[b][/b
لايطلعُ علينا فجر موسم دراسيّ جديد ، إلاّ وجدّتْ معه حماقات هذا الرّجل ، والذّي يبقى رُغم كلّ خصاله التّي لا تروق لأحد عنيدا متمسّكا بفكرته حتّى ولو كانتْ صائبة؟
أتذكر جيّدا الموسم الماضي ، عندما أُلزم المدرّس بالتّقيّد التّام لما أسمَوْهُ بالتّدرّج السّنوي للأنشطة ،فراحتْ تنهالُ عليْه الوصايا منْ كلّ صوبٍ وحدْب ، وأُهمِلتْ في سبيله كثيرٌ من المقوّمات و الضّرورياتْ ، لتحُلّ محلّها مجموعة تفاهات لا تُسْمِنُ ولا تُغني منْ جوع ، كتَغْيير بعض المُصطلحات أو استبدالها بأخرى ، تحت شعار ( قُلْ كذا...ولا تقُلْ كذا...) مثلَ ماهو الحال لمُصطلح " التّوزيع السّنوي" ليُستبْدل فيما بعد ب"المشروع البيداغوجي قبْل أنْ يُكتشفَ أنّنا اقترفنا ذنبا لايُغتفر وعليه جاءتْ التّسمية الجديدة "التّدرّج السّنوي للأنشطة..."
ولم نعُدْ نسمعُ في قاعات الاجتماعات وغرف التّدريس غير كلمةٍ واحدة ووحيدة : " التّدرّج" إيّاكم ومخالفة التّدرّج أوْ حتّى مجرّد التّفكير في هذا الأمر، وعليْه جاءتْ زيارات السّادة المفتّشين مُوازية لهذه القرارات ، حيثُ لمْ يعُد هؤلاء ينظرون إلى مستويات الفصول أو طرائق التّدريس أو مضامين المشاريع وحقيقة المعارف ، بقدر ما أضْحَوا ينظرون بلْ يتفحّصون التّدرّج العام للأنشطة ويتقفّوْنَ آثار المدرّسين في هذا الشّأن.والويْل كلّ الويل لمن حاد عن الطّريق أو تعثّر أو تسارع فيه ، و الأدهى والأمرّ منْ ذلك نَدرة هذه النّسخ وانعدامها في بعض المؤسّسات ، ما جعل الإخوة والأخوات يتمسّكون ويتشبّثون بالنّسخة إذا ما وقعت بين أيديهم.حتّى أنّني فكّرتُ يوما في حمل نُسخة منْه ووضعها في المُصلّى..
واليوم ،أتساءل كما يتساءلُ الكثيرُ من الإخوة والأخوات ، ما مصير آلاف النّسخ من الكتاب المقدّس عفوا التّدرّج ؟؟
إنّها مكدّسةٌ في أرشيف المؤسّسات التّربويّة إن لم نقُل أنّها تُزاحم النّفايات في سلّة المهملات...
وهكذا سيستمّر مسلسلُ التّجارب الفاشلة ، وكلّ عام بحماقات جديدة لا تخدمُ أحدا من عناصر المظلومة التّربويّة ، عفوا أعني المنظومة... بقلم غروب في 27/09/2011م