حوالي أربعين يوما عشناها في الرويسو مع إخوة لنا في الله كتب الله لنا أن نتعلم منها بعض الدروس التي لم نتعلمها من تجارب أخرى ، من ذلك أننا :
1 – تعلمنا أن الثقة في الله و الرضا بقضائه و قدره كنز لا يفقر صاحبه أبدا ، لأن الله يصرف الأمور و يدبرها بعلمه و حكمته فهو " والله يعلم و أنتم لا تعلمون " فثقنا فيه و توكلنا عليه " و من يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا "
2- تعلمنا أن النصر مع الصبر و أن الفرج مع الكرب و أن مع العسر يسرا ، لأنه حينما طال اعتصامنا و قل عددنا و زاد اشتياقنا لأهالينا ، و عجزت حيلتنا و أدركنا ضعفنا ، لم نجد إلا الله ملتجأ ، حين ذاك أيقنا أن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم ، فرجونا فضله 3 – تعلمنا أن الله رحيم كريم و من غيرته سبحانه أن لا يرضى بأن يكون عبده أرحم و لا أكرم منه ، فتراحمنا و تكرمنا على بعضنا البعض عسى الله أن يسعنا برحمته و كرمه .
4 – تعلمنا أن " الله لطيف بعباده يرزق من يشاء و هو القوي العزير " لكنه جعل لهذا الرزق أسبابه ، فسعينا و اجتهدنا ، و رجونا لطفه .
5 – تعلمنا أنه ما ضاع حق وراءه رب عادل ، و ما ضاع حق وراءه مطالب مصر عليه ، لأن الإصرار على الحق سلاح .
6 – تعلمنا أن الحق في بلدنا يؤخذ و لا يعطى .
7 – تعلمنا أنه " من يتق و يصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين "
8 – تعلمنا أن " الله لا يهدي كيد الخائنين " مهما حاول البعض أن يتاجر بقضيتنا و يكسر شوكتنا و يفرق شملنا .
9 – تعلمنا أن معرفة الرجال كنوز ، و أن الناس معادن ، فقد تعرفنا على أحباب لم نكن لنعرفهم لولا أن جمعنا الله بهم في هاته الأيام ، و إن لم يكن لنا مكسب منها إلا ذاك لحمدنا الله عليه .
10 - تعلمنا أنه من رحم الأزمة يولد الإبداع ، فقد كشف كل معتصم عن مواهبته فعرفنا منهم الخطاط و الشاعر و الخطيب المتفوه و الإعلامي و القائد ....
11 –أدركنا معنى قوله تعالى " فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض " .
قد يقول قائل إن هذا الكلام سابق لأوانه ما دامت التعيينات لم تسلم بعد لكني آمنت أني لا أحمل هم الرزق لأن الله كافله لكني أحمل هم السعي
و الاجتهاد ، و قد سعيت و اجتهدت بما أستطيع و أن الله لن يضيع سعيي و سيكتب لي الرزق حتى و إن لم يكن في هذا القطاع .