المجتمع كله يحقد على المدرس لاسباب تاريخية . توجد موروثات نفسية توارثها افراد المجتمع . في الماضي البعيد كان المدرس هو شيخ الجامع او شيخ الكتاتيب وهو دائما يكون غريبا وفقيرا معدوما يعيش ذليلا من صدقات المحسنين من اهل القرية ويبقى دائما اقلهم مستوى معيشة كما انه كان شحيحا بسبب قلة ما في يده ويتظاهر بالزهد وبالعمل الخيري فقط .
اليوم تغير العصر واصبح المدرس موظفا مثل غيره . هو موظف مثل النجار والقاضي والطبيب والميكانيكي لكن المجتمع مازالت لديه تلك الموروثات البالية ويرى ان المدرس يجب ان يبقى مغبونا وبائسا مثلما في الماضى والا فانه قد تمرد وكسر التقاليد وطغى يجب ردعه وقد ساهم المدرس نفسه في تكريس تلك المعتقدات حين يعمد الى الديماغوجيات في حواراته ويتناسى ان القانون قد كلفه بمهام بيداغوجية محددة لا داعي ان يضيف لنفسه مهمة ديماغوجية اخرى لم يفرضها عليه التشريع .
المجتمع اليوم يشاهد المدرس يريد ان ينفض غبار الكتاتيب ويدخل حياة المجتمع ويكسب البيت ووسيلة النقل ومصروف الجيب وهذا شيء يغيظ المجتمع لاسباب نفسية قديمة .
حسد المجتمع للمدرس ليس بسبب المرتب والمال والا لحسد الطبيب الخاص الذي يتقاضى في اليوم الواحد اكثر مما يتقاضاه المدرس في ثلاثة اشهر ولا يحسد المدرس بسبب العطل واوقات الراحة والا لحسد طبيب المركز الصحي الذي لايشتغل سوى ساعة ونصف او ساعتين في اليوم .
عندما يعتبر المدرس نفسه موظفا له واجبات يحددها التشريع وله حقوق يحددها التشريع ويبعد عن الديماغوجيات حينها يمكن ان يغير موقف المجتمع منه .وحينها يهابه المجتمع حين يطالب بحقوقه .