شعب واع وسلطة لم تع.

[فارس الجزائري]

السلام عليكم
خرج في يوم من الأيام بعض خفافيش الظلام تطبل وتزمر وتزغرد لفصل تاريخي في الجزائر يضاف إلى الفصول الربيعية الأخرى وقد حدد له يوم17 سبتمبر كموعدا فاصلا في التغيير.
إلا أن الشعب الجزائري الذي غاب على الكثير أنه الشعب الوحيد في العالم الذي يتعلم من تجاربه، ويعرف من الذي يحب له الخير ومن الذي يدفعه لغاية في نفسه وهدف مشئوم لصالحه يخفيه تحت وجه مبتسم ومظهر متحمس للوطنية.
هذا الشعب برهن في هذا اليوم أنه أذكى من أن يزج به في صراع داخلي ينتظره الغرب حتى يضع رجلا أخرى في هذا الوطن الحبيب فيتحكم في موارده ويقضي على ما بقية لنا من كرامة.
ولذا أوجه رسالتي إلى من بيدهم القرار، أنه عليكم أن تفتخروا بهذا الشعب الذي لا ينتظر منكم سوا إعطائه حقه في العيش على هذا البلد الحبيب.
كان لكم أن تكافئوه في اليوم الموالي من ذالك التاريخ بالإعلان على الملأ أنكم تعترفون بالتقصير وأنكم مستعدون كل الاستعداد للتغيير فتكون الثورة -التي ينتظرها بعض شذاذ الآفاق- منكم أنتم ويكون لأول مرة في التاريخ ربيعا يصنعه صناع القرار.
وعليه وباعتبارنا ننتمي لقطاع هو القطاع الوحيد الذي يغرس الوعي في وسط الجموع من خلال العمل على توعية الأجيال من أجل النهوض بمستقبل الجزائر.
نقول للوصاية عليك أن تعترفي بالفعل لا بالقول أن هناك إجحاف في حق أبناء القطاع لابد من تداركه، وأن هذا القطاع هو أبو القطاعات وسيدها، فهو الذي يعمل على استقرار باقي القطاعات من خلال تخريج أجيالا واعيين بالمسؤولية ولذا وجب أن يقدّم أبنائه في كل شيء، فلا يجوز أن يكون راتبهم أقل الرواتب ولا يجوز أن تبيت أسرهم في الشاعر، لا يجوز أن يقف في طوابير طويلة مع الخاص والعام من أجل قضاء حوائجه بل حاجته تأتيه لبيته أو لمكان عمله معززا مكرما لأنه حامي الحمى صانع الأجيال.
أقول هذا الكلام لأن هناك مثل يقول: اتقي شر الحليم إذا غضب، وما يجري الآن هو استفزاز وضحك على الذقون وذلك على العلن ويفهمه حتى الطفل الذي ولد لتوه من خلال ملامح أبويه من عمال القطاع.
نرجوا أن تعوا هذا الكلام حتى لا يحدث مالا يحمد عقباه ونقول حينها ياليتى الذي حدث ما كان، وكما أن الشعب قد تعلم من تجاربه فلتتعلموا أنتم من تجارب الآخرين ولتتبادلوا هذا الشعب الاحترام لأنه يستحق ذلك بعد الدرس الذي قدمه للشعوب الأخرى في الوعي وفي تكريس مبدأ المواطنة.