![]() |
|
قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية كل ما يتعلق بالأخبار الوطنية و العربية و العالمية... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() كتب : نسيم براهيمي كاتب: محمد بوازدية الثلاثاء, 04 أكتوبر 2011![]() في يوم من أيام خريف 1988، استقبل المرحوم محمد الشريف مساعديه، مسؤول الأمانة الدائمة لحزب جبهة التحرير الوطني (يعني ما يقابل، اليوم، منصب الأمين العام)، مجموعة من الصحفيين، جاءوا يلتمسون منه التدخل لحل مشكلة السكن، فكان من جملة ما قاله لهم: "الحزب لا يوزع السكنات، لأنه لم يعد جزءا من السلطة.. وأقصى ما أستطيع أن أفعله أن أعطيكم رسائل أوصي بكم فيها خيرا لدى الولاة". وبطبيعة الحال، لم يصدقه أحد.. كيف ذلك وقد كان الرجل يمثل الحزب الواحد.. الحزب الدولة. وكان محافظ الحزب، في ذلك العهد، يقدّم على الوالي في المناسبات الرسمية وفي القرارات التي تخص الولاية، وكانت الوظائف العليا في البلاد تخضع للمادة 120-121 التي تلزم كل طامح في وظيفة أن يتوافر على بطاقة المناضل في الحزب. ولم يكن هؤلاء الصحفيون يعرفون أن الرجل الثاني في الدولة يقول الحقيقة، أو على الأقل ما أصبح يشعر به منذ مدة، حتى أفاق سكان العاصمة في صبيحة الخامس من أكتوبر 1988 على مظاهرات عارمة وأعمال شغب لم يسبق لها مثيل في تاريخ الجزائر المستقلة. وفي ندوة الإطارات التي عقدها الحزب في السنة الموالية، كشف مساعديه أنه عاش سنواته الأخيرة على رأس الحزب، يصارع تيارا آخر في رئاسة الجمهورية، وعلى رأسه الشاذلي بن جديد. وفي تلك الندوة أجاب مساعدية عن سؤال طرح في حينه ولا يزال مطروحا إلى اليوم..هل كانت أحداث أكتوبر حركة شعبية عفوية أم منظمة ومخططة من قبل أطراف في السلطة؟.. فقال بالحرف الواحد: "هل كان من المعقول أن يخرج (ويقصد الرئيس دون أن يسميه) الأطفال إلى الشوارع يصرخون في وجهي (استعمل ساعتها العبارة الدارجة المعروفة بأقصى الشرق الجزائري: "خرج الذري يغوثوا علي"). وهذا الإتجاه في تفسير ما وقع في الخامس من أكتوبر أكده، سنوات بعد ذلك الجنرال المرحوم لكحل عياط في لقاء نشر في كتاب، ضم مجموعة لقاءات مع شخصيات نافذة في ذلك الوقت مثل العربي بلخير والهادي لخذيري ومحمد بتشين. الفرق الوحيد أن لكحل عياط يستعمل مصطلح الصراع بين الإصلاحيين والمحافظين. ويجب أن نفهم من سياق كلامه أن الإصلاحيين كانوا يحضرون لشيء ما وأن المحافظين أحسوا بذلك وحاولوا التصدي بكل قوة. وهذا يسلمنا إلى ما قاله لنا رجل مثل اللواء الراحل، عبد الله بلهوشات: "كنت قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، ولم أكن على علم بشيء". (كان ذلك بفندق شيليا بباتنة أمام جمع من الصحفيين). وكان من مظاهر هذا الصراع المعروفة أن رئاسة الجمهورية كانت تعكف على مشروع للإصلاحات الإقتصادية، يقودها السيد مولود حمروش، الأمين العام لرئاسة الجمهورية في ذلك الوقت. ولكنه لم يكن مشروعا سريا مادام باستطاعة من شاء الإطلاع على ما عرف بـ"كراسات الإصلاحات". وعلى الرغم من طابعها الإقتصادي لم تكن الإصلاحات خالية من خلفية سياسية عند أصحابها. وقد كشف عبد الرحمن الحاج ناصر في كتابه الأخير أن فريق الإصلاحات كان يؤمن بضرورة وحتمية التغيير السياسي. ![]() ومن مظاهر الصراع بين الإصلاحيين والمحافظين إقدام الرئيس الشادلي بن جديد سنة 1986 على إلغاء التحضير للمؤتمر السادس للحزب (رغم معارضة مساعديه أيضا). وبينما كان الإصلاحيون يرون في ذلك مؤشرا لتغييرات قادمة، ولكنها ضرورية ويمكن وصفها "بالسعيدة"، ذهب المحافظون إلى الكلام عن كارثة ستحل بالجزائر تسمى: التعددية الحزبية. وفي بلد عاش لسنوات طويلة تحت مظلة الحزب الواحد والرأي الواحد والقرار الواحد، وحتى "نوع المشروبات الغازية الواحد"، كان من الصعب عند السواد الأعظم تصور التعددية السياسية شيئا آخر غير مصيبة تهدد الوحدة الوطنية. ومن مظاهر الصراع، أخيرا، خطاب الشادلي بن جديد يوم 18 سبتمبر 1988، وما جاء فيه مما يمكن وصفه "بالتحريض" على الثورة على الأوضاع القائمة. وقد رأى الكثيرون في فحوى الخطاب تعبيرا مباشرا عمّا وصلت إليه طبيعة الصراع بين الرئاسة (الإصلاحيين) والحزب (المحافظين). ورأوا فيه الدليل المباشر على مصدر "انتفاضة" أكتوبر. وبمناسبة ما يحدث اليوم في ليبيا، من "النكتة" أن نذكّر هنا برأي آخر، فسّر به بعضهم أحداث أكتوبر، ويتعلق الأمر بمشروع الوحدة مع ليبيا. وكانت الجزائر، فيما قيل ساعتها، تستعد لتنظيم استفتاء شعبي يرسم هذه الوحدة. وهو حزب جبهة التحرير الوطني، (وكان يجب أن ينظر إليه ساعتها على أنه الوجه الثاني للدولة إلى جانب الرئاسة)، وهو رائد المشروع والداعي إليه والحريص على إتمامه. ولكن الوحدة لم تتم والإستفتاء تعثّر، ذلك أن أحداث أكتوبر جاءت لتقلب الأوضاع رأسا على عقب. ومن المفيد أن نذكر، أيضا، أن الصحفي الراحل عبد الرحمن محمودي يتهم في أحد كتبه، الرئيس فرانسوا ميتران بتنظيم تلك الأحداث، عن طريق أحد أقرب مستشاريه في ذلك الوقت "فرونسوا دي غروسوفر" (وضع حدا لحياته سنة 1994)، الذي كان يجتمع بالشادلي بن جديد لساعات طويلة ولعدة مرات لدراسة كيفية تنفيذ تعليمات الرئيس الفرنسي. ومع أن محمودي أورد هذه المعلومات في شكل قصصي روائي، إلا أنه كان يؤمن بما يكتب دون شك. بدأت الأحداث في الرابع أكتوبر بعد المغرب ببعض المناوشات بين قوات الأمن وبعض المتظاهرين الشباب في عدة أحياء من العاصمة، ويمكن إرجاعها إلى قبل ذلك مع أحداث مركب رويبة للسيارات الصناعية. بل ويمكن اعتبار حركة الصحفيين الجزائريين، وقد بدأ قبل الخامس أكتوبر بأسابيع، جزء منها. ولكن ما ميّز الخامس أكتوبر أن العاصميين جميعا كانوا على علم بأن أحداثا ستقع في الخامس من أكتوبر، وكان ذلك من قبيل الخبر اليقين وليس مجرد إشاعة. ويقول الجنرال لكحل عياط إن مصالحه كانت على علم بما سيقع وأنها قدمت في ذلك تقارير إضافية. كان الجميع على علم بأحداث ستقع، ولكن لم يكن أحد يعلم ما سيحدث على وجه الدقة: مجرد مظاهرات احتجاجية تنتهي بعد ساعة أو ساعتين، ثورة شعبية عارمة، أحداث شغب تأتي على الأخضر واليابس. ولا يستطيع أحد إلى الآن التأكيد على أن أحداث الشغب، بالطريقة التي شهدتها العاصمة وبحجم الأضرار المادية والبشرية، والمدة الزمنية التي تستغرقها، كانت منظمة ومخططا لها.. الشيء الوحيد الذي وقفنا عليه، في اليوم الأول، وباستغراب كبير هو وقوف قوات الأمن على الحياد، تاركة الحبل الغارب، مكتفية بتصوير آثار الحرائق والدمار من الجو. وهي الصور نفسها التي أذاعها التلفزيون في نشرة الثامنة. ويمكن إبداء بعض الإفتراضات: الأول أن حياد قوات الأمن كان مقصودا إلى حد بعيد، وأن الوصول إلى درجة التعفن، أو توهم التعفن، أمر مقصود، والثاني أن قوات الشرطة الجزائرية، في ذلك الوقت، لم تكن تتوافر على الخبرة ولا الإمكانات اللازمة لمواجهة مثل هذه المواقف. وسواء أصبح الإفتراض الأول أو الثاني، فقد بلغ التعفّن مبلغه في اليوم الخامس من الأحداث، يوم العاشر من أكتوبر، فكان لا بد من تدخل الجيش، وفي اليوم نفسه، أعلن رئيس الجمهورية من خلال بيان أذاعه التلفزيون عن حالة الحصار.. فما لبثت أن تدفقت المجنزرات؟؟؟ إلى الشوارع الرئيسية بالعاصمة.. فهدأت العاصفة، وفي نشرة الثامنة طلع علينا رئيس الجمهورية بخطابه المشروع الذي أعلن فيه عن إصلاحات اقتصادية وسياسية.. والبقية يعرفها الجميع.. وإذا كان خروج الجيش إلى الشوارع لأول مرة، منذ سنوات عديدة، قد أوقف عمليات الشغب والسلب والنهب، فإن المجتمع المدني أطلق لنفسه العنان، حتى قبل خطاب الرئيس.. فتدفقت منشورات الباكس وسائر منظمات المجتمع المدني، وكانت لا تزال تعمل في السرية. ولعل من أكثر المواقف جسارة ذلك البيان الصادر عن حركة الصحفيين الجزائريين، بعد اجتماع مندوبي المؤسسات بمقر اتحاد الكتاب بالعاصمة. ومن جملة ما يشد الإنتباه في ذلك البيان، ما جاء فيه صراحة.."التنديد بالاستعمال الإجرامي للقوات المسلحة". وعلى الرغم من أن هذه النقطة لم تلق موافقة جميع مناضلي الحركة، وأن مصدرها هو التيار الأكثر تسييسا (الباكس والجبهة الديمقراطية)، إلا أنها تبقى شاهدة على قوة حركة فريدة من نوعها منذ الإستقلال. وفي العاشر من أكتوبر، وفي الوقت نفسه الذي أعلنت فيه حالة الحصار، كانت جموع غفيرة تستعد لمسيرة شعبية ضخمة من ساحة الشهداء إلى مدخل حي باب الوادي، حيث المقر العام للأمن الوطني.. وكان على رأسها علي بن حاج.. وتحركت المسيرة وأطلق الرصاص وسقط عدد من الضحايا.. وكان من بينها أول شهداء الصحافة الوطنية سيد علي بن مشيش، من وكالة الأنباء الجزائرية. وكانت مسيرة باب الوادي أول ظهور علني للإسلاميين، "ظهور لم ينقطع بعد ذلك إلى اليوم". وقد شهدت العاصمة في الأسابيع والشهور التي أعقبت الخامس من أكتوبر غليانا شعبيا لا سابق له لا في الجزائر ولا في العالم العربي.. ولنتذكر أن ذلك كان قبل الإنتفاضات التي عرفتها أوروبا الشرقية، وقبل إنهيار جدار برلين. ![]() وبسرعة كبيرة، انتقلت بعض الجرائد من عهد الحزب الواحد إلى حرية "مثالية" في إبداء الرأي والنقاش السياسي والنقابي (مثال يوميتي المساء وأوريزون وأسبوعيتي الثورة الإفريقية والجزائر الأحداث). وإذا كان من التكرار الحديث عن مسار الإصلاحات السياسية والإقتصادية بعد أكتوبر88، أو بسببه، فإن بعض تفاصيل ملف تلك الأحداث لا تزال إلى اليوم تثير النقاش والجدل: ومنها قضية التعذيب الذي مورس على معتقلي أكتوبر. وكل ما يمكن التأكيد عليه أن التعذيب مورس بالفعل، ولا يزال ضحاياه ينتظرون رد الاعتبار ومحاكمة المسؤولين..
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() و ما معنى النبش في هذا الموضوع في هذا الوقت بالذات ؟ |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() اللهم إرحم برحمتك شهداء أكتوبر وكل شهداء الجزائر |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() بتاريخ 5 أكتوبر 2011 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() وهناك من يقول ان تلك الأحداث حركتها صراعات خفية بين القطبين المتصارعين جبهة التحرير من جهة والمؤسسة العسكرية من جهة أخرى نتج عنها تلك الأحداث الدموية |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
للثورة, الذكرى |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc