اليكم يا اعضاء اجمل منتدى رايته
لقد اخترت لكم قصيدة من قصائد المتنبي
واتمنى التفاعل بقصائد جميلة مثلكم
1 آخــرُ مــا الملْــك مُعــزَّى بِـهِ ...... هــذا الَّــذي أثــرَ فــي قَلبِــهِ
2 لا جَزَعـــاً بـــل أنَفــاً شــابَهُ ...... أنْ يَقــدِرَ الدَهــرُ عــلى غَصبِـهِ
3 لـــو دَرَتِ الدُنيــا بِمــا عِنــدَهُ ...... لاســتَحْيتِ الأيَّــامُ مــن عَتبــهِ
4 لَعَلَّهــــا تَحسَـــبُ أنَّ الَّـــذي ...... لَيسَ لَدَيـــهِ لَيسَ مـــن حِزبــهٍ
5 وأنَّ مَــــن بَغـــدادُ دارٌ لـــهُ ...... لَيسَ مُقِيمـــاً فـــي ذَرا عَضبِــهِ
6 وأَنَّ جَـــدَّ المـــرْءِ أوطانُـــهُ ...... مَــن لَيسَ منهــا لَيسَ مِـن صُلبِـهِ
7 أخـــافُ أن تَفطَـــنَ أعـــداؤهُ ...... فيُجـــفِلُوا خَوفًــا إلــى قُرْبِــهِ
8 لا بُــدَّ لِلإنْسَــانِ مــن ضَجْعــةٍ ...... لا تَقلِــبُ المضُجــع عــن جَنِبِـه
9 يَنسَــى بِهـا مـا كـانَ مـن عُجْبـهِ ...... ومــا أذاقَ المــوتُ مــن كَرْبــهِ
10 نَحــنُ بنُــو المــوَتَى فَمـا بالُنـا ...... نَعــافُ مــا لابُــدَّ مــن شُـربِهِ
11 تّبخَــــل أيدينـــا بِأرواحِنـــا ...... عــلى زَمــانٍ هِــيَ مـن كَسْـبِهِ
12 فهــــذِهِ الأرواحُ مـــن جَـــوِّهِ ...... وهـــذِهِ الأجســامُ مــن ترْبِــهِ
13 لــو فكَّــرَ العاشِــقُ فـي مُنتَهـى ...... حســنِ الَّــذي يَســبِيهِ لـم يَسْـبهِ
14 لــم يُـرَ قَـرْنُ الشَـمسِ فـي شَـرْقِهِ ...... فشَـــكَّتِ الأنفُسُ فـــي غَرْبِـــهِ
15 يَمــوتُ راعـي الضَّـأَنِ فـي جَهلِـه ...... مِيتـــةَ جــالِينُوسَ فــي طِبِّــهِ
16 ورُبَّمــــا زادَ عـــلى عُمـــرِهِ ...... وزادَ فــي الأمــنِ عــلى سِــرْبهِ
17 وغايـــةُ المُفْــرطِ فــي سِــلْمِهِ ...... كَغَايـــةِ المفُــرطِ فــي حَرْبِــهِ
18 فَـــلا قَضَــى حاجَتَــهُ طــالِبٌ ...... فُـــؤادُهُ يَخـــفِقُ مــن رُعْبِــهِ
19 أســتَغفِرُ اللَــه لِشَــخصٍ مَضَـى ...... كـــانَ نَـــداهُ مُنتَهَـــى ذَنْبِــهِ
20 وكـــانَ مَـــن عَــدَّدَ إحســانَه ...... كأنَّمـــا أفـــرَطَ فـــي ســبِّهِ
21 يُرِيــدُ مــن حُــبِّ العُـلَى عَيشَـهُ ...... وَلا يُرِيـــدُ العَيشَ مـــن حُبَّـــهِ
22 يَحسَــــبُهُ دافِنُــــهُ وَحــــدَهُ ...... ومَجــدُهُ فــي القَـبرِ مـن صَحْبِـهِ
23 ويُظهَـــرُ التَذكــيرُ فــي ذِكــرِهِ ...... ويُســتَرُ التَــأْنيثُ فــي حُجْبِــهِ
24 أخــتُ أبِــي خَــيرِ أمــيرٍ دَعـا ...... فَقـــال جَـــيشٌ لِلقنـــا: لَبِّــهِ
25 يــا عَضُــدَ الدَولــةِ مَـن رُكنُهـا ...... أبُـــوهُ والقَلـــبُ أبـــو لُبِّــهِ
26 ومَـــن بَنُـــوهُ زَيـــنُ آبائَــهِ ...... كأنَّهـــا النَّــوْرُ عــلى قُضْبِــهِ
27 فَخــراً لِدَهــرٍ أنــتَ مـن أهلِـهِ ...... ومُنجِــبٍ أصْبَحــتَ مــن عَقْبِـهِ
28 إنَّ الأسَــى القِــرنُ فَــلا تُحْيِــهِ ...... وسَـــيفُكَ الصَّــبرُ فَــلا تُنْبِــهِ
29 مــا كــانَ عِنـدِي أنَّ بَـدرَ الدُجَـى ...... يُوحِشُــهُ المَفَقــودُ مــن شُــهْبِهِ
30 حاشـاكَ أنْ تَضعُـفَ عـن حَـمل مـا ...... تَحـــمَّلَ الســـائِرُ فــي كُتْبِــهِ
31 وقــد حَــمَلتَ الثِقْــلَ مِـن قَبْلِـهِ ...... فـــأغنَتِ الشِــدَّةُ عَــنْ سَــحْبِهِ
32 يَدخُــلُ صَــبرُ الَمــرْءِفي مَدحـهِ ...... ويَدخُـــلُ الإشــفاقُ فــي ثَلْبِــهِ
33 مثلْــكَ يَثنـي الحـزُنَ عـن صَوبـهِ ...... ويَســـتَرِدَّ الــدَمعَ عــن غَرْبِــهِ
34 إيمـــا لإبقــاءٍ عــلى فَضلِــه ...... إيمـــا لِتســـلِيم إلـــى رَبِّــهِ
35 ولــم أقُــلْ مِثلُــكَ أعِنــي بِــهِ ...... سِــواكَ يــا فَــرداً بــلا مشبه
و هذه قصيدة اخرى
أُغالِبُ فيكَ الشّوْقَ وَالشوْقُ أغلَبُ
وَأعجبُ من ذا الهجرِ وَالوَصْلُ أعجبُ
أمَا تَغْلَطُ الأيّامُ فيّ بأنْ أرَى
بَغيضاً تُنَائي أوْ حَبيباً تُقَرّبُ
وَلله سَيْرِي مَا أقَلّ تَئِيّ
عَشِيّةَ شَرْقيّ الحَدَالى وَغُرَّبُ
عَشِيّةَ أحفَى النّاسِ بي مَن جفوْتُهُ
وَأهْدَى الطّرِيقَينِ التي أتَجَنّبُ
وَكَمْ لظَلامِ اللّيْلِ عِندَكَ من يَدٍ
تُخَبِّرُ أنّ المَانَوِيّةَ تَكْذِبُ
وَقَاكَ رَدَى الأعداءِ تَسْري إلَيْهِمُ
وَزَارَكَ فيهِ ذو الدّلالِ المُحَجَّبُ
وَيَوْمٍ كَلَيْلِ العَاشِقِينَ كمَنْتُهُ
أُرَاقِبُ فيهِ الشّمسَ أيّانَ تَغرُبُ
وَعَيْني إلى أُذْنَيْ أغَرَّ كَأنّهُ
منَ اللّيْلِ باقٍ بَينَ عَيْنَيْهِ كوْكبُ
لَهُ فَضْلَةٌ عَنْ جِسْمِهِ في إهَابِهِ
تَجيءُ على صَدْرٍ رَحيبٍ وَتذهَبُ
شَقَقْتُ بهِ الظّلْماءَ أُدْني عِنَانَهُ
فيَطْغَى وَأُرْخيهِ مراراً فيَلْعَبُ
وَأصرَعُ أيّ الوَحشِ قفّيْتُهُ بِهِ
وَأنْزِلُ عنْهُ مِثْلَهُ حينَ أرْكَبُ
وَما الخَيلُ إلاّ كالصّديقِ قَليلَةٌ
وَإنْ كَثُرَتْ في عَينِ مَن لا يجرّبُ
إذا لم تُشاهِدْ غَيرَ حُسنِ شِياتِهَا
وَأعْضَائِهَا فالحُسْنُ عَنكَ مُغَيَّبُ
لحَى الله ذي الدّنْيا مُناخاً لراكبٍ
فكُلُّ بَعيدِ الهَمّ فيهَا مُعَذَّبُ
ألا لَيْتَ شعري هَلْ أقولُ قَصِيدَةً
فَلا أشْتَكي فيها وَلا أتَعَتّبُ
وَبي ما يَذودُ الشّعرَ عني أقَلُّهُ
وَلَكِنّ قَلبي يا ابنَةَ القَوْمِ قُلَّبُ
وَأخْلاقُ كافُورٍ إذا شِئْتُ مَدْحَهُ
وَإنْ لم أشأْ تُملي عَليّ وَأكْتُبُ
إذا تَرَكَ الإنْسَانُ أهْلاً وَرَاءَهُ
وَيَمّمَ كافُوراً فَمَا يَتَغَرّبُ
فَتًى يَمْلأ الأفْعالَ رَأياً وحِكْمَةً
وَنَادِرَةً أحْيَانَ يَرْضَى وَيَغْضَبُ
إذا ضرَبتْ في الحرْبِ بالسّيفِ كَفُّهُ
تَبَيَّنْتَ أنّ السّيفَ بالكَفّ يَضرِبُ
تَزيدُ عَطَاياهُ على اللّبْثِ كَثرَةً
وَتَلْبَثُ أمْوَاهُ السّحابِ فَتَنضُبُ
أبا المِسْكِ هل في الكأسِ فَضْلٌ أنالُه
فإنّي أُغَنّي منذُ حينٍ وَتَشرَبُ
وَهَبْتَ على مِقدارِ كَفّيْ زَمَانِنَا
وَنَفسِي على مِقدارِ كَفّيكَ تطلُبُ
إذا لم تَنُطْ بي ضَيْعَةً أوْ وِلايَةً
فَجُودُكَ يَكسُوني وَشُغلُكَ يسلبُ
يُضاحِكُ في ذا العِيدِ كُلٌّ حَبيبَهُ
حِذائي وَأبكي مَنْ أُحِبّ وَأنْدُبُ
أحِنُّ إلى أهْلي وَأهْوَى لِقَاءَهُمْ
وَأينَ مِنَ المُشْتَاقِ عَنقاءُ مُغرِبُ
فإنْ لم يكُنْ إلاّ أبُو المِسكِ أوْ هُمُ
فإنّكَ أحلى في فُؤادي وَأعْذَبُ
وكلُّ امرىءٍ يولي الجَميلَ مُحَبَّبٌ
وَكُلُّ مَكانٍ يُنْبِتُ العِزَّ طَيّبُ
يُريدُ بكَ الحُسّادُ ما الله دافِعٌ
وَسُمْرُ العَوَالي وَالحَديدُ المُذرَّبُ
وَدونَ الذي يَبْغُونَ ما لوْ تخَلّصُوا
إلى المَوْتِ منه عشتَ وَالطّفلُ أشيبُ
إذا طَلَبوا جَدواكَ أُعطوا وَحُكِّموا
وَإن طلَبوا الفضْلَ الذي فيك خُيِّبوا
وَلَوْ جازَ أن يحوُوا عُلاكَ وَهَبْتَهَا
وَلكِنْ منَ الأشياءِ ما ليسَ يوهَبُ
وَأظلَمُ أهلِ الظّلمِ مَن باتَ حاسِداً
لمَنْ بَاتَ في نَعْمائِهِ يَتَقَلّبُ
وَأنتَ الذي رَبّيْتَ ذا المُلْكِ مُرْضَعاً
وَلَيسَ لَهُ أُمٌّ سِواكَ وَلا أبُ
وَكنتَ لَهُ لَيْثَ العَرِينِ لشِبْلِهِ
وَمَا لكَ إلاّ الهِنْدُوَانيّ مِخْلَبُ
لَقِيتَ القَنَا عَنْهُ بنَفْسٍ كريمَةٍ
إلى الموْتِ في الهَيجا من العارِ تهرُبُ
وَقد يترُكُ النّفسَ التي لا تَهابُهُ
وَيَخْتَرِمُ النّفسَ التي تَتَهَيّبُ
وَمَا عَدِمَ اللاقُوكَ بَأساً وَشِدّةً
وَلَكِنّ مَنْ لاقَوْا أشَدُّ وَأنجَبُ
ثنَاهم وَبَرْقُ البِيضِ في البَيض صَادقٌ
عليهم وَبَرْقُ البَيض في البِيض خُلَّبُ
سَلَلْتَ سُيوفاً عَلّمتْ كلَّ خاطِبٍ
على كلّ عُودٍ كيفَ يدعو وَيخطُبُ
وَيُغنيكَ عَمّا يَنسُبُ النّاسُ أنّهُ
إلَيكَ تَنَاهَى المَكرُماتُ وَتُنسَبُ
وَأيُّ قَبيلٍ يَسْتَحِقّكَ قَدْرُهُ
مَعَدُّ بنُ عَدنانٍ فِداكَ وَيَعرُبُ
وَمَا طَرَبي لمّا رَأيْتُكَ بِدْعَةً
لقد كنتُ أرْجُو أنْ أرَاكَ فأطرَبُ
وَتَعْذُلُني فيكَ القَوَافي وَهِمّتي
كأنّي بمَدْحٍ قَبلَ مَدْحِكَ مُذنِبُ
وَلَكِنّهُ طالَ الطّريقُ وَلم أزَلْ
أُفَتّش عَن هَذا الكَلامِ وَيُنْهَبُ
فشَرّقَ حتى ليسَ للشّرْقِ مَشرِقٌ
وَغَرّبَ حتى ليسَ للغرْبِ مَغْرِبُ
إذا قُلْتُهُ لم يَمْتَنِعْ مِن وُصُولِهِ
جِدارٌ مُعَلًّى أوْ خِبَاءٌمُطَنَّبُ