بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن جماعة الكناني المتوفى سنة 733هـ رحمه الله تعالى :
(إذا سُئل عما لا يعلمه قال: لا أعلمه ، أو لا أدري، فمن العلم، أن يقول : "لا أعلم"،
و عن بعضهم: "لا أدري" نصف العلم.
و عن ابن عباس رضي الله عنهما: إذا أخطأ العالم "لا أدري" أصيبت مقاتله.
و قيل: ينبغي للعالم أن يوّرث أصحابه "لا أدري"؛ لكثرة ما يقولها .
و اعلم أن قول المسؤول: "لا أدري" لا يضع من قدره، كما يظنه بعض الجهلة، بل يرفعه؛ لأنّه دليل على عظم محله، و قوة دينه، و تقوى ربه، و طهارة قلبه، و كمال معرفته، و حسن تثبته، و قد روينا معنى ذلك عن جماعة من السلف،
وإنّما يأنف من قول : "لا أدري" من ضعفت ديانته، و قلّت معرفته؛ لأنّه يخاف من سقوطه من أعين الحاضرين، و هذه جهالة و رقّة دين، وربما يشهر خطأه بين الناس، فيقع فيما فرّ منه ، و يتصف عندهم بما احترز عنه.
و قد أدب الله تعالى العلماء بقصة موسى مع الخضر عليهما السلام ، حين لم يَرُدَّ موسى عليه السلام العلمَ إلى الله تعالى لمّا سئل: هل في الأرض أعلم منك؟ )
[تذكرة السامع ص42-43]