أي جنّة وعد الآخرون بها حركة حماس لتهوي بهذه السرعة إلى قعرٍ أبعد من حلم الشعب الفلسطيني، وأقرب إلى الوعود الأمريكية لها وللإخوان المسلمين بأن واشنطن ستدفعهم إلى السلطة والحكم، لينقضوا عليهما مهما كان الثمن؟!.
سؤال مفتوح على كل احتمالات التأويل والإجابة، بل يقود إلى سؤال آخر أشد مرارة: هل كانت صفقة شاليط التي فتحت خطوط الاتصال بين الإخوان المسلمين وواشنطن وتل أبيب وحركة حماس، بوابة لتدجين حركة حماس تحت المظلة التركية، لدفعها إلى الحظيرة الأمريكية، وبالتالي قبول ما رفضه الشعب الفلسطيني طوال عقود من الكفاح والمقاومة، فضلاً عن مئات الآلاف من قوافل الشهداء والجرحى والأسرى والمشردين واللاجئين؟؟.
أن يرضى عنك الأمريكي أو حتى الصهيوني، فإن هذا يعني أنك بتّ في دائرة الاتهام حتى لو تلطيت بصفقة الأسرى (التي أفرحتنا جميعاً بالتأكيد) أو بشعارات لم تعد تنطلي على الوعي الفلسطيني، وهو يرى إخوة أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي يتهاوون ويغرقون في المستنقع الأمريكي، ويهللون "للربيع الأمريكي القادم" بل ويقبلون بغواية الكرسي والسلطة وكذبة الدولة على أراضي الـ67؟..
بالأمس أكدت زعيمة حزب كاديما الإسرائيلي تسيبي ليفني أن مبادلة الجندي جلعاد شاليط بألف أسير فلسطيني أدّت إلى تعزيز موقع حركة المقاومة الإسلامية "حماس". وأضافت ليفني: إن كل العالم يدرك أن حركة حماس تعزّز موقعها مهما كان الثمن، وإنه يتوجب على الكيان الإسرائيلي أن يتحرك لاستعادة ما سمّته بـ"قدرته الرادعة".
وبالأمس القريب أشارت أوساط إعلامية مصرية إلى دور كبير للإخوان المسلمين في مصر، طبعاً على حساب المجلس العسكري، لإتمام صفقة الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، مؤكدة أن الإخوان تعهدوا للمجلس العسكري بضمان تنفيذ الصفقة ضمن لقاءات مع مسؤولين في المخابرات الأميركية وممثلين عن الإخوان المسلمين في تركيا!!.. ووفقاً لما ذكرته شبكة "العهد" الفلسطينية للإعلام أن الإخواني المصري كمال الهلباوي التقى في أيار الماضي ستيفن كابس الذي كان يشغل موقع مدير الـ"سي آي إيه" في الشرق الأوسط ثم أصبح مدير غرفة العمليات في الجهاز الأميركي نفسه، مشيرة من جانب آخر إلى أن ضغطاً قوياً من الإخوان المسلمين في مصر والأردن وتركيا على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أدى إلى تحركه وإتمام الصفقة. فيما تخوّفت أوساط إعلامية مصرية من أن تكون الصفقة بادرة اتفاق بين حماس وإسرائيل لضرب سلطة الرئيس الفلسطيني المصرّ على إعلان الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة.
إذاً.. إلام تشير هذه اللقاءات العلنية والسريّة، هل لإتمام الصفقة فقط؟!.. وما سر قبول حركة حماس بحل الدولتين الذي رفض قادتها الشهداء مناقشته فقط من حيث المبدأ؟.. وما الأسباب التي دفعت حركة حماس وقادتها الجدد إلى التحوّل والانزياح عن خط المقاومة الذي تتبناه سورية، وتتعرض بسببه لأبشع مؤامرة عرفتها منطقة الشرق الأوسط، وكيف تسكت وتنأى (حركة المقاومة) بنفسها عن رفاق الخندق الواحد.. ما لم يكن وراء الأكمة ما وراءها.. ولاسيما ونحن نرى الذين اعتلوا المنابر في يوم إتمام الصفقة وهم يزجون الشكر ويمجّدون الدور التركي والقطري والمصري؟!!.. فيما كانت سورية الغائب المغيّب عن مسرح الحدث؟!!.
أسئلة يتردّد صداها اليوم في الشارع العربي المؤمن بأن المقاومة وحدها من تعيد الأراضي المحتلة، خصوصاً وهو يرى "الاندفاع الحمساوي" للحاق بالقطار الأمريكي الذي سيجلب لنا "الربيع" على وقع الدماء المسفوحة في الشوارع والمدن العربية.
لقد قالها الحكماء يوماً وسنقولها بطريقة أخرى: المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.. ونظن أن حماس استمرأت اللدغ من الجحر الصهيوني، لكن هذه المرة سيكون للجحر ثلاثة أبواب "واشنطن، تل أبيب، الإخوان المسلمين".. وحتى اللحظة لم ترَ حماس منه إلا الوعد بجنة السلطة والكرسي.. لكن حين تصحو ستجد نفسها وحيدة وهي تغرق في مستنقع "الربيع العربي الآسن".
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2011-10-23, 18:20
حماس التي هوت في مستنقع... "الربيع العربي الآسن"...!
العرض العادي
