![]() |
|
خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
100 رسالة حب لنزار قباني (الجزء الثاني)
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() 100 رسالة حب (الجزء الثاني) لنزار قباني الرسالة الثانية نهارَ دخلتِ عليَّ في صبيحة يومٍ من أيام آذارْ كقصيدةٍ جميلةٍ .. تمشي على قَدَمَيْها دخلت الشمسُ معك.. ودخل الربيعُ معك.. كان على مكتبي أوراقٌ.. فأورقَتْ وكان أمامي فنجانُ قهوة فشربني قبل أن أشربه وكان على جداري لوحةٌ زيتية لخيول تركض.. فتركتْني الخيولُ حين رأتكِ وركضتْ نحوك.. * نهارَ زُرتني.. في صبيحة ذلك اليوم من آذارْ حدثتْ قشعريرةٌ في جسد الأرض وسقَطَ في مكان ما.. من العالم نيزكٌ مشتعلْ.. حسبه الأطفال فطيرةً محشوةً بالعسلْ.. وحسبتهُ النساء.. سواراً مرصَّعاً بالماسْ.. وحسبه الرجال.. من علامات ليلة القدْرْ.. * وحين نزعتِ معطفكِ الربيعيّ وجلستِ أمامي.. فراشةً تحمل في أحقابها ثيابَ الصيف.. تأكّدتُ أن الأطفال كانوا على حقّ.. والنساء كُنَّ على حقّ.. والرجال كانوا على حقّ.. وأنّكِ.. وأنّكِ.. شهيّةٌ كالعسلْ.. وصافيةٌ كالماسْ.. ومذهلةٌ كليلة القدرْ... الرسالة الثالثة عندما قلتُ لكِ : "أُحبّكِ". كنتُ أعرف.. أنني أقود انقلاباً على شريعة القبيلة وأقرع أجراسَ الفضيحة كنتُ أريد أن أستلم السلطة لأجعلَ غابات العالم أكثرَ ورقاً وبحارَ العالم أكثرَ زرقةً وأطفالَ العالم أكثرَ براءة. كنتُ أريد.. أن أُنهي عصرَ البربريَّة وأقتلَ آخر الخلفاء كان في نيّتي _عندما أحببتكِ أن أكسر أبوابَ الحريم وأنقذَ أثداءَ النساء.. من أسنان الرجال.. وأجعلَ حَلَمَاتهنّ ترقصُ في الهواء مبتهجة كحبّات الزعرور الأحمر.. عندما قلتُ لكِ: "أُحبّكِ". كنتُ أعرف.. أنني أخترع أبجديةً جديدة لمدينةٍ لا تقرأ.. وأنشد أشعاري في قاعة فارغة وأقدّم النبيذ لمن لا يعرفون نعمة السُكْرْ. * عندما قلتُ لكِ: "أُحبّكِ" كنتُ أعرف.. أن المتوحّشين سيتعقبونني بالرماح المسمومة.. وأقواس النشّاب. وأنّ صُوَري.. ستُلصَق على كلّ الحيطان وأنَّ بَصَماتي.. ستوزَّع على كلَّ المخافر وأن جائزةً كبرى.. ستُعطى لمن يحمل لهم رأسي ليُعلّقَ على بوّابة المدينة كبرتقالةٍ فلسطينية.. عندما كتبتُ اسمكِ على دفاتر الورد.. كنتُ أعرف.. أنّ كلَّ الأُميّين سيقفون ضدّي وكلَّ آلِ عثمان.. ضدّي وكلَّ الدراويش .. والطرابيش .. ضدّي. وكلّ العاطلين بالوراثة عن ممارسة الحبّ .. ضدّي وكلَّ المرضى بوَرَم الجنس.. ضدّي.. عندما قرّرتُ أن أقتلَ آخر الخلفاءْ وأُعلنَ قيامَ دولةٍ للحبّ.. تكونين أنتِ مليكتَها.. كنتُ أعرف.. أنَّ العصافير وحدَها.. ستعلنُ الثورةَ معي.. الرسالة الرابعة حين وزَّع اللهُ النساءَ على الرجالْ وأعطاني إيَّاكِ.. شعرتُ.. أنّه انحاز بصورة مكشوفة إليّْ وخالفَ كلَّ الكتب السماويّة التي ألَّفها فأعطاني النبيذ ، وأعطاهم الحنطة ألبسني الحرير، وألبسهم القطن أهدى إليَّ الوردة وأهداهم الغصن.. * حين عَرَّفني اللهُ عليكِ.. وذهب إلى بيته فكَّرتُ .. أن أكتب له رسالة على ورقٍ أزرقْ وأضعها في مُغلّفٍ أزرقْ وأغسلها بالدمع الأزرقْ أبدؤها بعبارة: يا صديقي كنتُ أريد أن أشكرَهُ لأنّه اختاركِ لي.. فاللهُ _ كما قالوا لي _ لا يستلم إلا رسائلَ الحب ولا يجاوب إلا عليها.. * حين استلمتُ مكافأتي ورجعتُ أحملك على راحة يدي كزهرة مانوليا بستُ يدَ الله.. وبستُ القمر والكواكب واحداً .. واحداً وبستُ الجبال .. والأودية وأجنحة الطواحين بستُ الغيومَ الكبيرة والغيومَ التي لا تزال تذهب إلى المدرسة بستُ الجُزُرَ المرسومة على الخرائط والجُزُرَ التي لا تزال بذاكرة الخرائط بستُ الأمشاط التي ستتمشّطين بها والمرايا .. التي سترتسمين عليها.. وكلَّ الحمائم البيضاء.. التي ستحمل على أجنحتها جهازَ عرسك.. ***** دوما راقبوا الجديد تقبلوا تحيات أخوكم كريم
|
||||
![]() |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc