مقال بكشف جريد العار الشروق

[SAMI44]

هذا مقال لسعد بوعقبه لما طلب منه التظامن مع الشروق في خصومتها مع القذافي قبل الثورة الليبية

لسنا جثثا مهنية ممتازة؟سعد بوعقبة

1. أعبتم عليّ في مقالكم الرائع الموجه إلى صديقكم وزميلكم في صحيفة بقايا الشروق•• أنني قلت في "المحقق" ما لا ينبغي قوله في هذه الصحيفة، والحقيقة أنني لم أقل إلا جزئية بسيطة من مجمل ما أعرف••
2. وقد يؤدي "التخلاط" إلى كشف المستور• يا أستاذ جمعة أخالفكم الرأي في مسألة التضامن•• فأنا لا أتضامن مع من يرتكب الكبائر المهنية ولا أقول الأخطاء! فهل يصح أن نتضامن مع من يقول إن رئيس دولة جارة يرسل الأموال والطائرات المحملة بالسلاح لاقتطاع جزء من التراب الوطني؟! ويهاجم رئيس هذه الدولة ولا يهاجم حكومة بلاده التي تسمح بذلك؟! وإن عدالة البلاد متواطئة مع هذا الرئيس للمس بالوحدة الوطنية•• وأن الشروق والبوليس الذي ضللها هما فقط اللذان يحميان حمى الوطن؟! إن مثل هذا الكلام ليس من قبيل الأخطاء المهنية بل هو كبائر ينبغي أن تقمع بالقوة المطلوبة إذا أردنا بناء صحافة مهنية ومسؤولة؟! والقاضي الذي أصدر الحكم يستحق الشكر على عمله المهني الخالص! ولمعلوماتكم أقول: * القذافي هذا الذي يتهم من طرف "الشروق" بالمساس بالوحدة الوطنية، هو الذي قال للسفن عام 1971 لا بترول عندي إذا لم تأخذي بترول الجزائر••! وهذا لكسر الحصارالمضروب على الجزائر بسبب قرار التأميم•• ووقتها كان من يدافع عن الوحدة الوطنية في "الشروق" مجرد نطفة من مني لم يمنَ في ظهر أبيه؟! وأزيدكم أنه في سنة 1975 عندما هددنا المغرب•• وكانت حالة الجيش الوطني الشعبي صعبة بسبب انهماك الجيش في بناء القرى الاشتراكية والطرق والسد الأخضر•• جاء القذافي إلى حاسي مسعود ووضع كل إمكانيات ليبيا تحت تصرف الجزائر وعقد المعاهدة المشهورة مع بومدين "معاهدة حاسي مسعود" التي قلبت موازين القوة رأسا على عقب••! وكنت وقتها بين الصحافيين الذين غطوا هذا الحدث! * وأزيدكم: في سنة 1988 عندما اشتعلت النيران في الجزائر الحبيبة بأحداث 5 أكتوبر•• كانت البلاد في حاجة إلى مساعدة مالية عاجلة لإطفاء الحريق •• وطار المرحوم مرباح إلى القذافي للاستنجاد به وسلم له صكا بـ150 مليون دولار•• وقد قال لي المرحوم مرباح هذا الكلام بنفسه•••! * وبعد هذا، قد لا تصدق إذا قلت لك إن صديقكم هذا الذي تدافع عنه وتتضامن معه••• كان مسؤولا للنشر لصحيفة الشروق اليومي عندما صدر العدد الأول منها! وأن سفير ليبيا آنذاك الحامدي قد أرسل صكا للجريدة قبل أن تخرج للقراء كمساهمة من ليبيا الشقيقة في دعم الخط العربي في الصحافة•• وعندما قلنا له كيف نبرر هذا ماليا قال لنا: انشروا أي شيء عن ليبيا في صورة إشهار؟! فلماذا يعض هذا الجاحد اليد التي مدت إليه عندما كان يحبو إعلاميا؟! أليس من حق القذافي أن يرفع دعوى قضائية؟! ومن حق القاضي في المجلس أن يضاعف العقوبة؟! * ثم لماذا نتضامن مع من يحترف الخطايا المهنية ولا أقول الأخطاء! وما رأيكم في صحيفة تنشر ملفات تقول: إنها ملفات الفساد وهي في الحقيقة ملفات التراشق بالأكاذيب بين الزمر السياسية المتصارعة على الساحة، تم تتهم العدالة ووزير العدل بأنه يحمي الفساد لأنه غيّر موظفا صديقا للكاتب من مكانه إلى مكان آخر؟! وهل من المهنية أن تنشر الصحيفة الأخبار التي لا هدف لها سوى زعزعة المؤسسة العسكرية مثل القول بأن جرحى الجيش مع الإرهاب يعالجون في العيادات الخاصة!•• أو القول بأن الجنرالات المتقاعدين على علاقات بالمؤسسات؟! وما رأيكم في مصداقية الصحيفة المذكورة في (مكافحة) الفساد وهي تمارسه يوميا••؟! وأضرب لكم مثلا واحدا موثقا وتعرفونه أنتم أيضا: الصحيفة تنشر أخبارا عن الضباط والمسؤولين الذين يكترون بيوتهم ويسكنون هم في مساكن إقامة الدولة أو في الخارج•• والحال أن الصحيفة نفسها تؤجر مقرها الرسمي لمؤسسة تابعة للدولة fgar (الصندوق الوطني لتأمين القروض الصغيرة والمتوسطة) بمبلغ 300 مليون في السنة• وتقوم الصحيفة بتأجير مقر لها في دار الصحافة بمبلغ 18 مليون سنويا•• وتطلب من الدول أن تمنحها مقرا آخر في دار الصحافة لم يكتمل بعد•• أليس هذا من قبيل الفساد والترابندو؟! والحال أن جريدة البلاد وبعض الجرائد الأخرى لا تجد مأوى لها؟! إنني أطلب من الزملاء الكف عن التضليل ومحاولة الضغط على العدالة •• فلا يشرفنا كمهنيين أن ندافع أو نتضامن مع من يمارس الخطايا المهنية ويعتقد أنه جثة ممتازة لا ينبغي أن تطاله العدالة ؟! سعد بوعقبة