وفاء ... و الوفاء

[froidali]

مساء الخير على الكل
حبيت نقدم ليكم حكاية من خيالي
إنشاء الله تعجبكم
في يوم ممطر تقدم إلى الباب و طرقه .... من بالباب ...أنا ماهر ... ماهر ...!!!
و فتح الباب بلهفة ... تفضل ... مرحبا بك ... كيف الحال ...؟ كيف أخبارك ...؟
هل أنت بخير ...!! أين كنت...؟ إشتقنا إليك...مع حبست البكاء في الحلق ...هكذا تغيب عنا ...تفضل ...ستأتي أمي حالا
لم يجد فرصة للرد على كل تلك الأسئلة و الترحيبات... جلس و هو مسرور بتلك المقابلة و التريحيب ينظر هنا و هناك مشاء الله ...مشاء الله
فجأة ....!! لمن هذه الصورة ....؟ من يكون هذا الشخص ...؟وقف و أتجها نحو الصورة ...حملها وهو ينظر و يدقق ... يا ترى من يكون ؟ هذا زوج وفاء ...
مساء الخير كيف أحوالك ماهر ...اليد في لليد تصافح بكل حنية و شوق كأن اليدين إلتصقتا من كثرة الشوق ... تفضل إجلس خذ راحتك ... ِبتأّسُف ..مبروك الزواج ...الله يبارك فيك لكنها جاءت متأخرة...
هيا وفاء أحضري الشاي و القهوة و المشروبات... هيا ما بك واقفة ....لا ..لا تتعبي نفسك أنا أفضل قهوة فقط ... بعد التسليم و الترحيب و الحب المكنون داخل كل نفس ... أين كنت ...؟ و كيف ترحل و لا تخبرنا...؟
ها ماهر تكلم إحكي ما بك ساكت ...تنهد و كأنه كان فوق كتفيه جبال ... عندما كنت في الجامعة مع وفاء ...كنت إنسان محظوظ ...كنت إنسان لا تفارقه الإبتسامة من على وجهه أبدا ...كنت أكن لها من الود ما لم أكنه لأحد من قبل
تواعدنا و تعاهدنا ...وعدتها و ها هي تسمع ... وعدتها أنني لن أحظى بإمرأة غيرها ... نعم وعدتني ...نعم وعدتني و الدموع على الخدود فأين وفاؤك ... أين عهدك ...وعدتني منذ سبعة سنوات كنت أعدها... بالساعات... و الأيام .. و السنين
أنتظر قدومك .. أنتظر مقابلتك ... زادت الدموع كأنها سيل من المطر ...كنت أنتظرك و أكملت الجامعة و أنا أنتظر حتى لمحة من خيالك ...هنا يأتي ...هنا يأتي ...أسكتي ...أسكتي أتركيه يكمل حديثه لماذا أسكت ... كان عمري بين يديه ..بين كفيه ..صانه و حفظه لا أنكر ذالك
أحبني بكل صدق..و بادلته نفس المشاعر... أهديته عمري و كل مشاعري و أحاسيسي ..كان إذا تكلم أبقى ساكتة أسمع و أهيم مع كلامه ...و أبقى أنظر لتلك العينين التي لم تعرف الكذب و لا الخيانة حتى في الكلام ...
أسكتي قلت لك ... أتركي ماهر يكمل حديثه ... تفضل يا ولدي لا تغضب منها ... بعد حبي لها و وعودي لها مثل ما قالت ..لم أكمل جامعتي و لم أستطع أن أخبر أحدا برحيلي خوفا أن تسمع وفاء ...لملمت أوراقي و كتبي و كل شئ عندي و كل ما أحتاج إليه ...وخرجت من الجامعة شعرت كأن روحي
تخرج من جسدي ..فكري شارد و قلبي حزين على فرقة مكان نسجت فيه بخيوطي عشا لقلبي ...مكان عشت فيه أعوام و أيام لا تنسى
أعوام و أيام لم تخلى يوما من الفرحة و السعادة... سنوات و أيام لم أشعر فيها يوما بالملل و لا العناء... سنوات و أيام كلها مغمورة بالحب الصادق
خرجت لما جاءتني تلك الرسالة الشؤمة .. من الخارج ...شعرت أنني لن أعود إلى مكان ميلادي ... مكان بنيت فيه كل لحظة من حياتي ... شعرت أنني لن أعود إلى البلد الذي أحببت فيه أعز إنسان و أغلى روح ... و شعرت و تيقنت أنني لن أوفي بوعودي التي وعدت بها أجمل و أطيب إنسان ... قرأت الرسالة في تلك الليلة
فدهشت ...!! أنت مطلوب في العمل الذي وافقت عليه منذ سنة ...و إن لم ترسل بقدومك يتوجب عليك فسخ العقدالموقع من طرفك بالشروط و المبلغ المتفق عليه ...أستغفر الله ... أستغفر الله ...أي طلب هذا الذي أرسلت ...!!؟ و متى أرسلته ...؟ ...بعد برهة من الزمن ...آه اللعنة هو السبب... هو السبب
الله يسامحك يا صديقي ... لم أكن أعرف أن هذا كله حقيقة و جد ..الله يسامحك يا صديقي ... يا رب ... يا رب ماذا أفعل ...لم أنم تلك الليلة سهرت أفكر ماذا أفعل مع نفسي و مع وفاء و مع دراستي .. و في الصباح التالي قصدت أن لا ألتقي مع وفاء خشيت أن تنظر في عينيا و تعرف كل شئ خشيت أن تشعر أنني سأتخلى عنها
خشيت ...خشيت ...الدموع لا تزال تجري لماذا لم تصارحني يومها ...لماذا قررت و نفذت وحدك ... لست إنسانة تفهم ...لست لست حبيبة مثل ما كنت تقول ..ألم تثق بي ...أم أنك خشيت فقط
أعرفت ماذا فعل خوفك و خشيتك ...؟ أ علمت ما وقع ..؟ أ علمت أنني تزوجت ...أ علمت أن وفائي لك أدخلني متاهات الناس ..أدخلني في دائرة جهل الناس ... أ علمت أن وفائي أُتهم بالغفلة ... أُتهم بالعذرية ...أُتهمبالجنون و الهبل ...إنتظرتك كأني واثقة بعودتك قريبا ...أخذتني الثقة شهرا بعد شهر...سنة بعد سنة
و لم أدرك أن الوقت يمر بسرعة ....دهشة مع إحساس بلوم النفس أنا أسف...أنا أسف ..لم أدرك أن الأمر سيصل إلى هذا الحد
لم أدرك أن الناس بهذه القسوة و الجهل ...طأطاء رأسه ... أنا المخطئ ..أنا المخطئ ... بكل حنية و إحترام يكفي يا وفاء ما فات مضى ...هيا أبدلي فنجان القهوة بكأس ماء أو مشروب
و أتركي ماهر يرتاح قليلا ... رفع رأسه ... وفاء أ تتذكرين من الأيام رفعتي فيه سماعة الهاتف و لم يرد عليك أي أحد ... ؟ بعد برهة آه نعم ..نعم
هل كنت أنت التصل ...نعم أنا ..و كنت أسمع صوتك .. ألو ..ألو..ألو و دمعي يكاد يعمي بصري و يزداد قلبي حرقة مع كل كلم ألو تقولينها ..بهدوء و روية و إقتناع ..ما فات مضى مثل ما قالت أمي
يكفي من الماضي و أخبرنا عن أحوالك و أخبارك أكثر .. أخبرنا هل ستعود أين ما كنت ... أخبرنا أين زوجتك و كيف حياتك معها
بقطع الحديث لا أنا لم أتزوج و لن أعود إلى هناك أنا سأكمل حياتي هنا في بلادي و بين أحبابي و الحمد لله الذي أعانني على إكمال ذالك العقد المشؤوم .....
وبعدإكماله للحديث و قراره أن لا يعود إلى الخارج ...سأل يقول ...وماذا عن أخباركم أنتم ....؟ نحن كما ترى نعيش في نفس البيت
ولم يتغيرالكثير من أحوالنا و كما ترى إلا أنا و وفاء نعيش في هذا البيت ... و أنت وفاء أين زوجك و هل تعيشان مع عمتي هنا ...؟
حزن مع فرحة لعودته و تذكر الماضي في لحظات .... زوجي توفي بعد زواجنا بسبعة أشهر و بيتنا ليس بعيد من هنا
تزوجت بعد خمسة سنوات من غيابك عنا عشت معه سبعة أشهر فقط ... فتفاجأت بمرضه إلا بعد أربعة أشهر من زواجنا فكانت مفاجأة كبير لي مرضه بالقلب
حاولت جاهدة من طبيب لطبيب و من مستشفى لمستشفى من غير نفع كل الأطباء أشاروا بعملية جراحية للقلب ... فلم يزد إنتظارنا كثيرا طلبنا عمل العملية
من الأطباء ... أدخلناه إلى المستشفى و هناك كان أخر يومه ... بعد العملية بدقائق فقد أخر أنفاسه ... بنظرة ألم ...إن لله و إن إليه راجعون ..الدوام لله ...صبرا حسن وفاء
هذا حال الدنيا و الدائم هو الله .. بحنية أم هذا حالنا منذ وفاته ...حتى وفاء أردتها أن تكمل حياتها بزواج ثاني وهي رافضة رفض نهائي أقلقتي عليها ... أمي أ لا يكفي ما سمعت من الناس
حتى أدخلوني بين متاهاتهم ها أنا تزوجت .. أين الزوج أين البيت أين الأسرة ..يكفيني أمي يكفيني ...و حتى لو قبلت الزواج من سيقبل بأرملة ..؟ من سيقبل بإمرأة لم تكمل نصف عامها زواج ..؟ أجيبوني ...
بأذن صاغية للحديث أجاب ... نعم أنا أقبل ..نعم أنا أقبل ..بل إنني أرجو منك ذالك ..فهل تقبلينني زجا ...؟هيا أجيبي أنت الأن ..
أنا... أنا و ما ذنبك أنت تقبل ...أم أنها شفقة منك ...بقطع الحديث كيف تكون شفقة و كل كياني يناديكي و يرجوكي ..ضاعت مني الفرص في السنوات الماضية
لن أتركه تضيع مني مرة أخرى... ماذا قلت ...؟ أ قبلت ..؟ هيا أجيبي .. ماهر أنا لا أريدك أن تضحي بعمرك و الحياة أمامك طويلة و جميلة من أجلي و من أجل ماضي فات و أنتهى
أنا صحيح كنت و ما زلت أكن لك كل الحب و الود و ما زال حبي لك كما كان من قبل لكن لا أريدك أن تربط حياتك بإنسانة أرملة أفهمت قصدي ماهر ...ماذا تقولين ...!!؟أنا يكفيني
أن حبك مازال على عهده ... أنا فكرت و قررت ... فما رئيك أنت ...؟ وبعد لحظات من الحديث ... بحب و خجل ما تراه أمي و انت فأنا قابلة به ...بأذان صاغية و حنية
و كيف نرفضك و نرفض وفاءك ...لكن يا بني فكر جيدا لعلك تسرعت بالطلب لأنك بيننا .... بكل وضوح أنا فكرت في الماضي و فكرت الأن و أنا أتمنى أنني أكون زوجا مثاليا لها و أتمنى أنني أسعدها
و أتمنى أن أكون الشريك الحقيقي لها وهذا هو أخر كلامي أتمنى أنكم قد فهمتوني جيدا ...يا بني ماذا سأقول لك طلبك مجاب و أتمنى لكما حياة سعيدة ها هي أمامك ماذا قلت يا وفاء قبلت ما قال ماهر ...؟
بخجل و حب واضح ...أجل ..مبروك عليكما مقدما ... الله يبارك فيك يا عمتي ...و أنا سأتي بعد خمسة أيام لنتم الخطبة و الزواج في يوم واحد إن شاء الله ...هل هذا الموعد جي بالنسبة لكم ...؟ أجل يا بني تأتي مرحبا بك
تم الإتفاق على الزواج و شروطه بهدؤ و فرحة و إنسجام بين بين ماهر و وفاء ... و ذهبوا ليعيشا في بيته المتواضع ...وهناك سارت الحياة بينهما بالحب و الوفاء .................................