-مرفوعة إلى الصديق ..والأخ الكبير مأمون البورسان ..في بلاد الصقيع.
دمشق ..ظل الشمس بين الشفتين ..فوضى الجمال والدم ..والعري تحت القناديل المعتقة للعتمة ..حيرة اللون في امتداد الفراغ الأحمر على جسد مؤثث بالمنافي والبكاء ..دهاليز اللحظة المتأنية ..بين الأقدام الغارقة في التعب والضجيج..شوارع مفروشة بالدم والخطيئة ..والذنب ينزف جرحا في جبهة الكلمات العارية ..لوحة مثقلة ليوم دمشقي غارق ..في المطر ..والبرد.
ملامح لشمس تولد بالقيصرية ..
ما أطول العبور إلى يوم ربيعي ..يتقلد صوتا ضد..بندقية ..
بأكمام بالية ..لحلم مستفز ..يكتنفه الذهول ..يرتخي كخرقة شتائية ..يهرب من رعب الصمت..يطرق نافذة مغلقة ..يدخل متاهات ضوئية مبهمة..كالصنم العتيق ..بلاتفاصيل للوجه على ضفاف السراب..وطن موعود بالوأد ..يمتد دهورا في الأوهام..يحتوي كل ذكريات البكاء ..ومر الوطء على قارعة التيه ..ظلمة محبرة لاينضب سردها..تكتب بالدمع ..تفاصيل نغم أجوف على أوزان المنافي والقهر ..والشوق إلى ضحى ..وطن لايهرب من صدر الخريطة..
دمشق..عيون منزوية ..تودّع أكفانا سوداء ..وجنائز مستمرة ..تزدحم بها الأرصفة الحبلى بمواويل البكاء ..تابوت مفتوح ..على الريح والوجع ..صولة السوط ..على جسد أحناه الجلاد للعري والشياطين ..رائحة القبر المنثورة ..وراء الأرياف الغارقة ..في البداوة والطيبة والكبت والقهر..تحدق في سعالها المزمن ..والنوافذ الموصودة ..باليأس والقنوط..وعبودية انتظار غد صامت ..لايأتي.
ياقلبي الغارق في فوضى متراوحة..
هناك في كبد الجمر خلف ظل الصنم..غد مفتون بالربيع ..وتحت جنح الشقاء حلم ..ملّ من شبق الكبت ..هل تغور ضبابية الشهور الراحلة بلا رائحة ..من أرض الدمع الجامد ..وتولد فوقها ..شمس بملامح مكتملة ..في تفاصيل اليوم؟.