من الصعب توضيح العلاقة بين الخطاب الاعلامي للجريدة الاولى على المستوى الوطني من حيث الانتشار و التوسع و الاقناع والنظام المستبد و الفاشل و البائد في بضع سطور و عدة كلمات لان الكلام عن هذه العلاقة يتطلب تفصيل الكثير من النقاط و التركيز على الكثير من الاشياء, وهذا امر يصعب طرحه في هذا المقام, لذا سنمر على بعض النقاط المهمة التي تبين الى حد ما كيفية سقوط الشروق في فخ النظام البائد.
اولا, يجب ان نعلم ان الشروق فيما مضى كانت المتنفس الحقيقي للجزائريين و اللسان الحاد و اللاذع الذي كان ان ذاك عبارة عن شوكة في حلق النظام البائد,طرحها للعديد من قضايا المجتمع العميقة و انتقادها لسياسة النظام البائد و تعريتها للكثير من الحقائق, ادى الى انتشارها الواسع و تحقيقها قفزات رقمية متتالية من حيث توزيع النسخة الورقية و الصدى الاعلامي الكبير, والمثل العربي الذي يقول "رب ضرة نافعة" تغير ضمن منطق الشروق الى "رب منفعة ضارة", فانتشارها الواسع و تغلغلها داخل المجتمع وهيمنتها على عدد معتبر من عقول الجزائريين, ادى الى استهدافها و التركيز عليها من طرف النظام الفاشل لكسب ودها و بالتالي كسر شوكتها ثم وضعها تحت جناحه, وهي الطريقة التي اتقن استخدامها مع العديد من الاحزاب و الهيئات, هذه السياسة الجهنمية المعتمدة من طرف النظام ادت الى تغير سياسة الشروق الاعلامية و تبدل وانحراف خطها الاعلامي واضحينا نسمع الشكر و المدح للشروق على لسان بعض من مسؤولي النظام الفاشل بعدما كنا قبل سنوات نسمع التهديد و الوعيد و الشتم و الذم, فلا تتعجب اذا سمعت اويحي او بلخادم يثنيان على الشروق, و لا تتفاجأ اذا قرأت في الشروق موضوع ينتقد النظام ثم يثني عليه في ان واحد, و لا تنصدم اذا لاحطت استطلاع رأي يتغير بين لحظة واخرى بدرجات كبيرة الى النقيض, و لا تتعجب اذا قرأت موضوع عن اصلاحات الرئيس و لا تجد الا بعض التعليقات الشاكرة و الممتنة على اصلاحات لم نعثر لها على اثر الى حد الساعة في نفس الوقت الذي قد تجد فيه موضوع عن انتقاد و قذف لدولة ما ! اكثر من 150 تعليق !
قبل ان نختم يجب ان نقول انه من الخطأ الاعتقاد ان الجرائد المفرنسة لها مصداقية او اي شيئ من هذا القبيل, لان هذه الاخيرة حتى وان ابدت انتقادات شديدة للنظام البائد الا ان النظام يعلم جيدا ان لها اجندات خارجية ! ! ! و هو يعلم جيدا ايضا ان هذه الجرائد فقدت صداها و نفوذها و تغلغلها داخل المجتمع الجزائري من زمان لذا لم تعد تحضى بنفس الاهتمام كما كانت في السابق.
ختاما و بصفة عامة النظام الجزائري المستبد يراقب و يصطاد و بالتالي يتخلص من كل ما هو مؤثر و مزلزل لمصالحه بالاغراء او بالاختراق والشروق واحدة من ضحايا الاخطبوط ! ! !
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2011-09-12, 20:51
جريدة الشروق تحت المجهر !!!
العرض العادي
