![]() |
|
قسم أرشيف منتديات الجامعة القسم مغلق بحيث يحوي مواضيع الاستفسارات و الطلبات المجاب عنها ..... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
أثـــــــــر الإرهــــاب على الصحــــــــــــــة النفســــــــــــــيـة / بحث
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() أثـــــــــر الإرهــــاب على الصحــــــــــــــة النفســــــــــــــيـة
تقـــديــــــم : لا شك أن الحديث عن الإرهاب والعنف والتطرف باتت قضية تفرض نفسها في الظروف الآنية عن ذي قبل وباتت تشغل الرأي العام والمختصين في الدول المختلفة وبخاصة في الدول العربية نظراً لما شهدته الساحة العربية في السنوات الأخيرة من موجات تطرف ديني اختلفت سماتها وأسبابها ومصادرها. ولم يعد الإرهاب محصورة ومقتصراً على دولة واحدة ، بل على العالم أجمع ، بسبب الظروف والأوضاع التي يمر بها العالم العربي والإسلامي (بصفة خاصة) نتيجة استفحال استبدادية الهيمنة الأميركية – الصهيونية ، وعجز الأنظمة العربية والإسلامية عن مواجهته ، وحرمان فئات طبقية واسعة من العدالة الاجتماعية والمساواة والتنمية والحرية وحقوق الإنسان ، مما يؤدي إلى تنامي ظاهرة الإرهاب كرد فعل طبيعي ، على حالة مرفوضة . إن عالم اليوم ملئي بالضغوط النفسية والاجتماعية والانفعالات المستمرة والتي تؤثر على صحة الإنسان سواء الجسدية أو النفسية كما أصبح التحول الحضاري وتغير أنماط الحياة والتعرض لوسائل الإعلام الخارجية ، وانتشار العمليات الإرهابية من العوامل التي تساعد على أحداث تغيرات كبرى في السلوك الاجتماعي والنفسي للأشخاص . إن النتيجة الحتمية للإرهاب في العالم العربي هي الظلم الناتج عن المأساة التي يعانيها العالم العربي ، وفقدان الحقوق ، وغياب أي حل عادل وشامل لهذه القضية ، وبالتالي لا يمكن اجتثاث الإرهاب طالما أن هناك دوافع لهُ ، بفعل عوامل الفقر والبطالة وظروف السكن والصحة والتعليم ، تنميها تلك الظروف التي ينتج عنها الانحراف والجريمة ومن ثم الإرهاب . وتعكس المفاهيم المتعددة للإرهاب ، تبريراً أولياً يعكس صعوبة تحديده أولاً، وبالنتيجة الوصول إلى تعريف لهذا المفهوم وتحديد أهم الأفكار و المضامين التي قد يحتويها ، والمشكل و إن كان يرتبط بوضع تعريف يستحضر كافة الجوانب التي تحدد مفهوم الإرهاب ، إلا أن قضية تحديد ما يتضمنه من معاني ملتبسة تجعل من هذه الإشكالية ، أولوية ضرورية يتتبعها . وعلى هذا الأساس ، نعالج هذا الموضوع وفقاً لما يلـــــــــــــي : أولاً / مفاهيم الإرهاب (1) : على المستوى الاصطلاحي ، فإن الإرهاب كمصطلح ، هو حديث النشأة و الظهور، حيث ظهر لأول مرة سنة 1798 في أكاديمية فرنسا ، والإرهاب يقصد به حالة من الرعب و الهلع . إن مفهوم الإرهاب مفهوم معقد، ويحتوي في ثناياه على اختلافات ووجهات نظر متباينة ومتناقضة كغيره من المفاهيم ، إلا أن ما يميزه هو انفراده بالطابع المطلق والكمي لمن يوظفه ، ومن بين الصعوبات التي تواجهه هذه المسألة هو تداخل كل من مفهومي الإرهاب والعنف السياسي ، واكتسائهما لنفس الدلالة فيصبح الإرهاب هو العنف السياسي ويتماثل معه في الهدف والغاية ، لأن الإرهاب يأخذ أشكال متعددة سياسية ، فما يميز الدولة هو احتكارها لممارسة العنف المشروع ، وقد يتم الانتقال من ممارسة هذا النوع من العنف المشروع بالمحافظة على الاستقرار والأمن العام للمجتمع إلى سلوكيات تسلطية واستبدادية . الإرهاب هو استراتيجية سياسية ، تعتمد على مبدأ الاستعمال النسقي للأفعال العنيفة بغرض خلق جو من عدم الأمن . ثانياً / أصل الإرهاب : لا يولد الإنسان إرهابيا بالفطرة، إنما تصنعه مؤسساته الاجتماعية. وإذا ظهر من بيننا إرهابي فهذا يعني أننا نحن الذين صنعناه ، أو – بعبارة أخف – ساهمنا في صنعه . وأن الإرهاب لم يظهر فقط في أرض العرب والإسلام ، إنما في أوروبا أيضاً ، إن القاسم المشترك لظهور الإرهاب بمسمياته المختلفة عبر تاريخ البشرية ، يتحدد بانقسام الناس إلى فريقين : معدمين وفقراء وجياع وعاطلين ومهمشون يشكلون الأكثرية ، وزعماء وحكّام وأغنياء ومترفون يشكلون الأقلية.. في نظام يفتقر إلى العدالة والإنصاف . يضاف لها عامل حديث معاصر هو: غطرسة واستعلاء دول كبرى في العالم ، وسعيها إلى فرض قيمها وتسفيه قيم الآخر. إن الدول التي تعاني من الإرهاب وجدت نفسها محاصرة بثلاثة أنواع من الأسوار الخانقة : 1 . حصار خارجي يتمثل بدول الغرب الكبرى . 2 . حصار داخلي يتمثل بالأنظمة السياسية . 3 . حصار الحركات والتيارات اليسارية والعلمانية. وأن نزعة الإنسان إلى البقاء تدفعه إلى فك الحصار عن نفسه بأية وسيلة كانت. إن الانتحاريين من الإرهابيين مخلصون تماما لمعتقداتهم . فلا يوجد أكثر إخلاصا للمعتقد من أن يضحي الفرد بحياته من أجله . ولا فرق – من حيث الفعل النفسي– بين ( مجاهد ) مثلا، وبين إرهابي يشد نفسه بحزام ناسف ليفجرها بين حشد من الناس ، فكلاهما ينتهي إلى نهاية واحدة : تدمير الذات وإفناؤها . والفرق يكمن في نوعية المعتقد . فالسياسي الذي يخيّر بين الإعدام وبين التخلي عن معتقده.. ويختار الإعدام ، إنما يضحي بنفسه من اجل هدف واقعي يراه يحمل الخير للناس ، ولا يلحق مشهد إعدامه أذى بالآخرين أنما التعاطف معه ، فيما يؤدي تدمير الإرهابي الانتحاري لذاته إلى ارتكاب جريمة بقتل نفوس بريئة ، وإلحاق الأذى بآخرين، من اجل هدف خيالي نسجه معتقد يراه الآخرون وهميا أو باطلا . وعليه فان الخلل ليس في الإنسان بحدّ ذاته ، إنما في طبيعة معتقده . عندما يتحدث ، السيكولوجيين (النفسيين ) في الأسباب التي أدت إلى ظهور الإرهاب والعوامل التي جعلت منه أن يكون بحجم ظاهرة دولية ذات أبعاد وعناوين متعددة : سياسية ودينية واجتماعية ونفسية وأخلاقية واقتصادية. ثالثاً / دوافع الإرهاب (2) : 1 – العدوان : يفترض بعض علماء النفس بأن العدوان هو نتيجة طبيعية لغريزة القتل الكامنة في طبع البشر،ومنهم (فرويد) مؤسس التحليل النفسي الذي يرى أن السلوك العدواني جزء مهم من الكيان الغريزي للفرد،وإن الطاقة الهدامة للعدوان لا تحتاج أحياناً لأن توجه ضد الناس الآخرين مباشرة،وإنما قد تسدد نحو الذات كما في الانتحار.ولذلك فإن الوظيفة الرئيسية للمجتمع هي وضع طبيعة العدوان لدى الأفراد تحت المراقبة والسيطرة قدر الإمكان . يتحول السلوك العدواني إلى (إرهاب) عندما نجهل الحدود الفاصلة ما بين العدوان المقبول (في حالة الرد على العدوان كالدفاع عن الوطن)،والعدوان غير المقبول،أو عندما نفتقر إلى قدرة الارتكاز على الحوار والتفاهم والنقاش في حل المشكلات والصراعات ، واللجوء إلى القوة لتحقيق ذلك ،الأمر الذي يعطي مبرراً وشرعية لاستخدام الأسلوب نفسه لدى الإطراف الأخرى المتنازعة. فاستخدام القوة قد يحقق الانتصار للطرف الأقوى ويؤجل حالة الصراع ، إلا أنه لا يسعى إلى حلها نهائياً ، فالحروب في الكثير من الأحيان تتوقف ولا تنتهي ، فالعدوان الأعمى لدى الفرد هو أصل الإرهاب أو جذره ، لكن هذا العدوان له تربته الخصبة أيضاً ، والمتمثلة بالأمراض الاجتماعية والاقتصادية المتفاقمة ، كالفقر والاستغلال والاحتلال والهيمنة الثقافية ، التي من شأنها أن تقدح شرارة العدوان ، وبالتالي الإرهاب . 2 – العجز في الاحتكام إلى منطق الحوار والتفاهم : إن الإرهابي في عالم اليوم ، يتحرك ضمن أرضية واسعة حافزة على الإرهاب وسط هذه التناقضات والصراعات ، التي أصبحت امتداداً لقرون مضت ، دون أن يستعين الإنسان بعقله الجبار على معالجتها بعيداً عن منطق القوة والهيمنة. فالإرهاب يبدأ حينما يعجز العقل عن اللجوء إلى أساليب منطقية في التفاهم والتحاور مع الطرف الآخر ، فما هو المضمون النفسي وراء هذا العجز في الاحتكام إلى منطق الحوار والتفاهم ؟ باعتقادي ، هناك خوف (عصابي) لدى الإرهابي من وجود الآخرين في ساحة الحياة ، وينعكس هذا الخوف من خلال نزعته البدائية لإزالة أو تصفية الآخرين من الوجود بدلاً من الاستناد إلى وسيلة إنسانية راقية للتعايش معهم والتأثير السلمي فيهم وإيجاد وترسيخ العناصر المشتركة للعيش معاً بأمان . فالإرهابي إذن متخم بالخوف ، يحاول التخلص منه بأساليب بشعة عن طريق إشاعة الخوف والرعب في نفوس الآخرين. 3 – سياسة الإرهاب وإعلان الحرب : تبرر سياسة الإرهاب كل صنوف القتل والإبادة وتعلن الحرب على كل من لا يقف في صفها ، تحت شعارات مقدسة كالدين والوطنية والحرية والأمن والرسالة المقدسة. وتعد هذه السياسة بحسب مقاييس علم النفس الأخلاقي صيغا متأخرة وبدائية في التعامل مع الوقائع والآخرين . فنسبية الصواب والخطأ في النظريات والأفكار تدحض مبدأ : ( إن أفكاري وعقائدي هي الصالحة وما سواها لا ينفع) ، وسط هذا التنوع والتعددية البشرية الهائلة في الأفكار والعقائد والأديان وأساليب العيش والتراث والتأريخ . فما هو صالح أو نافع من منظور فكري أو اجتماعي في مرحلة ما أو لدى مجموعة ما ، قد لا يعدو كذلك في مرحلة أخرى أو لدى مجموعة أخرى. ما يزال الطريق وعراً أمام البشر لكي يسموا بأخلاقياتهم في تعاملهم مع بعضهم بصورة أكثر رقياً وشفافية وتعبيراً عن الإبداع في تجاوز مخلفات الماضي ومعضلات الحاضر، ولكي يركنوا إلى نبذ القوة والعنف والعدوان والإرهاب ، لحل المشكلات والأزمات وترجمة مباديء الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان إلى واقع عمل في حياة كل فرد وجماعة ومجتمع ونظام سياسي . فنحن بحاجة إلى تغيير سريع وجريء في السلوكيات عبر توفير البيئة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الملائمة لذلك ؛ أعني بيئة تحترم إنسانية كل إنسان بوصفه وحدة بيولوجية- اجتماعية - فكرية لها كرامتها الثابتة التي لا تقبل التجزئة أو المساومة. آنذاك ستتضاءل النـزعة نحو استخدام العدوان ، فلا يكون للإرهاب معنى في القاموس البشري . رابعاً / الإرهاب من المنظور النفسي : يلعب عامل /الإحباط النفسي/ دورا أساسياً في الرشد أو الكبر في إبراز السلوك "الإرهابي" إلى العلن عندما تنعدم أو تكاد القنوات الديموقراطية السانحة للتعبير والمتنفس عن الرأي والفكر وكذلك الشعور بالقمع والخوف المصاحب. فالإحباط هو : إعاقة المرء عن بلوغ هدف ما , وسد الطريق التي يسلكها نحو الوصول الى هدفه, سواء أكان السعي سعيا واعيا أم غير واع . وتطلق لفظة الإحباط مجازا على كل نوع من العراقيل التي تحول دون بلوغ الهدف المنشود والاقتراب منه. يمكن لهذه العرقلة أن تعاش على صورة إخفاق مباشر أو دون مشاركة من جانب الوعي. وتقتصر أبحاث السلوك في استخدامها لهذا الاصطلاح على عملية محددة تعيق الإنسان أو الحيوان عن إظهار استجابة معينة (موسوعة علم النفس , 1987). يبقى أن كبار السن أو من هم في سن الرشد ممن هم منخرطون في حالة العنف ضد المجتمع والنظام , منهم من تشربه منذ مراهقته أو شبابه ، أو ممن غلبت عليه المصلحة لتحقيق هدف سياسي واغلب أعمالهم انحصرت في التنظير والتمويل والتخطيط في هيكلية أشبه بالمافيا الخفية تشابكت فيها المصالح واستفادوا من التدفق المالي والتبرعات الداعمة للأهداف ذو الطابع الشخصي أو الإيديولوجي. وكون هيكلة شبكة الإرهاب أشبه بهيكيلية "المافيا", يصعب للفرد الواقع في أعلى سلمها التراجع عن قرار الانخراط أو العدول عن الأفكار علنا أو التخلي عن العنف لأنه سيواجه بل اشك السخط أو التصفية الجسدية من قبل أفرادها وليس له من بد أو خيار إلا الاستمرار فيما هو فيه في حين انه لا يستبعد التخلي عن أفكار الجماعة أو أن تتخلى الجماعة عن العنف بشكل جماعي معلنة التخلي عن أفكارها . أما القلق والتوتر النفسي فيعنى : يمثل القلق النفسي المرتبة الأولى في الانتشار بين الأمراض النفسية . ومن أسبابه ، نذكر : أسباب القلق النفسي : 1. أسباب ناتجة عن أعمال العنف والإرهاب . 2. أسباب ناتجة عن الأفكار المكبوتة والنزعات والغرائز مما يؤدي إلى القلق . 3. العوامل السلوكية بمختلف أنواعها . 4. العوامل الوراثية : أثبتت العديد من الدراسات وجود عوامل وراثية واضحة في القلق النفسي سيما في مرض الفزع Panic Disorder ، وبالتأكيد فإن العمل الإرهابي يؤدي إلى الفزع . وعندما نتحدث عن القلق النفسي فإننا نتحدث عن مجموعة من الأمراض التي تندرج تحت هذا المسمى ، ومن هذه الأمراض : · الفزع والخوف البسيط Simple phobia · رهاب الخلاء Agora phobia · الخوف الاجتماعي Social phobia · الوسواس القهري Obsessive compulsive disorder · قلق الكوارث Post traumatic stress disorder · حالات القلق الحاد Acute stress · القلق العام Generalized anxiety disorder · القلق الناتج عن الأمراض العضوية Organic anxiety أو استخدام الأدوية Anxiety related to medicine · القلق النفسي المصاحب للاكتئاب Anxiety - Depression آثار القلق النفسي : أمراض القلق من أكثر الأمراض انتشاراً بمختلف أنواعها ، كما أن آثاره تشمل : - شعور بالهلع أو الخوف الشديد "Overwhelming". - عدم القدرة علي التحكم في وساوس فكرية. - ذكريات مؤلمة تعيد الإنسان لمعايشة الحدث. - واهتزازات عضلية مع الشعور بعدم الراحة الجسدية ، ولا شك أن الأعمال الإرهابية تتسبب في كل هذة الآثار. خامساً / الكشف والعلاج النفسي : - يجب إعادة التأهيل لهؤلاء الشباب بطرق فردية وجماعية , ففردي أن يجمع التاريخ الشخصي في الاستمارة النفسية لكل مريض أو شخص على حده أي جمع مصادر للمعلومات بطريقة مباشرة من خلال المقابلة "انترفيو" مع المفحوص أو المريض وكيف يعيش هو بنفسه تصوراته لطبيعة مشكلاته , ومستواه التعليمي , وطبيعة الظروف التي يعيش فيها من مشاعر واتجاهات ومواقف واحباطات وأهداف والخ.. كما يمكن الحصول على معلومات أخرى مساعدة مثل الأهل والأصدقاء والمدرسين والأطباء وغيرهم . أيضاً يتم الحصول على المعلومات من خلال عمل الاختبارات اللازمة . ولكل حالة طريقتها في الكشف فقد تكون هناك حالات ذهانية مثل الفصام بأنواعه أو الهوس. والذهان هو: مصطلح يدل على اضطراب عميق وخلل في تفكير أو وجدان الإنسان يغير من نظرته وإدراكه للعالم والحياة ويؤثر في طبيعة سلوكه وإنتاجه بصورة خطيرة. ودعيت أمراض الذهان بالغير عضوية لعدم توفر أدلة علمية كافية على حدوث تغير ما في الجهاز العصبي المركزي. وإذا ما قورن الذهان بالعصاب , وجد أن العصاب اضطراب نفسانيا المنشأ على الأغلب , لا يؤثر في نظرة وإدراك الإنسان للعالم والحياة , بل يزجه في حالة من عدم الارتياح والتوتر والكآبة , ولكنه لا يؤثر في تماسك شخصيته إلى حدود تعطيل عمله أو إنتاجه. أما من حيث إعادة التأهيل من خلال العلاج النفسي ينبغي إشراك الفرد في وسط جماعة من ذات الانحراف , للتعبير عن أفكاره ومخاوفه وهمومه , وتبادل الآراء الجماعية بحرية وفتح مجال الحديث والفضفضة (المتنفس) , يتوسطها مختص أو أكثر ليقود مسار العلاج وتحديد المفاهيم الصحيحة وإعادة التأهيل . وهناك أفراد لديهم قناعات تامة أن ما يقومون به من أعمال عنف وإرهاب المجتمع والخروج على النظام العام للدولة, ينبع من الميل بشدة لخدمة المعتقد الأسمى المقدس, ولذلك يكون الميل إلى سلوك العنف مبرر في نظرهم. هذه المجاميع من الأفراد لابد وان تنال فرصة التعايش مجددا والانخراط في المجتمع ما لم يحدثوا جرماً أو يسفكوا دماً , بعد أن يستدرجوا إلى حوار مباشر وفتح باب النقاش الحر دون قيود أو خطوط حمر . بلغة أخرى هي حرب أفكار, ولا تقل شاناً عن الحرب الحقيقية , فانتصار الفكر السوي على الأفكار المنحرفة هو إنقاذ للمجتمع ولهذا الصنف من الجماعات الداعية للعنف من الوقوع في الهاوية ودوامة الصراع وسفك الدم , وتمهيدا لعودتهم وتأهيلهم إلى العودة لصفوف المجتمع مع التكفل بالتمتع بكامل حقوقهم المدنية والسياسية تماما مثل علاج ذوي الاضطرابات النفسية والعقلية. سادساً / الحلول المقترحة : 1 . يجب أن تعمل جميع مؤسسات المجتمع المدني والديني والدولة في توافق ووحدة متناغمة في صالح الفرد تحت نطاق القانون, لكبح جماح التطرف والتشدد الديني والأفكار المنحرفة من استغلال المراهقين والشباب . 2 . نشر التوعية في المجتمع وإنشاء المراكز وورش العمل التوعوية والمحاضرات , بمخاطر الإرهاب ، وبشكل دوري ومتكرر, كمنبه دائم بخطورة الإرهاب على الإنسان . 3 . على الدولة أن تمارس حقها في حماية المجتمع عن طريق الأجهزة الأمنية المعنية ووفق القانون - مع مراعاة الحفاظ على حقوق الإنسان وعن طريق الحوار في آن واحد لمن لم يرتكبوا جرائم جسيمة بحق المجتمع . 4 . على الدولة أن تسعى إلى تأمين سلامة المجتمع بحظر حمل السلاح وتقنينه , لان في تفشي ظاهرة حمل السلاح بلا ضوابط , تعد مصدر رئيسي, وسبب هام في زعزعة الأمن والاستقرار, والذي يتيح لبعض الجماعات السياسية والدينية التي تميل إلى استخدام العنف لحيازة المتفجرات والذخيرة بيسر وسهوله لممارسة الإرهاب على المجتمع والخروج عن القانون والنظام . 5 . مراقبة التمويل المالي للإرهاب والذي يعد عصبه الحيوي, ومراقبة أفراد الجمعيات الخيرية ومصدر جمع وتمويل ومصب أموالها ، والتأكد من عملية جمع وإيصال الزكاة إلى خزينة الدولة لتنفقها مركزيا وفق استراتيجية التوزيع الخيري العام . 6 . أن تقوم الدولة بفتح وتمويل ودعم المراكز النفسية وإعادة التأهيل العامة , والتي تساعد الفرد للخروج من أزماته النفسية واضطراباته العقلية ويقوم الأخصائيين النفسيين بدور هام وضروري في هذا المجال لإعادة الصحة النفسية ومساعدة الأفراد والمجتمع من خلال إشراك الأخصائيين النفسيين في المؤسسات المختلفة والجيش والشرطة والأمن والمدارس والصلاحيات والسجون في التقييم والتشخيص والعلاج أسوة بكثير من الدول المتقدمة في هذا المضمار . 7 . العمل على الحد من البطالة ، والاهتمام بتوفير فرص عمل مناسبة . سابعاً / التوصيات : أن الإرهاب في جميع أشكاله ومظاهره ، وبصرف النظر عن مرتكبيه والمكان الذي يرتكب فيه والغرض الذي يرتكب من أجله ، لا يمكن قبوله ، ولا يمكن تبريره إطلاقاً . وعلى هذا الأساس ينبغي بذل الجهود من أجل : 1 . إقناع الناس بعدم اللجوء إلى الإرهاب أو دعمه . 2 . منع الإرهابيين من الحصول على الوسائل اللازمة لشن الهجمات . 3 . ردع الدول عن دعم الإرهاب . 4 . تنمية قدرات الدول على مكافحة الإرهاب . 5 . الدفاع عن حقوق الإنسان واحترامها . وأعتقد أن هذه الشروط الخمسة المترابطة حاسمة لنجاح أي استراتيجية ترمي إلى مكافحة الإرهاب . المراجع : 1 – لمزيد من المعلومات حول مفاهيم الإرهاب ، راجع بالخصوص : - محمد بن أبي بكر عبد القادر الرازي ، مختار الصحاح ، دار المعارف ، القاهرة، ص 254 . - عبد الناصر حرير ، الإرهاب السياسي ، ط 1 ، مكتبة مد بولي ، القاهرة ، 1996، ص 21 . - أحمد أبو الروس ، الإرهاب والتطرف والعنف الدولي ، المكتب الجامعي الحديث ، الإسكندرية ، 2001 ، ص 24 وما بعدها . 2 – لمزيد من المعلومات حول دوافع الإرهاب ، راجع بالخصوص : - د . أبراهام صوفا ير - « الإرهاب والقانون » - مجلة المنار – العددان 22 ، 23 – 1981 – ص 50 . وأنظر أيضاً ، د. محمد فتحي عيد – واقع الإرهاب في الوطن العربي – مطابع أكاديمية نايف للعلوم الأمنية – الرياض – 1999 – ص 131 وما بعدها . 3 . www.mouqtadirifrance.com . 4 . www.ejtemay.com . 5 . www.akhawia.net . 6 . www.friendofdemocracy.net . 7 . www.al-tagheer.com . 8 . www.sehha.com . 9 . www.dvduarab.com . 10 . www.se77ah.com . 11 . www.science.arabhs.com . 12 . www.tahawolat.com . 13 . www.annabaa.org .
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() الله يبارك ...يعطيك الصحة خويا |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
أثـــــــــر, الصحــــــــــــــة, الإرهــــاب, النفســــــــــــــيـة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc