شهدت أواخ القرن العشرين في الجزائر وربما في أماكن أخرى من العالم نزوح ريفي رهيب أدى الى انقلاب أشياء
كثيرة هذه الظاهرة كانت لها تداعيات على عدة أصعدة .الريف الذي كان يوفر نسبة كبيرة من الغذاء تناسب على الأقل
نسبة الذين كانوا مقيمين فيه.
كانت لهذا النزوح أو الهجرة الداخلية كما كان يسمى اعلاميا أيضا اسباب متنوعة ومراحل أوحلقات كثيرة لمسلسل واحد هو النزوح الريفي كما أسلفنا ذكره .
كانت الأسباب في الأول منها تعليم الأطفال بعدما بلغ الشعب الجزائري درجة من الوعي وادراك قيمة التعليم للأجيل القادمة ووجود المعامل والشركات الوطنية وتطور القطاع الصناعي الذي ضمن مناصب لليد العاملة ثم توفر شروط الحياة
الأخرى من كهرباء وغاز والمسجد ...وغيرها .ومن جهة لم يعد الريف يحقق الحياة السعيدة بسبب تولي سنوات الجفاف
الا أن جاء السبب القاهر اذا شئنا ذلك وهو الارهاب الأعمىوالجريمة المنظمة التي قادتها كتائب الموت.
أصبح الريف خال يهاب الانسان المشي فيه بالنهار ليس بالليل.
مالذي ترتب على هذا الواقع الجديد الذي أدى أولا الى اختلال التنمية الشاملة أو تعطلها؟.اذ لم يعد الريف مصدر رزق
لفئة كبيرة من الناس واعتماد الدولة على الاستراد على وجه الجملة اقتصاديا.
أجتماعيا أدى الى انتقال الريف الى المدينة أو (تريف المدينة) أصبحت المدينة ريفا كبيرا فيه كل مظاهر التبدي.
سلوكات مشاهدة من تجمعات وقلة نظافة في أماكن كثيرة أو كل المدينة. طرق خاصة في التفكير فا لصحوة الاسلامية في أولها وجدت هذا النوع من الناس الذين اعتنقوها بسهولة لبساطة الناس وطمعهم فيما كان يقال لهم حتى خاض من خاض بهم دروب الجبال وممارسة القتل والاجرام تحت راية الجهاد.
فقد هذا الانسان بساط أهل البادية وطيبتها وفقد تحضر أهل المدينة وسلوكات المتمدن في الممارسة والتفكير