحدة خلف الظهر ) ويجوز كذلك ألا يكون الشعر مظفورا مادام أنه مستور عمن لا يحل .
فرق الشعر
وتسمى المشطة المائلة فإن كان المقصود منها فرق الشعر من جانب واحد فإن ذلك خلاف السنة والسنة أن يكون فرق الشعر من الوسط ويكون الشعر من الجانبين على السواء من جانب اليمين ومن جانب الشمال وهذا يجب ما تفعله المرأة لأن الشعر له اتجاهات والمشروع أن يكون في وسط الرأس والفرق على الجنب غير مشروع ولا ينبغي لاسيما إن كان يقتضي التشبه بغير المسلمات فإنه يكون حراما ويظهر ذلك لدى المرهقات أكثر وبين أوساطهنَّ تماشيا مع موضة العصر التي تهتم بها بعضهنَّ وقد يكون داخلا في قوله الرسولe : )صنفان من أهل النار لم أرهما وذكر ونساء رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلنَّ الجنة ولا يجدنَّ ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ( رواه مسلم وأحمد , لأن من العلماء من فسر المائلات المميلات بأنهنَّ من يمشطنَّ المشطة المائلة ويمشطن غيرهن تلك المشطة غير أن الصواب أن المراد من كن مائلات عما يجب عليهن من الحياء والدين مميلات لغيرهن عن ذلك
صبغ شعر الرأس
يجوز صبغ الشعر بغير الأسود جمعا بين آراء العلماء المختلفة أما غيره من الألوان كالأشقر والبني الخفيف أو المخصل أو الحنا أو الكتم ونحوها فلا حرج بشرط أن لا يكون على شكل تقليد واضح وبيِّن للكافرات فتقع في التقليد المنهي عنه
) تنبيه( يجب على المرأة المسلمة أن تحتاط عند الصبغ فتحرص على تجنب الصبغات الكيمائية التي تضعف جذور الشعر ونموه الطبيعي وتحوله إلى شعر خشن يتطلب فرده أو كـيه أو تجعــيده وربما أدى ذلك إلى تساقطه شيئا فشيئا وهذا ضرر ويمنع الصبغ حينئذ .
الميش
هو ما يوضع على أعلى الرأس من مواد للزينة فحكمه حكم ما يمنع وصول الماء إلى البشرة فإن كان هذا الميش فيه مادة تغلف الشعر ويكون ذلك بسحب اللون الأسود من الشعر ثم بتغليفه باللون المختار الأمر الذي يؤدي عدم وصول الماء إليه في الاغتسال الواجب أو المسح على الرأس في الوضوء فهذا غير جائز لأنه يمنع استكمال الطهارة أما إن كان لا يغلف الشعرة وإنما يصبغها فقط كالحناء ونحوه و يكتسب اللون مباشرة من ذلك فلا يظهر بأس بجوازه وصحة الوضوء
مقتبس من كتاب د.عادل عبد الجبار