![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
مبدأ التسامح ... في حياة وسلوك شيخ الإسلام ابن تيمية
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مبدأ التسامح ... في حياةوسلوك شيخ الإسلام ابن تيمية لست بحاجة للتعريف بشخص ابن تيمية والعصر الذي عاش فيه رحمه الله،وما تعرض له من عداء وهجوم وسجن وتعذيب واعتداء، وكيف كان رحمه الله يقابل ذلكبتسامح وعفو وصفح . لقد كان شيخ الإسلاميدركأن الاختلاف أمر طبيعي بل حتمي في هذه الكون، وهذه سنةإلهية ، حيث بيّن الله سبحانه وتعالي أن الناس في اختلاف ، وأنهم لا يزالون كذلك ،وأن الخلاف لا يعرف أحقيته أو بطلانه من كثرة الأعداد أو قلتها ، وأن الحق لا يرتبطبالأشخاص ولا بالدول ولا بالمؤسسات ، والحق أصيل وقديم ، وهو الغالب ، بالكلمةوالحجة والبرهان ، وأن الحق لا يحتاج إلى أشخاص يجيدون الشتائم والسباب ، وأن الحقلا يريد إقصاء الآخر ، ولا إلغاء شخصه، ولا الانتقام منه ، بل الحوار معه ، في جويكفل المساواة في الفرص والإمكانات ، وكما أن الحق ظاهر فإنه لا يزال في صراع ، حتىيرث الله الأرض ومن عليها . ولولا قيمة هذا الصراع لماأوجده الله ، فالله سبحانه وتعالى لا يوجد - إطلاقا - شرا محضا ، ولايوجد فيمخلوقاتالله شرور معدومة الخيريّة بوجه من الوجوه ، بل لا توجد مصيبة ولا شر، كموتالأنبياء ، والصالحون ، أو انتكاسة من انتكس ، أو زوال مظهر من مظاهر الخير ، إلاوفيه خير ظاهر أو باطن علمه من علمه وجهله من جهله ، فلله الحكمة البالغة كما لهالحجة البالغة ، ولو شاء لهدى الناس جميعا، ولكن الحياة أرض بلاء ومحك اختبار، ودار عمل ، فمن شاء فليقدم لنفسه من الأعمال والأقوال ما ستنفعه يوم القصاصالأكبر . لكن العجيب من مواقف التسامح أن تكون في موقف القوة والغلبة، وأنيكون لك الحق، فإذا تسامحت مع من ظلمك وهو تحت سطوتك، كنت حقاً متسامحاً كريم الخلقوالنفس. ولبيان منهج ابن تيمية في التسامح .. نقول : (1) قاعدة شيخ الإسلام ابن تيمية العامة في التسامح . وضع ابن تيمية قاعدةللتسامح في حياته السلوكية والعملية ، هذه القاعدة هي مقولته المشهورة : " أحللت كل مسلم عن إيذائه لي" لقد كان لسان حال شيخ الإسلام مع أعدائه : من ضاق صدره عن مودتي،وقصرت يده عن معونتي كان الله في عونه وتولى جميع شؤونه، وإن كل من عاداني وبالغ فيإيذائي لا كدر الله صفو أوقاته ولا أراه مكروهاً في حياته، وإن كل من فرش الأشواكفي طريقي، وضيق عليّ السبل، ذلل الله له كل طريق وحالفه النجاحوالتوفيق. (2) التطبيق العملي لقاعدة التسامح التيمية . ولأن ابن تيمية رجل يقولالخير ويفعله، ويؤسس التسامح ويمارسه، لذلك وجدنا حياته كلها صورة صادقة وتعبيردقيق لهذا القاعدة، إنها فلسفة الثمار التي يؤمن بها . بعض الأمثلة العملية لتسامح ابن تيمية : (أ) موقف ابن تيمية من خصمه علي بن يعقوب البكريالصوفي. ألف شيخ الإسلام ابن تيميةرسالة مختصرة بعنوان ( الاستغاثة) وهي رسالة علمية بالأدلة الشرعية في حكمالاستغاثة، وكان الأليق بالعلماء الذين يختلفون معه أن يتصدوا لمثل هذه المسألةبالدليل والبرهان العلمي بعيداً عن التكفير والحكم بالزندقة والشتائموالسباب. لكن الشيخ الصوفي علي البكري كان رده على هذهالرسالة بالحكم على شيخ الإسلام ابن تيمية بالكفر والزندقة والخروج عن ملةالإسلام! ولم يكتف الشيخ الصوفي البكري - عفا الله عنا عنه - بمجرد التكفير بل بالغ في إيذاء ابن تيمية بالقول والعمل، فقد قام باستعداءالعوام على الشيخ وحرض الجند وأصحاب الدولة على شيخ الإسلام وشهر به وأقذع الشتيمةفي حقه . وكان الشيخ الصوفي البكري من أشد الصوفية على شيخالإسلام ابن تيمية، ففي محنة الشيخ مع الصوفية سنة 707هـ حول قضية الاستغاثة طالببعضهم بتعزير شيخ الإسلام، إلا أن الشيخ البكري طالب بقتله وسفكدمه! وفي سنة 711هـ تجمهر بعض الغوغاء من الصوفية بزعامةالشيخ البكري وتابعوا شيخ الإسلام ابن تيمية حتى تفردوا به وضربوه، وفي حادثة أخرىتفرد البكري بابن تيمية ووثب عليه ونتش أطواقه وطيلسانه، وبالغ في إيذاء ابن تيمية ! في المقابلتجمع الناس وشاهدوا ما حل بشيخ الإسلام منأذية وتعديفطلبوا الشيخ البكري فهرب، وُطلب أيضاً من جهة الدولة فهرب واختفى،وثار بسبب ما فعله فتنة، وحضر جماعة كثيرة من الجند ومن الناس إلى شيخ الإسلام ابنتيمية لأجل الانتصار له والانتقام من خصمه الذي كفره واعتدى عليه . والسؤال هنا : ما هو موقف شيخ الإسلام من هذا الرجل الذي كفره وحكم عليهبالزندقة ثم وثب عليه وضربه ونتش أطواقه ؟ حينما تجمع الجند والناس على ابن تيمية يطالبونبنصرته وأن يشير عليهم بما يراه مناسباً للانتقام من خصمه البكري الصوفي؛ أجابهمشيخ الإسلام بما يلي : "أنا ما أنتصر لنفسي" !! فماج الناس والجند وأكثروا عليه وألحوا في طلب الانتقام؛ فقال لهم :
" إما أن يكون الحق لي، أولكم، أو لله ، فإن كان الحق لي فهم في حل، وإن كان لكم فإن لم تسمعوا مني فلاتستفتوني؛ وافعلوا ما شئتم، وإن كان الحق لله فالله يأخذ حقه كما يشاء ومتىيشاء". ولما اشتد طلب الدولة للبكري وضاقت عليه الأرض بما رحبت هربواختفى عند من ؟ هرب واختفى في بيت ابن تيمية وعند شيخ الإسلام لماكان مقيماً في مصر، حتى شفع فيه ابن تيمية عن السلطان وعفا عنه!! فانظر أيها القارئ إلى عظيم تسامح هذا الإنسان العظيم، فالبكري قابله بالظلموالتكفير والاعتداء والعدوان والبهتان، وابن تيمية قابله بالعفو والإحسان والكرم ،إن في ذلك آية عظيمة لكل منصف سليم القلب .
|
||||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc