هاهو رد اخونا عليها ربما تتوب وتعتذر
ربما كنت واحدا من الذين علموك يوما : من بلاد ظنها البعض ملكا لهم
تمخض الجبل فولد فأرا
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اعلمي سيدتي ما يلي :
1- كل حرف في هذا المقال وراءه معلم و أستاذ من الذين بجهودهم الجبارة أصبحت أنت اليوم في هذا المقام .. و بعد كل هذا سلطت نحوهم حروفك الجارحة عوض أن تقومي و توفيهم التبجيل .. يا لجزاء سنمار .. يا لقصر الذاكرة
2- عشرون سنة و نيف و أنا أمارس مهنة التدريس بنبل و صدق و قدسية و لا أزال .. كما أن لي أطفالا بالمدرسة أيضا .. و كنت دائما لما تضيق بي الأحوال المادية و أحاول أن أثور على الوضع أصطدم بفزاعة اسمها مصلحة التلميذ فألجم ثورتي و أكبح حنقي في حلقي و أولادي يكبرون أمام عيني و مطالبهم تكبر بكبرهم و الدخل نفسه لم يتغير في جيبي .. ففهمت مؤخرا بأن المطلوب مني كأستاذ هو أن أبقى على حالي فقيرا مدقعا طيلة مشواري المهني انتظارا للتقاعد و كبش العبد يا سيدتي في بلدي الجزائر يساوي شهورا من راتبي .. أو أنني أنتفض مضربا خلال العطل المدرسية حتى لا أصبح مجرما في عينيك ينتهك مصلحة التلميذ
3- علمتني الحياة أن الحق في بلدي يجب أن ينتزع لأني انتظرت عشرين سنة و نيفا لعل القائمين على مصلحتي كأستاذ يراعون يوما مصلحتي .. لكن مصالحهم كانت أسبق للأسف
4- ماذا يبقى في روح التعليم و التعلم إذا جرد من النزعة الثورية التي يحملها بين طياته و التمرد على كل ما هو غير سوي و السعي إلى تغييره بما هو أفضل و أقوم .. من جهل إلى علم .. من ظلام إلى نور .. من فساد إلى إصلاح .. أم أنك تريدين من طفلك أن يصبح غير ذلك .. و إذا لم أثر أنا بنفسي لإصلاح حالي فهل تضمنين لي سيدتي إصلاح حالي بدون فزاعة مصلحة التلميذ
5- مقال كهذا يحب أن توجهيه إلى معالي فخامة وزير التغبية الوطنية و الاجلاخات البليدة ليكف عن تغبية أبنائنا .. فكفي لسانك عنا فلنا أطفال نحنكذلك .. و قولي خيرا أو اصمتي يا حادة اللسان قبل الحزام
منقول من ردود القراء بجريدة الفجر لعلها تستفيق