لا اخال احدا يجهل قيمة الادب في الحياة. ومدى تاثيره على الامم والشعوب ومن تتبع التاريخ عرف مصداقية هذه
العبارة وهذا الادب يكون الغالب متمشيا مع مستوى اخلاق الامة وما يعيشه افرادها من وعي وادراك.
فبقدرهما يرتفع مستوى الادب او ينخفض فالادب ما هو الانتاج لتلك البيئة وذلك الجو الذي يعيش فيه الاديب.
وما احوج امتنا الاسلامية في هذا العصر حاصة الى ادب يسمو بافرادها ويرتفع عن مستوى الانحطاط . ان للكلمات لل
السامية والشعر الصادق الرفيع ابلغ الاثر في الرقي بالفرد المسلم وشحد همته وعزيمته ليخدم دينه ومعتقده الا وان
على الاديب مهمة عظيمة ورسالة سامية يحملها ليقدمها لابناء جيله خصوصا في هذا العصر الذي عصف فيه
الرياح بامتنا من كل جانب وتزيد الاعداء ان ينهشوا لحمها ويمزقوا جسدها.
ان باستطاعة الاديب الذي يحمل هم الاسلام بين جوانحه ان يفعل مالا يستطيع ان يفعله غيره. فهو الذي حياه الله
شحنات مضاعفة عن رهافة الحس وعمق الشعور بالمسؤولية والمبالغة في رؤية الجراح. وفي هذا الطريق ما لا
يخفي من معاناة ومكابدة ومشقة خاصة وان هذا الاديب يعيش في عصر نرى فيه الشعوب قد انهكها العطش وبلغ
منها الجهد مبلغ. فاقامت تحت شجرة الصبر تنتظر المطر ان ينزل من السماء دون ان تكلف نفسها عناء حفر بئر
في الارض مهمة الاديب المسلم اليوم بعث الحياة في حياة الاموات وحمل المشاعل لتنير الدروب المظلمة التي تتخبط فيها
فيها فئات كثيرة من الناس الذين يبحثون غن نور نخرجهم من الظلمات الحالكة فتاتي حروف ذلك الاديب لتشرق عليهم
وتنير لهم الطريق.
واجب الاديب المسلم ان يجاهد بسلاحه ما دام سلاحه اليد وما دام قلمه يحيا بانات الشعوب فعليه ان يبذل كل ما
يستطيعه من غال ونفيس كلمات الاديب وقصائده صرخات بالحق في زمن انسحب فيه الناس من ساحات الجهاد
وشتغلوا بجمع القناطير المقنطرة من الذهب والمال. خواطره منشور علني تارة بلسانه واخرى بقلمه ليظهر حق من سكت عنه الاخرون
خواطره انفصال من حياة رتيبة هادئة ومستكينة وانطلاقة من الراحة والهدوء النفسي واستغلاء وسمر عن حاجات
القطيع وتفكير القطيع.
ان على الاديب ان يؤدي زكاة قلمه وما من الله عليه من نعمة البلاغة والبيان. تلك الزكاة التي تعني اظهار المشاعر
في صورة كلمة طيبة تعود بالخير والنفع على من يسمعها وهذه الكلمة لابد ان تكون نابعة من القلب.
مصدقة لما يؤمن به الفؤاد ويعتقده فجذورها راسخة فيه اننا نريد من الاديب ادبا رفيعا متنزها عن كل معاني
السفالة والانحطاط نريد ادبا يرقى بالامة. نريد قصائد تحيا بالامة وتعيد لها كرمتها وتساعد في ارجاع
عزتها ومجدها